الدوحة ـ”القدس العربي”: تتجه أنظار العالم إلى دولة قطر بعد أقل من عام ونصف لمتابعة منافسات النسخة المقبلة من مونديال كرة القدم، للمرة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط، ليمثل هذا الحدث التاريخي فرصة مثالية لإظهار ما تزخر به بلداننا العربية والمنطقة من إمكانيات وثقافات وعادات أصيلة وتقاليد عريقة.
وتتطلع الدوحة من خلال استضافتها لهذه البطولة العالمية، استثمار قوة كرة القدم وشعبيتها الواسعة في إحداث تغييرات إيجابية على الصعيد الاجتماعي والإنساني والاقتصادي والبيئي، للإسهام في تغيير حياة الأفراد والمجتمعات نحو الأفضل.
وتحقيقاً لهذا المقصد؛ أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث باقة من المبادرات والبرامج التي تدعم هذا التوجه، وتسهم في أن تترك البطولة إرثاً مستداماً يعود بالنفع على الأجيال القادمة. ومن بين هذه البرامج الجيل المبهر، ومعهد جسور، وتحدي 22، ورعاية العمال.
وانطلاقاً من اهتمامها بتوسيع دائرة انتشار هذه البرامج والترويج لها لتحقيق أهدافها المنشودة؛ توجّه اهتمام المنظمين، نحو اختيار عدد من أبرز نجوم وأساطير كرة القدم في العالم لدعم أهداف برامج ومبادرات إرث مونديال قطر 2022.
وتضم اليوم قائمة سفراء إرث المونديال 15 سفيراً من قطر والمنطقة والعالم. ويدعم هؤلاء السفراء رحلة قطر نحو استضافة نسخة استثنائية من البطولة العام المقبل. ويجري اختيار سفراء برنامج إرث قطر بكل عناية، مع الأخذ بعين الاعتبار شعبيتهم الواسعة ومواهبهم في الإعلام ونشاطهم في المجتمعات، وتفاعلهم مع عشاق كرة القدم حول العالم.
وأسهم سفراء البرنامج خلال 2019 في دعم أكثر من 300 نشاط وفعالية. وفي عام 2020 ونظراً للظروف والتحديات التي فرضها الجائحة، لم يدخر السفراء جهداً لإنجاح أكثر من 75 نشاط وفعالية جرى تنظيمها عبر تقنية الاتصال المرئي.
ويضم برنامج إرث قطر عدداً من السفراء العالميين أبرزهم النجم الإسباني تشافي هيرنانديز، قائد نادي برشلونة السابق، والفائز مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2010، ويتولى حالياً تدريب نادي السد القطري، وأصبح أول سفراء البرنامج في مارس 2018.
وفي إطار مهامه كسفير للبرنامج، يدعم تشافي جهود الجيل المبهر، برنامج المسؤولية المجتمعية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، لتحقيق أهدافه عبر الاستفادة من كرة القدم في إحداث تغييرات إيجابية في المجتمعات حول العالم.
وشهد العام 2019 أيضاً الإعلان عن اختيار كافو، القائد السابق لمنتخب البرازيل، والفائز بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده في 1994 و2002، سفيراً لبرنامج إرث قطر، وذلك على هامش مشاركة المنتخب القطري في بطولة كوبا أمريكا 2019 بالبرازيل.
ويأتي التعليم عبر الرياضة في صميم اهتمام النجم البرازيلي كافو، والذي نجح في بناء إرث دائم في “جارديم إيريني” بمدينة ساو باولو، وهو الحي الذي شهد نشأة أسطورة كرة القدم كافو الذي لطالما لعب دوراً فعالاً في توفير التعليم والتدريب المهني لأفراد المجتمع.
وأسهم النجم الأسترالي تيم كيهل، الذي يعد أفضل هداف في تاريخ أستراليا، في تحقيق أهداف برنامج إرث قطر منذ انضمامه إليه في فبراير/ شباط 2020، وذلك من خلال عمله بشكل وثيق مع أنشطة الجيل المبهر ومعهد جسور.
من جانب آخر، يؤمن السفراء بأهمية استقطاب أبرز نجوم كرة القدم المحلية لدعم الجهود لاستضافة نسخة استثنائية من المونديال في قطر العام القادم. وقد نجحت قطر خلال الأعوام الماضية في تعزيز علاقاتها مع عدد من أبرز نجوم الكرة المحليين، للإسهام في رحلتها على طريق الاستضافة، وهم إبراهيم خلفان، وأحمد خليل، وعادل خميس، ومبارك مصطفى، وخالد سلمان، إضافة إلى محمد سعدون الكواري، مقدم البرامج في قنوات “بي إن سبورتس” الرياضية، والذي كان لاعباً محترفاً في رياضة التنس، وشارك في جولة رابطة محترفي التنس ومثّل قطر في كأس ديفيس.
ولاقت مشاركات وحضور هؤلاء السفراء في العديد من البطولات والفعاليات والأنشطة التي تنظمها اللجنة العليا وبرامج الإرث استحسان جمهور كرة القدم في قطر.
وفي إطار جهودها للتوسع في المنطقة وتعريف الجمهور العربي ببرامج الإرث واستعدادات قطر لاستضافة المونديال المرتقب، حظي السفراء بفرصة التعاون مع أسطورة الكرة المصرية محمد أبو تريكة، والنجم اللامع وائل جمعة، والحارس السابق لمرمى منتخب عُمان علي الحبسي، والقائد السابق لمنتخب العراق والفائز بكأس آسيا يونس محمود. وقد أسهم هؤلاء السفراء في تعريف عشاق كرة القدم في كافة أرجاء المنطقة بمستجدات رحلة الاستضافة وجهود قطر الرامية إلى أن يترك المونديال إرثاً قيماً يستفيد منه أبناء المنطقة، حتى بعد إسدال الستار على منافسات البطولة.
ونحن نقف اليوم على أعتاب نحو عام ونصف من استضافة قطر للنسخة المقبلة من مونديال كرة القدم؛ يتطلع المنظمون إلى تعزيز تعاونهم مع السفراء والإسهام معهم في تحقيق هدفها في استضافة نسخة تاريخية من البطولة الرياضية الأهم في العالم على أرض قطر في 2022.