آيزنكوت.. من ثاكل “يجب أن يلزم بيته” إلى عصا تطارد “عصابة الـ 64”

حجم الخط
0

بقلميوسي فيرتر

منذ شباط الماضي، بعد شهرين تقريباً على قتل ابنه غال في القطاع، أصبح غادي آيزنكوت كيس اللكمات المفضل لدى الشبكات الاجتماعية، التي تعبر عن الروح البيبية. الهجوم العنيف والمسموم ضده (الذي لم يكلف نتنياهو ومن يسيرون في أعقابه أنفسهم عناء إدانته)، ركز على أنه أب ثاكل. “هو في حالة اكتئاب، وليس في وضع يسمح له باتخاذ القرارات. يجب عليه الاستقالة من الكنيست والجلوس في البيت”، كتب شخص ما. في الشهر الماضي، بدأ يتلقى اللكمات أيضاً من اليسار. “مسيح كاذب، كذاب وجبان”، أطلق عليه في هذه الصحيفة. آيزنكوت يستحق الانتقاد مثل أي سياسي، لكن التوقعات كانت أعلى دائماً.

خطابه أمس في مؤتمر مئير دغان للأمن والاستراتيجية في كلية “نتانيا” سنتذكرها على أنها الانعطافة الأهم في فترة حكومة الطوارئ، حتى أكثر من خطاب “خط النهاية” الذي جاء به غانتس قبل أسبوعين. لم يقيد آيزنكوت المعسكر الرسمي بالانسحاب قريباً فحسب، بل قدم بالتفصيل بنود لائحة الاتهام العامة، الأمنية والسياسية، ضد رئيس الحكومة نتنياهو، التي هو وغانتس سيقودانها من الخارج. هذه طريق لا رجعة عنها.

بدأت العملية بوزير الدفاع يوآف غالنت، واستمرت إلى غانتس، حتى وصلت إلى آيزنكوت. والآن نعرف موقف الجنرالات الثلاثة في مجلس الحرب من القائد ودوافعه والمصالح الغريبة التي تحركه. طلب آيزنكوت تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أسرع وقت. وقال بأن عليها فحص الأمور منذ عقد، حتى فترة رئاسته للأركان.

إن طلبه إجراء الانتخابات بين أيلول وكانون الأول القادم، يتساوق مع مواقف معظم الجمهور، لكن ليس مع رغبة عصابة الـ 64 المصممة على البقاء حتى بعد مغادرة “المعسكر الرسمي”. تطور يبدو خيالياً الآن، مثلاً انسحاب الحريديم في الفترة القريبة القادمة إذا أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر تجنيد لآلاف طلاب المعاهد الدينية، قد يؤدي إلى إجراء الانتخابات في الربع الأخير من هذه السنة. خطط غانتس للاستقالة من الحكومة في الأسبوع الذي سينتهي في الغد. ولكن لسبب ما، قرر الانتظار. هذا رغم أن طلباته الستة من نتنياهو في 18 الشهر الحالي رفضها مكتب رئيس الحكومة برمشة عين.

ربما يفعل ذلك في جلسة الحكومة التي ستعقد بداية الأسبوع المقبل، خصوصاً بعد أن يرفض نتنياهو اقتراحاً بتشكيل لجنة تحقيق رسمية. وحتى لو كانت لديه أفكار مختلف عليها، فإن خطاب آيزنكوت وضع حداً لكل هذه النوايا. حزب “المعسكر الرسمي” تآكل في الاستطلاعات؛ فقد 10 – 14 مقعداً خلال شهرين. هذه الاستقالة مطلوبة من غانتس وأصدقائه أيضاً في محاولة لوقف استمرار الهبوط.

بدونهم ستبقى الحكومة بدون الدرع الواقي. العالم، لا سيما الإدارة الأمريكية، سيتعامل بنفاد صبر وتشدد أكبر مع رئيس الحكومة بدون غانتس وآيزنكوت إلى جانبه. بالنسبة لنتنياهو، هذه بشرى سيئة. وبالنسبة للدولة، هذه بشرى جيدة، وقد حان وقتها.

 هآرتس 30/5/2024

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية