اختلافات الرأي وفوارق المصالح بين الولايات المتحدة وروسيا وفي الوسط اسرائيل في موضوع المستقبل السياسي لسورية تشوش حقيقة اساس واحدة تتشارك فيها الدول الثلاث: كلها تريد استمرار حكم بشار الاسد. كلها ستطلق التنديدات وتعرب عن تطلع عليل لانهاء الحرب الاهلية، ولكنها كلها تفضل اليقين الذي يطرحه الاسد على الفوضى المحتملة التي تكمن في اسقاطه. ولا تعترف أي من هذه الدول الثلاث بذلك: فمنكر أخلاقيا اسناد الاسد، وفساد للمعايير عدم الرغبة في سقوط دكتاتور ذبح 85 ألفا من مواطنيه، وسخافة سياسية عدم التطلع الى قطع الحلف السوري ـ الايراني والتسبب المباشر باضعاف حزب الله. ومع ذلك، فان استمرار حكم الاسد هو الافضل بين البدائل السيئة والسيئة جدا. في السياق السوري، علقت الولايات المتحدة في معضلة كلاسيكية، في توتر بين الواقعية السياسية والالتزام بالديمقراطية. والفهم بانه لا يوجد بديل سياسي مرغوب فيه، وأنه لا يوجد طريق عسكري لحل ‘الازمة السورية’، أدى بادارة اوباما الى نوع من الكبت السياسي، من خلال صياغة ‘خطوط حمراء’ لحالة استخدام السلاح الكيميائي، وكأن قتل 85 ألف شخص بالرصاص وبالقذائف هو أمر محتمل ومفهوم، ومنح دعم وشرعية لاعمال اسرائيل العسكرية. روسيا، وريثة الاتحاد السوفييتي، هي قصة اخرى تماما. من هذه الناحية، السياسة الخارجية الروسية أكثر وضوحا وتوقعا بكثير. لروسيا مصلحة واضحة في سورية المناهضة لامريكا، في قدرة الوصول الى ميناء طرطوس وفي دور الجهة التي تلطف زعما السياسة السورية. وينبغي أن يضاف الى ذلك تطلع روسيا بوتين الى اعادة مجد السياسة الخارجية للقوة العظمى السابقة. وفي الوسط، اسرائيل. المصالح الاسرائيلية ليست مصالح ‘قوة عظمى’ وليست ‘اخلاقية’ ولا تعتبر جزءا من سياسة خارجية. هذه سياسة أمن صرفة. من ناحية استراتيجية لاسرائيل مصلحة واضحة ومتماسكة في تصفية نظام الاسد، مما سيؤدي الى اضعاف مؤكد للحلف مع ايران وحزب الله. من ناحية تكتيكية، ليس لاسرائيل مصلحة في الاستقرار النسبي واليقين المحافظ الذي يمنحه الاسد. الاعتبارات الامنية لاسرائيل كانت منذ الازل تكتيكية في تعريفها. في الحالة السورية، يحتمل الا يكون مفر. الاسد هو أخونا.