أردوغان يتهم «الكيان الموازي» بالتنصت على كافة أركان الدولة التركية وتهديد الأمن القومي للدولة

حجم الخط
0

إسطمبول ـ «القدس العربي»: اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما سماه بـ«الكيان الموازي» بالتصنت على كافة أركان الدولة التركية بما فيها الرئاسة والحكومة والجيش، مؤكداً أنه سيواصل الحرب ضده حتى أخر أيام حياته، بسبب تهديده للأمن القومي التركي، على حد وصفه.
ويتهم أردوغان الذي يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية، جماعة «خدمة» وزعيمها الداعية الاسلامي فتح الله غولن بالتغلغل في جميع مفاصل الدولة التركية وتشكيل «كيان مواز» داخل الدولة، ومحاولة الانقلاب على الحكومة من خلال نفوذه الواسع في جهازي القضاء والشرطة التركية.
وقال: «أؤكد لكم أنني سأظل حتى آخر نفس من عمري أقاوم هذا الكيان، وغيره من الجهات، التي تمثل تهديدا لأمننا القومي»، لافتاً إلى أن «بعض الوزارات المعنية، توصلت لأدلة تؤكد أن الكيان الموازي، قام بالتنصت على الهواتف المشفرة «كريبتو» الخاصة بعدد من المسؤولين في البلاد، وأن هذه الأعمال شكلت تهديدا مباشرا لأمننا القومي».
وهواتف «كريبتو» هي هواتف خاصة مشفرة تنتجها الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا «توبيتاك» لتكون محصنة ضد عمليات التصنت، حيث تمنح هذه الهواتف لكبار قادة الدولة والموظفين في المواقع الحساسة كالجيش والاستخبارات.
وأوضح أردوغان، أن الوزارات قدمت له معلومات كافية، توضح كيف تم التصنت على تلك الهواتف، ومن قام بعملية التنصت. وقال: «لقد تصنتوا على الهواتف المشفرة، الخاصة بالقوات المسلحة التركية، ورئاسة الجمهورية، والمحكمة الدستورية، وكافة الوزراء العاملين في الدولة، فلقد تنصتوا على هؤلاء الوزراء واحدا واحدا».
وتابع بالقول: «البعض لا يصدقون حتى الآن أن تلك الهواتف الخاصة، والسرية، تم التصنت عليها»، مشيرا إلى أن الجهات، التي تصنتت على تلك الهواتف، أعدتها بشكل «تبتز به المسؤولين بعد ذلك».
وتشن الحكومة التركية منذ أشهر حملة تنقلات واسعة شملت الآلاف من ضباط وأفراد الشرطة والأمن والقضاة والمدعين العامين بتهمة الإنتماء إلى «الكيان الموازي» والمشاركة فيما يعرف بـ»حملة مكافحة الفساد والرشوة» التي تمت في السابع عشر من كانون أول/ديسمبر الماضي، واعتبرتها الحكومة محاولة انقلاب فاشلة من قبل «غولن».
بالإضافة الى ذلك اعتقلت السلطات التركية العديد من منتسبي الأمن بتهم المشاركة في عمليات التنصت وتركيب اجهزت تنصت في مكتب والسيارة الخاصة برئيس الحكومة أردوغان، وقدمت عدد منهم الى المحاكم، لكن القضاء الذي يتهمه اردوغان بالولاء لـ»الكيان الموازي» أفرج عن الكثير منهم دون محاكمة.
كما باشرت العديد من الأوساط الحكومية مساعي لتجميع أدلة من أجل ادانة «غولن»، وتقديم طلب للولايات المتحدة لتسليمه الى تركيا.
وخاطب أردوغان «غولن» بالقول: «إن كنت تحب هذا الوطن لا داعي لبقائك في ولاية «بنسلفانيا» الأمريكية، لا داعي لعزلتك، وانزوائك، عد إلى اسطنبول، أو إلى أي مدينة تحب، عد إلى وطنك إن لم تكن مذنبا».
وأشار إلى أن «الأحداث التي تعرضت لها تركيا في (17، و25) كانون الأول/ديسمبر الماضي، كانت تشكل تهديدا مباشرا لمستقبل تركيا، وكانت بمثابة هجمات شاملة متعددة الأبعاد، تهدف إلى الإجهاز على كافة أهداف البلاد، «فهذه الأحداث لم تكن تستهدف شخصي أنا، بل كانت تستهدف تركيا، وإركاع الشعب التركي».
وذكر «أردوغان» أنهم تمكنوا من القضاء على تلك المحاولات بدعم ومساندة الشعب التركي، مضيفا «نحن لم نكتفِ بالقضاء عليها فحسب، بل اتخذنا كافة التدابير الممكنة للحيلولة دون تعرض تركيا مستقبلا لهجمات مماثلة، وإن قدر لي أن أكون رئيسا للبلاد، فسأستمر في مكافحة مثل هذه الأنظمة، والكيانات».
ويخوض أردوغان الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في العاشر من آب/أغسطس المقبل، مرشحاً عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، ضد المرشح التوافقي للمعارضة التركية «أكمل الدين إحسان أوغلو» الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي يتوقع أن يحصل على تأييد من قبل غولن وأتباعه، كما حصل في الانتخابات المحلية السابقة في الثلاثين من آذار/مارس الماضي، حيث تحالف «غولن» مع المعارضة التركية في محاولة لاسقاط أردوغان وحزبه.
وعن الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي ستجري بالاقتراع المباشر للمرة الأولى، قال أردوغان: «الشعب التركي سيختار رئيسه، وهذه الانتخابات ستكون شاهدة على نهاية فترة في تاريخ تركيا، وبداية فترة أخرى». مضيفاً: «الانتخابات الرئاسية المقبلة ليست النهاية بالنسبة لنا، بل هى بداية سنواصل من خلالها تقديم الخدمات للشعب التركي، والبلاد تحت مسمى، وشكل جديدين».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية