الأقصر – د ب أ: كشفت مصادر أثرية مصرية عن تعرض منطقة ‘ بين الجبلين ‘ الأثرية بمدينة إسنا التاريخية جنوب محافظة الأقصر لعمليات هدم وتجريف وتدمير لمقابرها وتلالها وأسوارها التاريخية ونهب وسرقة لآثارها التي يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية الأولى.
وقال آثريون يعملون في المنطقة لوكالة الأنباء الألمانية الأربعاء إن المنطقة تتعرض لاعتداءات على معالمها الأثرية ‘في وضح النهار وباستخدام معدات وحفارات ضخمة تسبب دخولها إلى المنطقة في انهيار عدد من مقابرها الأثرية المبنية بالطوب اللبن ، ودمار كبير لمعالمها التاريخية دون تحرك السلطات لوقف تلك الاعتداءات رغم قيام مسئولي الآثار في المنطقة بتحرير مخالفات ومحاضر بأسماء من يقومون بأعمال الهدم والتدمير والسرقة لآثار بين الجبلين’.
تعد منطقة ‘بين الجبلين’ من المناطق الأثرية المهمة في إسنا وترجع أهميتها إلى العصور الفرعونية الأولى حيث كانت الحد الفاصل بين الإقليم الثالث والإقليم الرابع من أقاليم مصر الجنوبية ويعنى اسمها القديم والحديث ‘ التلين ‘ أو الجبلين لأنها تقع بين الجبلين الشرقي والغربي على الضفة الغربية للنيل.
كما كانت تسمى معبد أو مقر الالهة حتحور التي كان يوجد معبد لها في الجبل الشرقي والذي يرجع في أصله إلى ما قبل الأسرة الثالثة الفرعونية وكان يضم نقوشا من عصر الاضطراب الأول وأسماء الملوك ‘ منتوحتب – بنحتب رع ‘ من الأسرة 11 الفرعونية وملوك من الأسرة 13 مثل جدف – نفر رع – جد عنخ – رع – منتو أم – ساف إلى نفر – حبت رع ثم من ملوك الهكسوس الأسرة 15 مثل خيان أوس رع – أبوقيس .
وأشار الاثريون إلى تقدمهم باستغاثات للمسؤولين في وزارة الدولة لشؤون الآثار لإنقاذ آثار المنطقة مما تتعرض له من نهب وتدمير لكن حالة الانفلات الأمني التي تشهدها البلاد تسببت في استمرار التعديات.
وتحوى المنطقة مقابر من عصر الاضطراب الأول على الجبل الغربي، أهمها مقبرة ‘إتى’ المحفوظة حاليا بجناح المتحف المصري في تورين بإيطاليا ، بجانب عثور البعثة الإيطالية حديثا على سور ضخم ربما كان يحمى القرية القديمة بالمنطقة
وأضاف الأثريون أن المعتدين يستخدمون حفارات ضخمة في أعمال التعدي ما أدى إلى إتلاف الآثار الظاهرة بالمنطقة من مقابر وأسوار ودفنات سبق اكتشافها بمعرفة بعثة أثرية إيطالية كانت تعمل بالمنطقة بجانب إزالة وتدمير للطبقات والشواهد الأثرية التي تحدد هوية المنطقة وتاريخها الأثري ، وذلك بهدف الاستيلاء على أراضى المنطقة وسرقة مابها من آثار .
ووصف الأثريون ما تتعرض له آثار منطقة بين الجبلين من اعتداءات لليوم الخامس على التوالي بالكارثة حيث يتعرض التل الأثري بالمنطقة للتجريف بهدف الزراعة والبناء فوق ما يضمه التل من معالم أثرية وهدم وتدمير للمقابر والدفنات المبنية بالطوب اللبن والاستيلاء على ما بها من آثار دون أي تحرك شرطي لوقف تلك الاعتداءات المستمرة.