القاهرة ـ «القدس العربي» : “حديقة الحيوان مغلقة لحين الانتهاء من أعمال التطوير”.. كانت تلك اللافتة التي صدمت عشرات الآلاف من المواطنين الذين توجهوا بصحبة عائلاتهم قاصدين مصدر متعتهم الوحيدة، التي ظلت على مدار عقود الرئة الوحيدة المتاحة أمام الملايين من الطبقات الفقيرة، وتقرر تفعيل قرار إغلاق الحديقة لمدة 18 شهرا، وبررت الحكومة قرار الإغلاق لتنفيذ خطة تطويرالحديقة بشكل يليق بمكانتها، ومن أجل تعظيم الاستفادة من أصولها لتحقيق الأهداف المرجوة. أبرز مظاهر الحزن تجسدت على وجوه الباعة الجائلين الذين اعتادوا منذ سنوات بعيدة الوقوف خارج أسوار الحديقة باحثين عن مصدر رزقهم، والذين جمعت بينهم أخيرا المفاجأة غير السارة بالنسبة لهم، التي حطت فوق رؤوسهم، إذ راحوا يتشاورون في ما بينهم عن الأماكن التي بوسعهم أن ينقلوا أنشطتهم إليها.. وقد أعلنت وزارة الزراعة، أنه سيتم تسليم إدارة حديقتي الحيوان والأورمان في الجيزة، لمدة 25 عاما، إلى التحالف المكون من 3 شركات هي الهيئة القومية للإنتاج الحربي، وأبناء سيناء، وحديقتي، لبدء أعمال التطوير التي سوف تدوم لعام ونصف العام. ومن الأسباب التي ساقتها الحكومة أيضا أن تصبح الحكومة ملائمة للعودة مجددا إلى الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان بعد خروجها منه عام 2004.. وشهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، من أمام مقر الحكومة في مدينة العلمين الجديدة، اصطفاف 20 مركزا تكنولوجيا متنقلا لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، لتخدم محافظتي الإسكندرية ومطروح، بحضور الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، واللواء مهندس مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع..
ومن أخبار الوزراء الناجين من السجن، أسدل الستار نهائيا على آخر القضايا المتهم فيها يوسف بطرس غالي، حيث توالت أحكام البراءة النهائية الصادرة لصالحه في اتهامات الإضرار العمدي بالمال العام في القضايا المعروفة إعلاميا بـ”فساد الجمارك”، وبالفساد المالي في قضايا “اللوحات المعدانية، وبالفساد المالي في “كوبونات الغاز”. لم يمثل يوسف بطرس غالي مطلقا أمام النيابة العامة، أو قضاة التحقيق أو المحاكم، بل استغل تعديلات تشريعية استُحدثت عام 2017 لإعادة إجراءات محاكمته بموجب توكيل منه لهيئة دفاعه.. ووفق تصريحات محاميه أحمد الحناوي، فإن موكله لم يدل أبدا بأي تصريحات عن قرب عودته للقاهرة، لكن المجال الآن مفتوح أمامه للعودة.. ومن حوادث الامتحانات: أعلن الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، ضبط المسؤولين عن تصوير أسئلة امتحان مادة التفاضل والتكامل للثانوية العامة، داخل إحدى دورات المياه، ونشره عبر صفحات الغش عبر موقع التواصل الاجتماعي «تليغرام»، مشددا على أنّه جرى تحويلهم للنيابة.. ومن اخبار المحاكم: قضت المحكمة الإدارية العليا في دائرة فحص الطعون في مجلس الدولة، بإجماع الآراء برفض الطعن على الحكم الصادر بإلزام الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بإصدار قرار بزوال صفة مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك واستبعاده من مجلس الإدارة.
رغم القتل
آلة الحرب الإسرائيلية، المدعومة من أسوأ حكومة يمينية في تاريخ البلاد، قدمت وفق ما أكد أحمد السيد صالح في “المصري اليوم”، كل ما تمتلكه لاقتحام مخيم جنين. استهدفت بدم بارد عددا كبيرا من الناشطين والمقاومين. 12 شهيدا سقطوا في عملية الاقتحام، غالبيتهم في الساعات الأولى من صباح الاثنين، تعمدت منع، أو تعطيل، وصول سيارات الإسعاف. قطعت المياه على المخيم. استخدمت القوى المميتة في الاقتحام. حاصرت المساجد، الحكومة الإسرائيلية التي تجمع في صفوفها مجرمي حرب وأعداء ضد الإنسانية قدمت للعالم كله دعاية مكثفة ومنظمة عن أنها تستهدف الإرهابيين في المخيم والمدعومين من إيران. وهي بذلك تقصد كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، التي قامت بعمليات نوعية ناجحة، أوجعت الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، وأسقطت عددا من الضحايا. سرايا القدس- كتيبة جنين- من جانبها، وفي بيان لها، باركت للشعب الفلسطيني النصر الذي تحقق في وجه العدوان الإسرائيلي، وأكدت أن «المقاومة الفلسطينية سطرت في المخيم أروع الملاحم والبطولة والفداء»، وأنها «كبدت العدو خسائر فادحة على كل المستويات». نحن أمام ميلاد جيل جديد من المقاومين الفلسطينيين.. جيل لم يشهد وقائع الانتفاضة الأولى أو الثانية، أو حتى الاجتياح الإسرائيلي الدموي السابق لمخيم جنين في 2002، لكنهم بالطبع سمعوا من الأهل وقرأوا عن البطولات العديدة والتضحيات التي سُطرت في جنين وفي أنحاء فلسطين كلها.
الفجر يقترب
واصل أحمد السيد صالح الذي يلازمه الكثير من التفاؤل بالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية إحصاء أخطاء العدو: لقد أخطأت إسرائيل مجددا. تصورت أنها بعد أن صنعت معاهدات سلام مع عدد من العواصم العربية هنا وهناك، قد أضعفت الروح المعنوية للشعب الفلسطيني وحاصرت المقاومة، لكنها تُفاجأ في كل مرة بأن فصائل المقاومة باتت أشد شراسة وخبرة، وإيمانا بقضيتهم. لقد أعلنت إسرائيل خروجها من المخيم، فجر الأربعاء، لكن بدأت التسريبات في الظهور بشأن فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على المقاومة، وأن القوات أقدمت على ذلك خوفا من ارتفاع حجم الخسائر في صفوفها. لقد ظهرت نتيجة أخرى كإحدى تبعات هذا الاجتياح، وأقصد بذلك التناول الجيد للقضية من الرأي العام العالمي. الأنظمة الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لا تزال متحيزة لصالح إسرائيل وتتعامى عن الفظائع وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال، لكن الوضع يتحسن عند المواطن العادي وفي وسائل إعلامه، بل إن هناك عواصم غربية باتت تتبنى مواقف قوية ضد إسرائيل وممارساتها. المهم في هذه المرحلة ألّا يخطئ المقاومون وقياداتهم، وألّا يرتموا في أحضان أي قوى إقليمية، وأن يبتعدوا عن استهداف المدنيين الإسرائيليين قدر الإمكان حتى يستمر التعاطف الشعبي معهم. هم بحاجة أيضا لدعاية جيدة تشرح حقهم في المعيشة، وفي دولة مستقلة ومستقرة، وأن الإرهابيين والمتطرفين الحقيقيين هم قيادات وجنود جيش الاحتلال، وكذلك المستوطنون الذين يتوسعون على حساب بيوت وأراضي الفلسطينيين.
ثأر قديم
قبل أسابيع كانت إسرائيل كما أوضح الدكتور عبد المنعم سعيد في “المصري اليوم” تحتفل بمرور 75 عاما على إنشائها، بينما أحيا الفلسطينيون والعرب ذكرى مرور 75 عاما على النكبة، ولكن الفارق بين الحدثين كان وجود استراتيجية إسرائيلية عمرها أكثر من 120 عاما للاستيلاء على أرض فلسطين كاملة، واستيعابها وهضمها. قبل قيام الدولة بنصف قرن وردت فكرة الدولة الإسرائيلية في عقل ثيودور هيرتزل لكي يعرضها على مؤتمر يهودي، ولكنها ظلت مجرد فكرة إلى أن بدأ جهد دؤوب وهائل في تحويلها إلى وعد بلفور «بوطن قومي»، وانتظر الإسرائيليون إلى 1942 حتى يعلنوا عن نيتهم في إنشاء الدولة بقيادة دافيد بن غوريون. أثناء ذلك كانت الفكرة قد أصبحت عملا يدفع في اتجاه الهجرة، وبناء المؤسسات من الجامعة العبرية إلى «الهستدروت» إلى الأحزاب والمجتمع الأهلي إلى تدريب المقاتلين في الحروب الحقيقية العالمية الأولى والثانية. وقت الإعلان عن الدولة كان كل شيء جاهزا، وفى المقابل لم يكن إلا الكثير من الضجيج والمقاطعة وحروب لم يتيسر لها لا التدريب الكافى ولم تكن أبدا تحقق تفوقا بشريا في ميدان القتال. خمسة وسبعون عاما من إنشاء الدولة جرى الزحف البطيء من استغلال الجريمة النازية «الهولوكوست» حتى دخول الدولة إلى الأمم المتحدة، والمشاركة مع دول استعمارية في حرب العدوان الثلاثي على مصر، ثم العدوان الخاص بها في يونيو/حزيران 1967. أهم ما فعلته إسرائيل كان بناء نفسها حتى باتت في دول المقدمة من جميع المقاييس الدولية، بما فيها مقياس السعادة، رغم ما تقوم به من جبروت وعدوان واشتباك دائم مع الدول العربية ومع الفلسطينيين.
