أجواء القلق تخيم على العراقيين بعد انتشار قوات المالكي في بغداد

بغداد ـ «القدس العربي»: خيمت على العاصمة بغداد أجواء من القلق والترقب بعد إلى نوري المالكي تمسكه برئاسة الوزراء وعدم اعترافه بتكليف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لحيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة، وبعد انتشار القوات العسكرية التابعة للمالكي وبدء تحرك الميليشيات الموالية له مما يثير مخاوف جدية من انهيار أمني جديد .
واعتبر العراقيون عبارات التحدي التي أطلقها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي في مؤتمره الصحافي الأخير وإلى كتلة القانون عدم شرعية تكليف العبادي بمثابة مقدمات لسيناريوهات لا تبشر بالخير سيقدم عليها المالكي من أجل البقاء في السلطة بكل الوسائل والطرق خاصة وأنه يتحكم بالمؤسسة العسكرية التي له تأثير كبير عليها ولديه ميليشيات مسلحة موالية تنتشر في كل مناطق العاصمة والمحافظات تستطيع ان تجر البلاد إلى الفوضى والانهيار الأمني متى أرادت.
وذكر الصحافي سعد غالب أن المشكلة بالنسبة لنوري المالكي أنه يعتبر السلطة مسألة حياة أو موت لا مجال فيها للتنازل، وهو يعلم بأن لديه أعداء كثيرين خلقهم خلال ثمانية أعوام من حكمه، وأن هناك ملفات فساد هائلة ستفتح إذا ترك السلطة، كما أن الكثير من العراقيين يعتبرونه مسؤولا عن انهيار الوضع الأمني وتمكن الميليشيات وداعش والتنظيمات المسلحة من السيطرة على محافظات كثيرة .
ويضيف أن الناس يعيشون في قلق كبير من تكرار السيناريو السوري الذي رفع فيها النظام شعار إما الأسد أو دمار سوريا أو السيناريو الليبي الذي جعل البلاد تتنازعها قوى سياسية وعسكرية متعددة تسعى كل منها إلى السيطرة وفرض الهيمنة على شؤون البلد. وعبر السيد حامد الدليمي الضابط المتقاعد أن السنوات الثماني من حكم المالكي أثبتت أن الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية ولاءها للمالكي أكثر من ولائها للوطن من خلال القيادات الانتهازية والفاسدة التي وضع أغلبها المالكي في مواقع القيادة والتي انهزمت أمام داعش بسهولة لعدم وجود عقيدة عسكرية وطنية أو ولاء حقيقي للوطن . والخوف حسب الدليمي أن يقوم المالكي بتحريك المؤسسة العسكرية والميليشيات الموالية له لافتعال أزمات جديدة وخروقات أمنية تجر العراق إلى ظروف سنوات الفتنة المرة التي دمرت العراق خاصة وأنه أنزل الجيش إلى الشارع بشكل مكثف وبدأت الميليشيات الموالية له بالتحرك في المناطق مما يدل على استعداد للقتال دون ترك المنصب .
وأشار صاحب مكتب عقارات الحاج عادل ناهي أنه يتابع مع ابنائه على القنوات وعلى صفحات التواصل الاجتماعي في الانترنيت أخبار التحرك الذي تقوم به الميليشيات من خطف وقتل للمواطنين الأبرياء ويراقب الانتشار الواسع للجيش في الشوارع والمناطق وأنه يفكر جديا بترك العراق لذا سيقوم بتصفية مصالحه وتهيئة نفسه وأولاده للسفر الى أي مكان ممكن الوصول اليه. وأكد ناهي أنه يبدو واضحا أن المالكي لن يتخلى عن السلطة بسهولة لأن القوات العسكرية وأجهزة الدولة بيده لذا فهو سيعمل كل ما بوسعه لخلق أجواء تمكنه من البقاء في قمة السلطة أو على الأقل البقاء لأطول فترة ممكنة في موقعه. وتحدث ناهي عن تأثير التطورات على السوق وسيطرة أجواء القلق عليه مما عطل الأعمال التي كانت بالأساس تعاني من الكساد بسبب التطورات الأمنية الأخيرة في محافظات شمال وغرب العراق.
ويجمع البغداديون على عدم التفاؤل من الأحداث القادمة والتحسب من سيناريو العنف خاصة وأن هناك العديد من القوى المؤثرة على الساحة العراقية التي لا يناسبها الاستقرار بل تتناسب مصالحها مع أجواء الفوضى والانهيار الأمني حتى وإن كان ذلك على حساب الوطن والمواطن .

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لا أعتقد أن للمالكي قوة تطيعه بعد عدا طبعا حمايته عدد الألفين مجرم
    هذا الاستعراض فقط للمساومة على شروطه بترك السلطه
    والدليل في أن المرجعية الايرانية بالنجف لم تبارك للعبادي لحد الآن

    سوف لن يحدث أي تغيير عدا تغير اسم رئيس العصابة وأقصد الحكومه

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول محمد علي . الخليج الفارسي / ايران:

    ليس للرجل لا ميليشيات ولا قوات ..

    وستستمر معاداة من يخلف المالكي كائنا من كان ..

    الرجل فاز بثلث اصوات الشعب وذلك لا يكفي لاحترامه من قبل البعض !!!

  3. يقول جاسر الظاهر -السويد:

    الكرسي يا جماعه إلها طعم لا يعرف مذاقه سوى من جلس عليه ، أما مقوله مصلحه الشعب وأنا مع الشعب لقد عفى عنها الزمن واتضح بانها كذبه قذره المالكي عاش خارج العراق في بلاد ديمقراطيه وبدلا من يطبق الديمقراطيه في العراق على كل شرائح المجتمع بدا قتل السنه على الاسم ، وهذا العنف ضد السنه أوجد مجموعات متشدده وبيئة حاضنه لها ، والآن العراق يتجه نحو الهاويه والمالكي متشبث بالكرسي ، ويريد المساومه بعدم مسائلته وهذا دليل على سوء إدارته وظلم العباد

إشترك في قائمتنا البريدية