القاهرة- الأناضول- دعا أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الخميس، إلى العمل على بلورة مبادرة عربية لحل الأزمة السورية، داعياً في الوقت نفسه، الحوثيين إلى العودة لطاولة المفاوضات التي تم تعليقها منذ 6 أغسطس/ آب الماضي.
جاء ذلك في كلمته خلال فعاليات اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته الـ146 بمقر الجامعة، وسط القاهرة.
وخاطب أبو الغيط، ممثلي الدول العربية قائلاً: “يجب إيجاد مبادرة عربية وتفعيل الدور العربي لحل الأزمة السورية”، دون مزيد من التفاصيل.
ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 45 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع البلاد إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، وسط انتقادات لدور الجامعة العربية الذي يراه مراقبون “غائباً” في تلك الأزمة.
وحول القضية الفلسطينية، أشار أمين عام الجامعة العربية إلى أن “إسرائيل تمعن في الانتهاكات والاستيطان، بصورة مستمرة وواضحة بهدف تقويض حل الدولتين، والقضاء على أفق محتمل للعودة لعملية السلامة وإقامة دولة فلسطين”.
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل/ نيسان 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.
وحول الملف اليمني، أكد أبو الغيط أن “شرعية الدولة الوطنية في اليمن ليست إلا لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي”، داعيا “باسم دول الجامعة، الحوثيين، إلى احترام وقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات وفك الحصار عن المناطق تحت سيطرتهم”.
ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، وذلك استجابة لطلب هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية”، في محاولة لمنع سيطرة الحوثيين وصالح على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة “صنعاء”، في سبتمبر/ أيلول 2014.
وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، منذ 6 أغسطس/ آب الماضي، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة، من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ العام الماضي، وكذلك تشكيل “الحوثيين” وحزب “صالح”، المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد.
على صعيد آخر، رفض أمين عام الجامعة العربية “التدخلات الإيرانية في الدول العربية”، قائلاً: “التدخلات الإيرانية في الدول العربية أفرزت اضطرابات وصراعات مذهبية، تجافي حسن الجوار وتخلق مناخا شديد الخطورة”، مطالبًا بـ”وقف العبث في كيانات الدولة الوطنية العربية”.