الحل العبري
المحصلة الإسرائيلية التي انتهى عندها الدكتور عبد المنعم سعيد كانت دائما زحفا بطيئا، ولكنه مؤكد للاستعمار والاستيطان، حرب جنين الأخيرة تبدأ مرحلة جديدة تتم إدارتها بالطريقة نفسها القائمة على الصبر والتجهيز والتقدم خطوة بعد أخرى، في وقت توجد فيه معاهدات سلام مع دول عربية، واتفاقيات تطبيع مع دول عربية أخرى، وفي وقت لم تعد فيه إسرائيل وحدها مصدرا للاعتداء على الدول العربية؛ وفي زمن يصدر فيه «المجتمع الدولي» كثيرا من الضجيج والهتاف باسم حقوق الإنسان. الحل الإسرائيلي للمعضلات الجديدة هو الحرب القصيرة، أو حرب اليوم الواحد، فإذا جاءت الضربات من غزة فإن الضربات المضادة تجعل الهدنة مفروضة لفترات زمنية؛ أما إذا جاءت من جنين أو غيرها، فإنها تبدأ عمليات تفريغ الضفة الغربية، كل الأمور تكون خطوة بعد خطوة، وقصر المدة يعطي انتصارا مزعوما لمن بح صوته، ويخلق حالة من الهدوء والرضا لدى المجتمع الدولي بعد «انتهاء الأزمة» لكى يعود بعد ذلك إلى الأمور الأكثر أهمية في أوكرانيا وعلاقات القوى الكبرى بين أمريكا وروسيا والصين، ولمن لا يعلم فإن حل الدولتين سوف يحدث: دولة فلسطينية واقعة في غزة في مرمى الصواريخ والطيران والمسيرات الإسرائيلية، وهى دولة يمكن إرضاؤها بحقل غاز يكفل موارد كافية، والدول العربية دائما مستعدة لتقديم العون للدولة الفلسطينية الوليدة، الضفة الغربية سوف تشهد العديد من نكبات الأربع والعشرين ساعة، حيث يقوم البلدوزر بواجباته التي تجعل الحياة مستحيلة لمن يريد النزوح، لكي يلحق بنازحين ولاجئين سابقين. هذه الاستراتيجية الإسرائيلية قابلة للإجهاض بنفس وصبر يطول، وعزيمة وإرادة قوية.
الوضع اختلف
يتابع يوسف القعيد بدقة كل لحظة ما يجرى في فلسطين المُحْتَلَّة كما أخبرنا في “الأخبار”: ما يقوم به العدو الصهيوني الإسرائيلي الذي كان اغتصابُه لفلسطين الحبيبة سنة 1948 جريمة ما زالت مستمرة لليوم.. والحمد لله أننا نعيش زمن التلفزيون، ونتابع بالصوت والصورة ما يجري هُناك لحظة بلحظة، يوم الاثنين الماضي استُشهِد 8 فلسطينيين، وأُصيبَ 50 آخرون جرَّاء عُدوان إسرائيلي جديد على جنين ومُخيَّمها، وكل ذلك تم بإطار عملية عسكرية وصفت بالكُبرى منذ الانتفاضة الثانية، ما جعل الجميع يعتبرون أن ما يجري جريمة حرب. أسماء الشُهداء تبقى جراحا في القلب. سميح فيراس أبو الوفا 21 عاما، وأَوْس الحنون، وحُسام أبو ذيبة، ونور الدين حُسام مرشود، ومحمد مُهّند شامي. إنه العُدوان المُتكرر، وللأسف لا نملك سوى مُتابعة ما يجري وإدانته وسطِ عالمٍ لا يُعطينا حتى أُذُنيه من كثرة ما يقوم به العدو، وكونه جريمة يومية تتم كل صباح، لدرجة أن التعوُّد أصبح القاعدة الأساسية مع أنه لا يُمكن أن ننظُر إلى ما يقوم به العدو ونتعوده. أنظُر إلى البيان المُشترك الصادر عن جيش الاحتلال الصهيوني، وجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” بأنه بدأ في عملية عسكرية واسعة على جِنين ومُخيَّمِها. وقال إن الغارات التي قام بها استهدفت بُنى تحتيَّة تابعة لفصائل فلسطينية في جِنين. وعناصر من كتيبة جِنين. وأعلن جيش الاحتلال إصابة أحد جنوده بشظايا قُنبُلة يدوية في مُخيَّم جِنين.
