نيويورك ـ الأمم المتحدة ـ «القدس العربي»: أعلنت سيغريد كاغ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، أنها تمكنت من تفعيل آلية قرار مجلس الأمن 2720 في غزة، المتعلقة بالتعجيل بتوفير شحنات الإغاثة للقطاع عن طريق دول ليست أطرافا في النزاع، على أن يبدأ التنفيذ في الأيام المقبلة، كما شددت على أن الممر البحري لا يمكن أن يحل محل الطريق البري في إيصال المساعدات للقطاع.
وفي انتهاك للقوانين الدولية، تقيّد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا سيما براً، ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود، واتهامات لها بارتكاب «جريمة حرب» عبر استخدام سلاح «التجويع».
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب «إبادة جماعية».
وفي جلسة استماع مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، قالت كاغ: «أنا ممتنة للتعاون البناء حيث سيتم تطبيق الآلية مبدئياً على طريقي قبرص والأردن على التوالي. وسيتم الانتهاء قريباً من المشاورات الفنية مع مصر بشأن مسارها». وبينت إنها أبلغت إسرائيل بتفعيل الآلية وفقا للقرار المذكور.
وزادت: «سيتم وضع قاعدة بيانات ونظام إخطار على الإنترنت لجميع البضائع المتجهة إلى غزة على طول طرق الإمداد. وقد تم طلب الموافقة على نشر مراقبين دوليين في المعابر ونقاط التفتيش والإمداد من الجهات المعنية، وسوف يبدأ التحقق والمراقبة داخل غزة في أقرب وقت ممكن». وواصلت: « في الأسابيع المقبلة، سوف يبدأ مكتبي في غزة عمله أيضاً».
وسيسمح تفعيل الآلية بتحديد أولويات خطوط الأنابيب وإمكانية التنبؤ والرؤية وتتبع الإمدادات إلى غزة. ووفق القرار، تم تصميم الآلية لتسهيل ودعم عمل جميع الشركاء في المجال الإنساني على أرض الواقع ضرورة إحداث نقلة نوعية لضمان مواصلة تلبية الاحتياجات الهائلة للسكان المدنيين في غزة بشكل آمن.
وأكدت أن «العمليات الإنسانية الفعالة لا يمكن أن تنحصر في إحصاء عدد الشاحنات التي تدخل بالمساعدات».
وأضافت: «ذلك مقياس زائف لقياس ما إذا كانت المساعدة كافية، ناهيك عما إذا كانت تستجيب للمتطلبات الإنسانية الأساسية. على سبيل المثال، النساء الحوامل والأطفال المصابون بسوء التغذية لن يكفيهم مجرد تناول المزيد من السعرات الحرارية، لأنهم يحتاجون أغذية علاجية ومكملات تغذوية، بالإضافة إلى رعاية طبية طويلة الأجل».
وقالت إن «حجم الدمار والتأثير المدمر لهذه الحرب على جميع السكان يستدعي خطة دعم طموحة وشاملة مع استثمارات متناسبة. ويوضح التقييم المؤقت الأخير للكوارث الذي أجرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي حجم الأضرار وحجم الاستثمارات المطلوبة في جميع القطاعات، على سبيل المثال، إعادة بناء وإصلاح أكثر من 84٪ من المرافق الصحية المدمرة، عودة كافة الطلاب إلى المدارس في ظل تدمير المرافق التعليمية».
وواصلت: «كما ذكر الأمين العام، فإن للسلطة الفلسطينية دورا حاسما يتعين عليها أن تضطلع به في غزة. ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل على تمكين عودتها، وتعزيز قدرتها على الحكم، وإعدادها لاستئناف مسؤولياتها في غزة».
وأوضحت أن «كافة الجهود الرامية إلى الإنعاش المبكر وإعادة الإعمار تحتاج أيضاً إلى مشاركة المجتمع المدني الفلسطيني».
الأردن يعلن تنفيذ 6 إنزالات لمواد إغاثية في القطاع بمشاركة 4 دول
وشددت على «تعزيز بيئة مواتية لإعادة تأسيس القطاع التجاري في غزة وإشراك مجتمع الأعمال الفلسطيني والمستثمرين فيه أمر لا يقل أهمية». وأعربت عن قلق الأمم المتحدة البالغ إزاء احتمال شن عملية إسرائيلية في رفح.
واعتبرت أن «من شأن مثل هذا الإجراء أن يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية المستمرة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على الأشخاص النازحين بالفعل والذين يعانون من مصاعب ومعاناة شديدة. وسوف تكون قدرة الأمم المتحدة على الإنجاز مقيدة».
وشددت على «أهمية التحول في أسلوب العمل، وهذا يتطلب المزيد من الارتقاء بجودة وكمية المساعدة والتوزيع واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتمكين التسليم الآمن ودون عوائق داخل غزة، والتخطيط والاستعدادات في الوقت المناسب للتعافي المبكر وإعادة الإعمار» واستدركت بالقول: «ليس هناك بديل عن الإرادة السياسية لمواصلة هذه الجهود».
ولاحقا، وفي لقائها مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، قالت كاغ، أمس الخميس، إن الممر البحري لا يمكن أن يحل محل الطريق البري في إيصال المساعدات الى غزة.
وأشارت إلى أنهم أكدوا منذ البداية على أهمية الطريق البري لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت: «المسألة كلها تتعلق بالمساعدات عبر الطريق البري. الطريق البري أسرع وأسهل وأقل تكلفة».
وأوضحت أن المساعدات عبر الممر البحري التي ستصل من إدارة جنوب قبرص ستخضع للفحص ثم تصل إلى الميناء الذي بنته الولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة حددت بعضا من الشروط للمشاركة في هذا المشروع، من بينها وجود نظام تحذير فعال، وتوزيع المساعدات على جميع مناطق غزة، وحرية الاختيار في العمليات، وضمان مسافة آمنة مع الجيش الإسرائيلي.
وأكدت أن الهدف النهائي هو التأكد من وصول المساعدات إلى سكان غزة بصورة مستمرة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الأردني عن تنفيذ 6 إنزالات جوية لمساعدات «إغاثية وإنسانية» على غزة، بمشاركة مع 4 دول.
جاء ذلك وفق بيان على موقعه الرسمي، قال فيه: «نفذت القوات المسلحة الأردنية، أمس الخميس، 6 إنزالات جوية جديدة على مناطق مختلفة شمال قطاع غزة، بمشاركة دول شقيقة وصديقة».
وبين أن الإنزالات الجوية اشتملت على «مساعدات إغاثية وإنسانية لمساندة الأهل في قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع».
وأشار إلى مشاركة طائرتين أمريكيتين، و4 طائرات من الأردن ومصر وألمانيا وبريطانيا.
ولفت إلى ارتفاع عدد الإنزالات الجوية التي نفذها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع 88 إنزالاً جوياً أردنياً، و214 إنزالاً جوياً بالتعاون مع الدول «الشقيقة والصديقة».
كما أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية (رسمية) إرسال 115 شاحنة إلى قطاع غزة تحمل مواد غذائية، عبر جسر «الملك حسين» الحدودي مع الضفة الغربية.
وقالت في بيان: «سيّرت القوات المسلحة الأردنية والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، قافلة مساعدات غذائية جديدة إلى أهلنا في غزة، وبالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي».
و«حملت القافلة المكوّنة من 115 شاحنة مساعدات غذائية طارئة، تم إرسالها من خلال جسر الملك حسين عبر معبر كرم أبو سالم، ليُصار إلى تسليمها لأهلنا في غزة وتوزيعها من خلال الجمعيات والمنظمات الشريكة في القطاع» حسب الهيئة. وأضافت: «يعتبر الجسر البري الذي تم إطلاقه من قبل الأردن لأهلنا في غزة، شريان المساعدات الإنسانية للقطاع، ونعمل دوما على تأمين المواد الأساسية الضرورية».
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر هي: جسر الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (ألِنْبي من جانب إسرائيل) ووادي عربة (إسحاق رابين من جهة إسرائيل).