سنغافورة – وكالات: قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، أمس الاثنين إن إستراتيجية التحول في مجال الطاقة في آسيا أبطأ بكثير وأقل إنصافاً وأكثر تعقيداً مما توقعه كثيرون، داعياً إلى إعادة ضبط سياسات التحول الطاقي للدول النامية.
كما أعرب عن تفاؤله بقوة طلب الصين على النفط بفضل إجراءات التحفيز التي أعلنت حكومتها عنها مؤخراً.
فقد قال الناصر في مؤتمر «أسبوع الطاقة الدولي» في سنغافورة إنه حتى مع التحول، ومع توسع الاقتصادات وارتفاع مستويات المعيشة، من المرجح أن يشهد الجنوب العالمي نمواً كبيراً في الطلب على النفط لفترة طويلة، وبينما سيتوقف هذا النمو عند نقطة ما، فمن المرجح أن يتبع ذلك فترة استقرار طويلة.
وأضاف «إذا كان الأمر كذلك، فإن أكثر من 100 مليون برميل يومياً ستظل مطلوبة بشكل واقعي بحلول عام 2050».
وتابع القول إن «هذا يتناقض بشكل صارخ مع أولئك الذين يتوقعون أن (الطلب على) النفط سينخفض، أو يجب أن ينخفض، إلى 25 مليون برميل يومياً فقط بحلول ذلك الوقت. نقص 75 مليون برميل يومياً سيكون أمراً مدمراً لأمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف».
وقال الناصر إن الدول يجب أن تختار مزيجاً من الطاقة يساعدها على تلبية طموحاتها المتعلقة بالمناخ بالسرعة والطريقة المناسبة لها. وتابع «يجب أن ينصب تركيزنا الرئيسي على الوسائل المتاحة الآن».
ويشمل ذلك تشجيع الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز التي تحتاجها الدول النامية ويمكنها تحملها، وإعطاء الأولوية للحد من انبعاثات الكربون المرتبطة بالمصادر التقليدية من خلال تحسين كفاءة الطاقة وتطوير احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.
وأوضح أنه على الرغم من استثمار تريليونات الدولارات في التحول العالمي في مجال الطاقة، فإن الطلب على النفط والفحم في أعلى مستوياته على الإطلاق، مما يشكل «ضربة قوية» لخطط التحول في هذا المجال.
وقال الناصر إن آسيا، التي تستهلك أكثر من نصف إمدادات الطاقة في العالم، لا تزال تعتمد على الموارد التقليدية لتلبية 84 في المئة من احتياجاتها من الطاقة. وأضاف أنه بدلاً من استبدال الطلب على الطاقة التقليدية، فإن البدائل تلبي في الغالب نمو الاستهلاك.
وقال إن التحول إلى استخدام المركبات الكهربائية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يتخلف عن الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حيث يواجه المستهلكون صعوبة في القدرة على تحمل التكاليف بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالبُنية التحتية.
وأضاف الناصر أن التقدم في استخدام المركبات الكهربائية ليس له تأثير على 75 في المئة الأخرى من الطلب العالمي على النفط، حيث أن القطاعات الضخمة مثل النقل الثقيل والبتروكيماويات لديها عدد قليل من البدائل المجدية اقتصادياً للنفط والغاز.
وأشار إلى أن البلدان النامية تحتاج إلى ما يقرب من ستة تريليونات دولار سنوياً لتمويل التحول في مجال الطاقة. ودعا إلى أن يكون لهذه البلدان رأي أكبر في صنع السياسات المتعلقة بالمناخ.
من جهة ثانية قال الناصر إن «أرامكو السعودية» متفائلة بزيادة الطلب على النفط في الصين بعد تقديم الحكومة حزمة إجراءات تحفيز تستهدف إنعاش أكبر اقتصاد في آسيا وثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأضاف أن الطلب على وقود الطائرات نقطة مضيئة بالنسبة للصين. كما أكد هدف شركته بزيادة قدرتها على تحويل النفط إلى كيماويات إلى 4 ملايين برميل يومياً مع التركيز على الصين.
وقال أيضاً «الصين سوق عظيمة ونحن نستثمر مع شركائنا» مشيراً إلى وجود عدد من الاستثمارات الجديدة المنتظرة للشركة في الصين.
تأتي تصريحات الناصر في الوقت الذي توقع فيه معلقون آخرون أن الطلب على الوقود مثل البنزين والديزل (السولار) في الصين وصل إلى ذروته بالفعل أو سيصل إلى ذروته قريبا ، على خلفية تحول الصين السريع نحو المركبات الكهربائية.
وشهدت الصين خلال الشهور الأخيرة نمواً قوياً في الطلب على المركبات التجارية التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، ليمهد الطريق أمام التوسع في استخدام الوقود الأقل تلويثاً للبيئة كبديل للطلب على الوقود النفطي في قطاع النقل.