جريمة جديدة
الخطير من وجهة نظر يوسف القعيد أننا بدأنا ننظُر إلى ما يجري على أنه من الأمور العاديَّة، مع أنها جرائم حرب لم تحُدث بمثل هذه الفظاعة والقسوة مُنذُ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن. الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما شعب فلسطين. الرئيس السيسي أدان ما يجري، ودعا إلى وقف العُنف فورا. ووزارة الخارجية المصرية ووزيرها الذي كان يُتابع الموقف لحظة بلحظة سامح شُكري اعتبر ما يتم جريمة حرب. ويجب أن تتوقف فورا. ولكن العدو الصهيوني يبدو مُستمرا في صلفه وغروره وقنابله ضد الفلسطينيين، لدرجة أن العملية العسكرية التي تجري اعتبرها المراقبون العملية الأعنف مُنذُ أكثر من عِقدين، وأنها تُنذِرُنا جميعا بتصعيد خطير. أنظُر معي إلى الدمار الشامل الذي طال مباني ومنازل سكنية ومركبات ومحلات تجارية بعد هجوم بري وجوي بالمُسيَّرات مُنذُ فجر الاثنين الماضي. لا شيء سوى الحرب. المصادر الفلسطينية تتحدث عن اشتباكات مُسلَّحة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مناطق مُتعدِّدة من مُخيَّم جِنين. وهل يملُك الفلسطينيون سوى المقاومة والقتال دفاعا عن أرضهم وما تبقى من وطنهم الذي احتله العدو الإسرائيلي عُنوة؟ ها هو بنيامين نتنياهو يُطِلُ علينا ويقول إن عملية جِنين مستمرة حتى تُحقق الهدف المطلوب، وكان ذلك في حفلٍ أقامته السفارة الأمريكية. نحن إزاء جريمة حرب جديدة.
مصر أفضل من فرنسا
انقلبت فرنسا رأسا على عقب؛ بعد مقتل شاب فرنسي من أصل جزائري من المهاجرين في الضواحي الفقيرة؛ على يد شرطي فرنسي إلى هنا.. والحادث كما وصفه خالد حمزة في “المشهد”، بسيط ويكاد يتكرر كل يوم؛ ليس في فرنسا وحدها، بل في أوروبا كلها وإلى ما وراء المحيط في أمريكا ذاتها. والأسباب متراكمة ومعروفة منها: الفقر والتهميش وغياب المساواة خاصة مع المهاجرين الذين يقدرعددهم بأكثر من 5 ملايين في فرنسا وحدها. ومنها بالطبع.. نمو التيار الشعبوي والإسلاموفوبيا وتنامي أحزاب اليمين المتطرف والنازيين الجدد؛ وكلها تدعو على رأس أجندتها لطرد المهاجرين شر طردة، ولأن تلك الحوادث متكررة ولأنها تخص الغرب وأهله؛ فإنهم هناك يتصرفون معها بما يتفق مع معتقداتهم عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتظاهر والاعتراض.. ولكن بضوابط، حتى الذين يتم القبض عليهم؛ يتم الإفراج عنهم بعد هدوء الاضطرابات أو انتهائها؛ لأن حقوقهم هناك تكفل لهم ذلك؛ ولفترات محددة، ومن يثبت انتهاكه لتلك الحقوق؛ يقدم للمحاكمة فورا دون ابطاء، ولكن أن يستغل بعض المطبلين والآكلين من على كل الموائد تلك الأحداث للترويج لغياب الشفافية وعدم احترام حقوق الإنسان؛ ودعوات بعض أهل الغرب إلى الضرب بقوة مفرطة على يد المتظاهرين؛ أو منع وسائل التواصل الاجتماعي، أو حظرها ولو إلى حين فذلك اللافت للنظر فعلا؛ فهم لم يكتفوا بمجرد الدعوة؛ بل أتبعوها بالتطبيل والتهليل لمصر واحة الأمن والسلام؛ وانظروا يا مصريين ماذا يحدث في الغرب من انتهاكات؛ وماذا فعل ماكرون وحكومته من قمع المتظاهرين بلا رحمة؛ وهو الذي تجرأ علينا أكثر من مرة؛ واتهمنا بانتهاك تلك الحقوق وكبت حرية الرأي و.. و؟ ولأن الحقيقة بحاجة إلى شخصين واحد يقولها؛ والآخر يتحملها فالحقيقة.. أنه لا وجه للمقارنة؛ فالمعايير هنا ليست هي هناك. هنا نرى أن حقوق الإنسان هي في مأكله ومشربه وصحته؛ وهذا صحيح، ولكن أين له التمتع بتلك الحريات؛ وهو مكبوت الرأي والفكر وهلم جرا؟ وهناك.. يرون حوق الإنسان حزمة واحدة.
القنابل العنقودية
قررت أمريكا تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية. القرار كما يراه جلال عارف في “الأخبار” خطير “أو بتعبير الرئيس بايدن هو قرار صعب للغاية” ليس فقط لأنه يضع في يد أوكرانيا سلاحا فتاكا، وإنما لأنه يورط أمريكا أكثر في الحرب، ويضعها في مواجهة جديدة مع المنظمات الدولية التي تستنكر استخدام هذا السلاح المحظور دوليا منذ خمسة عشر عاما. والذي يهدد بوقوع إصابات عديدة بين المدنيين، رغم أي احتياطات قد يقال إنها سوف تتخذ لمنع ذلك، للأسف الشديد فإن أطراف الصراع الرئيسية هنا “روسيا وأمريكا وأوكرانيا” لم توقع على معاهدة أوسلو الخاصة بحظر إنتاج استخدام القنابل العنقودية.. ومع ذلك تبقى المسؤولية في تعريض أرواح آلاف المدنيين الأبرياء للخطر رغم ما قالته واشنطن من حصولها على ضمانات “خطية” من أوكرانيا بحماية المدنيين من مخاطر هذه القنابل التي تنتشر شظاياها في مساحات واسعة أو تتحول إلى ألغام قابلة للانفجار في وجه المدنيين، وبالتأكيد.. فإن الرئيس بايدن لم يكن يريد وضع بلاده في هذا الموقف الذي تتحمل واشنطن مسؤوليته كاملة، خاصة أن عددا من حلفائها الكبار “ألمانيا في مقدمتهم”، يعارضون القرار ويلتزمون بأحكام معاهدة حظر القنابل العنقودية، ويخشون من عواقب تزويد أوكرانيا.. ورد فعل روسيا على ذلك. لكن يبدو أن فشل الهجوم المضاد الذي قالت أوكرانيا إنها تشنه ضد القوات الروسية أربك حسابات البعض، رغم أن القادة العسكريين الأمريكيين أنفسهم كانوا يشككون من البداية في قدرة قوات أوكرانيا على تحقيق نتائج كبيرة من هذا الهجوم، لكن يبدو أن الفشل الأوكراني كان أكبر من المتوقع، وقد تكون القنابل العنقودية وسيلة لرفع قدرة الجيش الأوكراني على الصمود، مع الأخذ في الاعتبار أن واشنطن قالت إن تزويد أوكرانيا بهذه القنابل هو “إجراء مؤقت”، وإن القرار تم إعلانه مع نشر أخبار عن محادثات سرية بين مسؤولين روس وشخصيات أمريكية نافذة، وإن كانت ليست جزءا من إدارة بايدن. وهي أخبار تم نفيها من الجانبين، ولكنها تشير إلى شيء ما يجري في الكواليس يؤكده مسؤولون في البيت الأبيض حين يقولون، إن كل المساعدات لأوكرانيا تستهدف أن تتمكن “كييف”، من التفاوض لإنهاء الحرب وفقا لشروطها، ومع ذلك تبقى اللعبة خطرة حين يكون الطريق للتفاوض ملغوما بشظايا القنابل العنقودية.. أو بضحاياها.
حزين لسبب غريب
نعم، وبصدق وصراحة كاملين، تنتاب مشاعر الدكتور أسامة الغزالي حرب مشاعرغير مريحة وفق ما قاله في “الأهرام”: أشعر بحزن شديد، لسبب قد يراه البعض غريبا أو مبالغا فيه، ولكنني بالفعل حزين، وأرجو ألا تستغربوا إنني أتابع منذ فترة، الصراع الجاري بين تويتر وثريدز… هل سمعتم عنه؟ إنكم جميعا، أو على الأقل أغلبكم، تعرفون تويتر إنه موقع التواصل الاجتماعي الشهير، الذي يستخدمه الكثيرون منكم في كتابة وإرسال رسائل نصية قصيرة، لكتابة الآراء والتعليقات وتداولها بين بعضكم بعضا، والأهم من ذلك استخدامها في إعلان مواقفهم إزاء العديد من القضايا والمشكلات العامة. وليس غريبا أن أصبحت تويتر أيضا منصة للكثيرين من قادة الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة، للتعبير بإيجاز شديد عن آرائهم وأفكارهم. تويتر هي منصة على شبكة الإنترنت ومعناها بالإنكليزية تغريدة، والتي هي صوصوة العصفور، أو شقشقته التي كثيرا ما نسمعها متكاثرة صباحا مبكرا على نحو جميل، وهنا فإننى أتحفظ وأقول إن البعض قد يسيء استعمال هذه التويتات، أو يرسلها مجهلة لأشخاص بعينهم، ولذلك لا شك في أن قيمة تويتر تزيد كلما كان فضاء التواصل الاجتماعي أكثر رحابة وحرية. ما هي المشكلة أو القضية المثارة الآن… بل وبحدة شديدة للغاية؟ إنها إعلان شركة ميتا المالكة لفيسبوك عن إطلاق منصة إلكترونية جديدة سمتها ثريدز، وتعني بالإنكليزية “خيوط أو أسلاك”. لقد سدد ظهور ثريدز ضربة قوية لتويتر، التي تهدد بجذب ما يقرب من 2 مليار مستخدم في العالم لتويتر، بكل ما تعنيه من سحب كبير كارثي لإعلاناتهم، خاصة أن ثريدز ترتبط بمنصة أنستغرام، وبالتالي يمكن بسهولة التسجيل على ثريدز منها.. وقد يقول قائل: وما الذي يحزنك أنت في ذلك المشهد الساخن البعيد؟ أقول بحزن وأسى، يحزنني إننا فقط كنا ـ ولا نزال – مجرد مشاهدين ومتفرجين، نعم.. لا نزال فقط مشاهدين ومتفرجين.
أشهر معلومات
يرى اسامة سرايا في “الأهرام” أنه يجب علينا أمام التطورات المذهلة التي تحدث سنويا في الأماكن المقدسة، وفي المواصلات إليها، والمعيشة فيها، وحولها، بل أسعار الرحلة الضخمة – أن نعيد تَبَصُر أمورنا، بل جدولتها، بما يتناسب مع العصر، وأن نبسط الحج إلى أقصى درجة ممكنة، فالحج الذي في خاطرنا يجب أن يكون لله وحده، كما يجب أن نوقن بأن الحج عبادة، وأن نخلصه من التجارة والسياحة، رغم أن مضمون الرحلة تجارة وسياحة، بل مؤتمر، وعلم كذلك، ولكنها عناصر جزئية، أو هامشية، أو على هامش السيرة، أو الرحلة الإيمانية، ولا تحتل المرتبة الأولى فيها، وإلا ضاعت الفريضة، ولم نؤدِ حقيقتها التي ذهبنا إليها، ولنا غرض عند الخالق عز وجل قبل رحيلنا عن الحياة. كل عام يشتكي بعض الحجاج من بعض المنظمين الذين يميزون بين خلق الله، ولا يحترمون الفريضة، ويستغلون طموحهم في الحج، ويعاملونهم كزبائن، وهؤلاء لا يساعدون الحجاج، وكلنا يريد الحج، ويبحث عنه حتى يتخلص من كل الشوائب في هذا العالم المعاصر، ولهذا أدعو الحكومة لإنشاء هيئة يديرها مخلصون، وتساعد الناس على الحج، ولا ترهقهم، تأخذ منهم طوال العام مبلغا بسيطا، ثم يذهبون إلى الحج في رحلة ميسرة، ليس فيها تمييز، لأن هذا مخالف لتعاليم الشرع، وضد فريضة الحج، فالرسول عليه الصلاة والسلام حج مرة واحدة، ولم يكررها، أي أن الله أعلم بنا، ويعلم مدى كثرة، وتشوق المسلمين للرحلة المقدسة، التي من أداها سقطت عنه، ومن لم يحصل عليها، عليه أن يستعد لها، ليقبلها الخالق منه، ومن منحه الله أموالا زائدة يذهب للعمرة، وليس الحج، وأن يترك مكانه للمسلمين الباحثين عن الفريضة. إنني أتطلع إلى أن أرى في مصر هيئة مكسبها الحقيقي مساعدة الحجيج، فهل أقول كلاما للحالمين.. سامحونى لو كنت تجاوزت في الحلم، فهو خاطرة، والله يعلم ما في ضميري تجاه رحلة الركن الخامس من الإسلام.
ورطة لميس
هل من المعقول أنه في ظل انتشار وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية والإلكترونية، أن غالبية الناس في مجتمع معين يمكن أن تصدق شائعة ساذجة ولا تتحقق منها، رغم السهولة الشديدة للتحقق؟ يطرح عماد الدين حسين في “الشروق” هذا السؤال بعد الجدل الهائل الذي انتشر في الأسبوع الماضي، وفحواه إشاعة ضخمة انتشرت كالنار في الهشيم بأن الإعلامية لميس الحديدي تدعو إلى إلغاء فريضة الحج بشكلها الحالي واستبدالها بالحج عبر الميتافيرس «الفيسبوك سابقا» أو الزوم. تفاصيل القضية لمن لم يعرفها أن الحديدي استضافت يوم 24 يونيو/حزيران الماضي في برنامجها «كلمة أخيرة» على قناة «ON E» الشيخ أسامة رسلان، مشرف وحدة اللغة الإنكليزية في مرصد الأزهر للحديث حول مناسك الحج، وما هي أفضل الطرق لتأديتها. ومن بين الأسئلة كان السؤال التالي: «لو أحد الأطفال سأل والده أو والدته عن أحد مناسك الحج وأخبره الوالدان بضرورة عدم مناقشة المناسك وتفاصيلها وقالا له: إنت بتناقش في كلام ربنا، إعمل الحاجات زي ما ربنا قالها وخلاص. وهذا الرد قد لا يعجب الطفل، الذي سيسأل أيضا: لماذا لا نؤدي فريضة الحج «أونلاين» أو بتقنية الميتافيرس، ولماذا نذهب ونلف حول الكعبة 7 مرات؟ تضيف الحديدي في سؤالها: هذه هي أسئلة يطرحها الجيل الجديد، ولا أطرحها أنا، فكيف يجب أن يكون رد والديه؟». الجزء الأهم في السؤال الذي تجاهله كثيرون هو، هذا ليس رأيي أنا، بل أطرح أسئلة لبيان بعض التفسيرات المهمة لفلسفة الحج عند صغار السن. الذي حدث أن مواقع مشبوهة ومغرضة ومتربصة وغير مهنية وساذجة، وبعد أن تجاهلت الحلقة لمدة خمسة أيام كاملة، فجأة وجدنا حملة منسقة بالتزامن مع الحج، اختزلت كل هذه الحلقة الطويلة في عبارة قصيرة تقول، لميس الحديدي تسأل: لماذا لا نحج أونلاين بالميتافيرس أو الزوم؟ وهؤلاء نسوا جميعا العبارة الإضافة المهمة، وهو أن السؤال لا يعبر عن رأيها، بل عن تفكير بعض الأجيال الجديدة من الشباب.
خطورة الفبركة
كان منطقيا كما اوضح عماد الدين حسين، أن تخرج لميس الحديد وتكتب على صفحتها على «تويتر» وتقول: «لمن يريد أن يعرف الحقيقة حول هوجة الحج بالميتافيرس.. هذا هو الفيديو الحقيقي والكامل.. مش القص واللزق اللي الإخوان طلعوه». أما اللي عاوزين يزيطوا بقى ويصدقوا أي حاجة دون تيقن فنتركهم لجهلهم». ما سبق هو القصة وهو أمر يتكرر في موضوعات كثيرة في بعض البلدان العربية، التي ينتفض فيها قطاع كبير من الرأي العام على قضايا لم يدقق فيها أو يتحقق منها. غالبية المتابعين للقصة لم يكلفوا أنفسهم أن يسمعوا سؤال المذيعة كاملا، أو أن يتأكدوا من طبيعة السؤال.. لكن ولأن المذيعة قامت بالرد والتوضيح أكثر من مرة بفضل نشاطها على تويتر، فإن كثيرا من المتربصين والمتطرفين والمحرضين والمفبركين اضطروا للاعتذار لها وهو أمر نادر الحدوث.
السؤال الجوهري مرة أخرى وهو: كيف يعقل أن يكون قطاع كبير من الرأي العام بهذه السطحية وتصديق أي إشاعة يسمعها مهما كانت غريبة وشاذة؟ والأخطر هو: أليس من الوارد أن يتم تضليل هؤلاء في موضوعات أكثر خطورة وتعقيدا وتشابكا في المستقبل، خصوصا في ظل الكتائب الإلكترونية التي تتربص بالجميع؟ ما حدث في قضية «الحج أونلاين» شديد الخطورة لأنه ينبهنا جميعا إلى قضية في غاية الأهمية وهي أن تستغل بعض الدول والتنظيمات والأجهزة إمكانية العبث والتأثير في توجهات المواطنين المصريين العرب في قضايا مختلفة خصوصا الشباب.
لحم أمريكي
يقوم الأمريكيون بتشكيل العالم وصياغته في الغالبية العظمى من أمور حياتنا. اليوم والكلام لرفعت رشاد في “الوطن” يعدون لصناعة اللحم واستزراعه أو استنباته في معامل لتوفير وجبات لحم رخيصة للناس. دوافعه رأسمالية بالطبع، لكن الإيجابي أن الشعوب ستأكل لحما صناعيا مخلقا في معامل تحت إشراف علمي. وافقت هيئة الغذاء الأمريكية على إنتاج هذه اللحوم المصنعة من خلايا حيوانية بمعالجة معملية للتناول البشري، وهذا اللحم يشمل الدواجن والأسماك أيضا. من إيجابيات هذه الخطوة توفير المراعي والعلف والمياه، كما أن أعداد الماشية التي ستكون موجودة ستوظف لإنتاج الألبان والسمن غير المهدرج، وكذلك توفير كميات أكبر من البيض وهو ما يساعد على توفير المزيد من الغذاء للإنسان. من الناحية الصحية ستكون نسبة الجراثيم في هذه اللحوم أقل كثيرا من نسبتها العادية، خاصة الجراثيم التي تشكل ضررا على الإنسان والتي تنتقل من خلال الذبح والحفظ، كما ستخلو اللحوم المصنعة من الهرمونات التي تحقن بها المواشى والدواجن والأسماك بهدف تسريع نضوجها. إن الإنتاج الموسع لهذه اللحوم هو الضمان لاستمرار توفيرها وتطوير طرق إنتاجها، فالناس في حاجة للحوم كغذاء بروتينى، وتصنيعها وإنتاجها بكميات كبيرة، سيكون فتحا بالنسبة للبشرية التي عاشت طوال عهودها على اعتبار اللحم أهم السلع والمأكولات، وبعض الحكماء يبرر أسباب إشعال الحروب بأنها تهدف إلى إضافة قطعة أكبر من اللحم في طبق المنتصر. كما أن انتشار معرفة طريقة تصنيع اللحوم والحصول على موافقة الأمريكيين سيفتح الباب للدول النامية لتوفير الغذاء لشعوبها، بالطبع مع عدم إغفال فتح الباب للفساد والغش في التصنيع، لكنها مسألة أخرى، فكل السلع المهمة مثل الغذاء والدواء والسلاح يشوب التعامل فيها الفساد نظرا للعمولات الكبيرة التي تميز هذه التعاملات.
لحمة والسلام
صارت البشرية كما لاحظ رفعت رشاد على المحك بعدما زاد عدد سكان الأرض وقلت الموارد وصارت المؤامرات تدبر لتقليل عدد البشر، لذلك ربما تكون هذه الخطوات بتصنيع اللحوم، وتطوير طرق الزراعة وتعظيم عوائدها، شفيعا للتخفيف عن الناس في أنحاء الكوكب وعدم استهدافهم بالأمراض الخطيرة مثل كورونا، خاصة أن اللحوم المصنعة من لحم الماشية والدواجن والأسماك ستكون القيمة الغذائية فيها متوازنة، خاصة اللحوم الحمراء التي لا يُنصح بالإكثار من تناولها في الظروف الطبيعية ويمكن التحكم في نسب المواد الضارة في تلك اللحوم مثل، الدهون الضارة واستبدالها بدهون أخرى مفيدة وإضافة فيتامينات. سوف يكون إنتاج اللحوم معمليا، أو من خلال التصنيع فتحا للناس في كل مكان، سيتيح لهم ذلك بمرور الوقت واتساع دوائر الإنتاج إمكانية تناول اللحوم بتكاليف أقل وربما تختفى رسوم الكاريكاتير المرتبطة بالسخرية من القدرة على توفير اللحوم من الصحافة، لكن هذا الأمر سيتطلب فترة زمنية أطول للوصول إلى لحوم أكثر أمانا، لأن سبل الإنتاج التي يتدخل فيها الإنسان يمكن أن تنتج عنها آثار سلبية أو تتسبب في وجود أمراض سرطانية. أما أهم التساؤلات لدى الناس ويهتم بها العلماء، فتدور حول مذاق تلك اللحوم، هل هي مثل اللحوم البلدي في مصر، أو بتلو أو كندوز؟ وهل يمكن إنتاج فخدة ضاني؟ وأخبار الموزة إيه؟ وهل ستشكل اللحوم الجديدة بما يسمح بالشي وهل ستكون هناك كوارع؟ أو إكسسوارات أي كرشة وفشة وغيرهما؟ وماذا سيكون شكلها، هل تعبأ في علب أو أكياس؟ تساؤلات عديدة، لكن الأمر مبشر إذا سار في طريق مخلصة.