أردوغان : تركيا ودول الخليج “جزيرة استقرار” وسط منطقة تعاني من مشاكل

حجم الخط
1

تركيا – الأناضول – وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده ودول الخليج “كجزيرة استقرار وسط منطقة جغرافية تعاني من مشاكل شتى”.

جاء هذا في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، نشرتها الإثنين، قبل زيارته الرسمية للكويت المقررة الثلاثاء، تناول خلالها علاقات بلاده بالكويت بشكل خاص، ودول الخليج بشكل عام.

وأكد أردوغان أنه على قناعة تامة بأن التعاون بين الجانبين مرتبط بالسلام والاستقرار الإقليميين.

وأعرب عن تفاؤله بأن المنطقة ستتجاوز هذه الأيام العصيبة، كما توقع أن تساهم الشركات التركية في تنمية الكويت بشكل أكبر في الفترات القادمة، داعياً الكويتيين إلى زيادة الاستثمار في بلاده.

وأشار أردوغان إلى أن بلاده نجحت في استقطاب استثمار أجنبي مباشر بقيمة 12.3 مليار دولار، في 2016 فقط.

** تركيا والكويت.. تطور سريع

ومتحدثاً عن العلاقات الثنائية بين تركيا والكويت، قال أردوغان إنهما بلدان شقيقان وصديقان، وتشهد العلاقات الاقصادية بينهما تطوراً سريعاً على غرار العلاقات السياسية.

ولفت إلى أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الكويت، التي تعد إحدى الدول الأكثر استقراراً وأمناً وازدهاراً في المنطقة.

واعتبر حضوره لمراسم وضع حجر الأساس لمشروع “مطار الكويت الدولي الجديد”، الثلاثاء، والذي ستقوم ببنائه شركة “ليماك” التركية يعد فخراً كبيراً بالنسبة له من حيث التأكيد على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه شركات بلاده على الصعيد العالمي.

وعبر أردوغان عن أمله في مشاركة أكبر للشركات التركية في إنجاز مشاريع البنية التحتية التي تتطلع الكويت إلى تحقيقها في إطار خطتها التنموية لعام 2035.

وأعرب عن الشكر والامتنان إلى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والحكومة الكويتية لما تلقته الشركات التركية من دعم متواصل.

ولفت الرئيس التركي إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في الربع الأول من 2017، وصل إلى 152 مليون دولار مسجلاً زيادة بنسبة 17% مقارنة مع نفس الفترة من 2016.

وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين أنقرة والكويت بلغ مليار و287 مليون دولار في 2016، حيث وصلت قيمة الصادرات التركية الى الكويت 431 مليون دولار، فيما بلغت قيمة الواردات 856 مليون دولار.

وأشار إلى استضافة بلاده حوالي 180 ألف زائر كويتي في 2016، و30 ألف في الربع الأول من 2017.

ورأى الرئيس التركي أن اتفاقية التعاون في مجال السياحة التي وقعها البلدان أثناء زيارة أمير الكويت الرسمية الى أنقرة في مارس/آذار الماضي، من شأنها أن تعطي دفعاً جديداً لهذا المجال.

وبين أن دولة الكويت حلت بالمرتبة الأولى في مجال الاستثمار بالعقارات على مستوى دول الخليج؛ حيث يتملك الكويتيون أكثر من ستة آلاف عقار في تركيا حتى الآن.

وأعرب عن اعتقاده بأن الاستثمار في هذا القطاع سيشهد زيادة أكثر في الفترة المقبلة.

وعن حجم الاستثمار المباشر الذي تقوم به الكويت منذ 2002 في تركيا، التي تحولت إلى مركز جذب استثماري، قال أردوغان إن القيمة بلغت حوالي مليار و700 مليون دولار إلى جانب نشاط 280 شركة كويتية في تركيا حالياً.

وفي المقابل أشار أردوغان إلى وجود 7 شركات تركية برؤوس أموال تركية تنشط في الكويت.

ولفت إلى أن شركات المقاولات التركية حققت في الكويت، من خلال 30 مشروعاً، إنجازات ضخمة، بلغ مجموع قيمتها حوالي 6.5 مليار دولار.

واعتبر أن الشركات التركية ستساهم في تنمية الكويت بشكل أكبر في الفترات القادمة مع الوفاء بالثقة التي حظيت بها.

وأشار إلى اهتمام رجال الأعمال الأتراك بمنطقة الخليج بشكل عام، والكويت بشكل خاص.

وقال الرئيس التركي إن بلاده تمكنت من جلب استثمار أجنبي مباشر بقيمة 176.6 مليار دولار، في الفترة من 2003 و2016، بفضل المناخ الاستثماري المواتي منها 12.3 مليار دولار تحقق في 2016.

ودعا الكويتيين إلى زيادة الاستثمار في بلاده.

وأعرب في الوقت نفسه عن أمله في زيادة الاستثمار المتبادل.

وأشار الى أن البلدين يمتلكان طاقات كبيرة لتطوير علاقاتهما في الاستثمار والتجارة والصناعات الدفاعية والسياحة وغيرها من المجالات.

وأكد استعداد تركيا لتبادل تجاربها مع الكويت في مجال الصناعات الدفاعية، الذي يعد من مجالات التعاون الاستراتيجي.

وبين أنه من المنتظر أن يتناول اجتماع (اللجنة المشتركة للتعاون) الذي سيعقد على مستوى رؤساء الحكومات في الأشهر القادمة هذه المجالات وغيرها بشكل تفصيلي.

وشدد على ضرورة عقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة ومنتدى الأعمال بين فترات غير بعيدة من أجل الارتقاء بعلاقات البلدين الاقتصادية والتجارية إلى المستوى المطلوب.

** تركيا والخليج .. تعاون من أجل السلام والاستقرار

وعن علاقات بلاده مع دول الخليج، أكد أردوغان ان إحدى أولويات السياسة الخارجية التركية تعزيز وتعميق علاقاتها مع الدول الأعضاء في دول الخليج في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والعسكرية والصناعات الدفاعية بما يتماشى ومستوى العلاقات السياسية الممتازة بين الطرفين.

وبين أن علاقات أنقرة ودول الخليج تقوم على أرضية متماسكة بفضل آليات التعاون التي أنشأت مع حكومات الدول على المستوى الثنائي.

وبين أنه سيتم الانتقال بعد ذلك إلى طرح مشاريع تعاون جديدة.

وقال في هذا الصدد: “نؤسس أرضية علاقاتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي بصورة متكاملة”.

وأشار أردوغان الى وجود آلية حوار استراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي.

وأعرب عن تطلعه إلى تأسيس مثل هذه الآليات مع جميع دول الخليج وتنويع العلاقات معها.

وأكد تطابق وجهات نظر بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي إزاء المشاكل الإقليمية والعالمية والاهتمام الذي توليه تركيا للتعاون والتشاور مع دول الخليج في زمن تواجه فيه المنطقة تحديات جادة.

وقال: “كل ما نريده معاً هو إحلال السلام والاستقرار والطمأنينة في منطقتنا، وأن تعيش الشعوب في هناء بعيداً عن الحروب”.

وتابع: “نريد أن نرى الناس يعيشون معا في السلم والاستقرار دون وقوع حروب أهلية ودون تعرض أحد للضغوط بسبب عرقه أو معتقده ونعلم جيداً بأن دول الخليج تشاركنا في ذلك أيضاً”.

وأكد الرئيس التركي بأنه على قناعة تامة بأن التعاون بين تركيا ودول الخليج مرتبط بالسلام والاستقرار الإقليميين.

وأعرب عن تفاؤله بأن المنطقة ستتجاوز هذه الأيام العصيبة.

** التعاون الاقتصادي بين تركيا والخليج

وأكد أردوغان أهمية التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

وقال في هذا الصدد: “يمكن أن نحرر أنفسنا من التأثيرات السلبية للاعبين الخارجيين كلما استطعنا تحقيق التنمية الاقتصادية معا يدا بيد، وبذلك نضمن استقرارنا”.

وأضاف أنه تم اتخاذ قرار باستئناف المفاوضات بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي حول اتفاقية التجارة الحرة في الاجتماع الأخير الذي انعقد بالعاصمة السعودية الرياض في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويتوجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إلى الكويت في زيارة رسمية يلتقي خلالها بأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وذكر بيان صادر عن المركز الإعلامي للرئاسة التركية، أن أردوغان والصباح، سيعقدان اجتماعين، الأول ثنائي، والثاني موسع على مستوى وفدي البلدين.

وأشار إلى أن الجانبين سيبحثان العلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتأتي الزيارة بعد شهرين من زيارة أمير الكويت لتركيا في مارس/آذار الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سيلم الجزائر:

    تركيا اصبحت عامل توتر في المنطقة فهي من صب الزيت على النار في سوريا

إشترك في قائمتنا البريدية