“أبو عبيدة” على مكبرات “مساجد الأردن” والدرك يستمع مع الشعب.. وفجأة: ثمانية أحزاب وسطية عند السفارة الإسرائيلية 

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

أعلنت على نحو مفاجئ، ثمانية أحزاب وسطية أردنية نيتها المشاركة في تظاهرة حاشدة بالقرب من مكاتب السفارة الإسرائيلية الخالية في إحدى ضواحي العاصمة عمّان.

ولم يُعرف بعد سبب قرار الأحزاب المشار إليها، والمحسوبة على التيارات الحزبية المقربة من السلطات، بالتواجد في نشاط احتجاجي بصورة نادرة في نفس المكان الذي يتظاهر فيه بالعادة نشطاء الملتقى الوطني لدعم المقاومة الفلسطينية، وأغلبهم يمثلون جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار ناشط نقابي بارز هو ميسرة ملص في تغريدة إلى “ارتيابه” بهذا الترتيب المفاجئ.

وكان الملتقى لدعم المقاومة قد قرر دعوة الحشود الشعبية إلى التواجد في حي الرابية حيث السفارة الإسرائيلية خالية، في الفعالية الأسبوعية التي تكون ضخمة بالعادة، بدلا من التركيز على تظاهرات في منطقة الأغوار التي تحولت إلى منطقة عمليات أمنية تخضع لرقابة صارمة بسبب النشاط الصاروخي على البحر الأحمر وتحديدا من جهة الحركة الحوثية في اليمن.

وقدّر مراقبون أن مبادرة مباغتة وغير مفهومة من عدة أحزاب وسطية عريضة للاحتجاج أمام السفارة الإسرائيلية قد تكون مبادرة بحسن نية، ولإعطاء زخم شعبي للفعالية، وإظهار أن السلطات الرسمية والأحزاب المقربة منها تشارك الشعب الأردني الاحتقان والغضب.

لكن قادة جبهة العمل الإسلامي ونشطاء الملتقى الوطني لدعم المقاومة، قلقون من احتمالية حصول “احتكاكات” مع زملائهم من الأحزاب الوسطية يمكن أن تفسد الفعالية وتؤدي لتدخلات أمنية في الميدان.

وكانت الأحزاب الوسطية بالعادة تقيم فعالياتها تحت نفس عناوين التضامن مع الشعب الفلسطيني على الأرجح في المحافظات والأطراف، ولا تنشط بالعاصمة عمّان التي تُرك الميكروفون الشعبي فيها للإسلاميين وحلفائهم.

لكن هذا الوضع تقرر بصورة غامضة أن يتغير اليوم بعد إعلان 8 أحزاب وسطية نيتها التواجد للمشاركة في الاحتجاج.

ويعتقد سياسيا أن الحكومة الأردنية تريد استقبال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برسالة صاخبة، تؤكد أن الشارع والدولة متوحدان في نفس الموقف في الاعتراض على الاستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر، وأيضا في الدعوة لإيقاف العمل العسكري والقصف الإسرائيلي الوحشي لأهالي قطاع غزة.

وفتحت السلطات مجالات التعبير إعلاميا لكل مناصري المقاومة الفلسطينية في ساحة الحراك الشعبي، لكن عدة اجتهادات تتزاحم في جزئية إدارة الحركة الشعبية حتى داخل أروقة القرار.

ولا يزال الشارع الأردني في حالة تفاعل انفعالية وحادة مع كل ما يجري في جبهة قطاع غزة.

ولاحظ مراقبون أجانب مؤخرا، بأن فترات صمت سادت عند إصغاء آلاف المتظاهرين ورجال الدرك والأمن معاً في مشهد غير مسبوق للتسجيل الصوتي الأخير للناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة”. 

وبالقرب من مكاتب سفارة إسرائيل، كان مسجد الكالوتي وهو أضخم مساجد عمّان، يبث على الهواء وبمكبرات الصوت “خطاب أبو عبيدة الأخير”.

وعندما بدأ الناطق القسامي خطابه، ساد صمت كبير في التظاهرة التي شارك فيها آلاف الأردنيين، ورُصدت فيديوهات لرجال الأمن والدرك يستمعون مع المواطنين لأبي عبيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية