أنقرة – الأناضول – أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، أن العدالة غائبة عن مسيرة مقاضاة محمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب ديمقراطياً ورفاقه، داعياً إلى ضرورة إخلاء سبيلهم بدلاً من إعادة محاكمتهم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده أردوغان في مطار “إيسن بوغا” بأنقرة قبيل توجهه إلى باكستان، في معرض تعليقه على إلغاء محكمة النقض المصرية حكم الإعدام والسجن المؤبد بحق مرسي وعدد من قيادات الإخوان المسلمين.
واعتبر أردوغان إلغاء الحكم بأنه “لم يكن خطوة صادقة، لأن هؤلاء الأشخاص يقيمون داخل السجن منذ نحو 3 أعوام، وعائلاتهم في وضع سيء جداً، ولا أحد يعلم الظروف التي يعيشونها في السجون حتى الوقت الراهن”.
وأعرب الرئيس التركي عن أسفه وانتقاده حيال وقوف بعض الدول الكبيرة التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية إلى جانب الانقلابيين في مصر ودعمها واستقبالها لهم بفرش السجاد الأحمر وبمراسم رسمية خاصة.
وأضاف أردوغان: “إن العدالة غائبة عن مسيرة مقاضاة السيد مرسي ورفاقه، فهم الآن في موضع المغدور والمظلوم، والأصل في رفع الظلم عنهم هو إخلاء سبيلهم وليس إعادة محاكمتهم”.
والثلاثاء، قضت محكمة النقض المصرية (أعلى محكمة للطعون في مصر)، بإلغاء حكم الإعدام والسجن المؤبد بحق محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً بالبلاد، وعدد من قيادات الإخوان المسلمين، وذلك في القضية المعروفة إعلاميا بـ”اقتحام السجون” (وادي النطرون)، وإعادة محاكمتهم أمام دائرة جنايات أخرى.
وفي معرض تعليقه على زيارة وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير إلى أنقرة، قال أردوغان: “نريد من الأوروبيين ترجمة أقوالهم إلى أفعال فيما يخص بمكافحة الإرهاب لأن هذه الأقوال لم تعد ذات معنى بالنسبة لنا”.
وردّاً على سؤال عما إذا كانت ألمانيا ستغير سياستها تجاه منظمة “بي كا كا” خلال المرحلة القادمة، أشار أردوغان إلى أن الحكومة الألمانية تقدم على خطوات خاطئة وكذلك الأمر بالنسبة لدول غربية أخرى.
واتهم أردوغان ألمانيا والغرب عامة بحماية الإرهاب، قائلاً: “نرى ذلك في البرلمان الاوروبي، والمظاهرات التي ينظمها الإرهابيون أمام المجلس وكما نراه في الدعم الذي يقدمونه لهؤلاء”.
وأكّد أنهم عرضوا للوفد الألماني أمس وثيقة خاصة بالأموال التي جُمعت لصالح منظمة “بي كا كا” في ألمانيا خلال عام واحد، وهي بقيمة 13 مليون يورو، منتقداً الجهات المعنية حيال ذلك.
كما انتقد أردوغان فرنسا والسويد وهولندا ودولاً أخرى حيال دعمها للمنظمات، مشدّداً على أن بلجيكا باتت مركزاً هاماً لمنظمتي “بي كا كا” و”فتح الله غولن”.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي تعيين “كمال أوكم”، مستشار الشؤون الخارجية لرئاسة الوزراء، سفيراً لبلاده في إسرائيل.
