إسطنبول – “القدس العربي”: تشير كافة المعطيات الرسمية والحزبية إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد سيطرته على رئاسة بلدية محافظة إسطنبول الأكبر والأهم في البلاد، وذلك لأول مرة منذ وصوله لرئاسة بلدية إسطنبول عام 1994، لتعتبر بذلك أكبر ضربة يتلقاها الرئيس منذ وصوله للحكم قبيل 17 عاماً.
وبعد ليلة طويلة جداً من الجدل والاعتراضات والنتائج المتضاربة، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفان أن مرشح المعارضة لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، تقدم على مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي بلدريم، لكنه أشار إلى وجود بعض البيانات التي لم يتم حسابها بعد، ووجود اعتراضات يتم النظر فيها.
وعقب ذلك، حدثت وكالة الأناضول الرسمية البيانات التي تنقلها عن اللجنة العليا للانتخابات بعدما توقفت طوال الليل عن تحديثها، لتظهر النتائج تقدم مرشح المعارضة على بن علي يلدريم بقرابة 23 ألف صوت.
وبحسب آخر تحديث للوكالة الرسمية، فإنه عقب فرز %99.75 من أصوات الناخبين في إسطنبول، حصل أكرم إمام أوغلو على 48.79٪ من أصوات الناخبين، بينما حصل يلدريم على 48.51٪ أي بفارق لم يتجاوز الـ 0.28٪ من أصوات الناخبين، وبلغة الأرقام حصل إمام أوغلو على 4163188 صوت، في المقابل حصل يلدريم على 4139352 صوت، بفارق لم يتجاوز الـ23.000 صوت، وهو ما يعني أن المدينة الأبرز في البلاد حسمت بفارق أصوات ربما ليس مثيل له في التاريخ، لا سيما أن أكثر من 10.5 مليون ناخب كان يحق لهم التصويت في الانتخابات في دائرة إسطنبول الانتخابية، وهو ما يتجاوز عدد سكان الكثير من الدول حول العالم.
وعلى الرغم من أن حزب العدالة والتنمية كان يتوقع تراجع شعبيته في هذه الانتخابات، إلا أن استطلاعات الرأي الداخلية أعطته مؤشرات وصفت بـ”المطمئنة نوعاً ما” على عكس المؤشرات التي كانت تشير إلى حتميه فوز المعارضة في العاصمة أنقرة.
وعلى الرغم من أن مرشح المعارضة إمام أوغلو لم يسبق له تولي أي منصب كبير، وليس له أي حضور إعلامي سابق، ولم يتجاوز أعلى مناصبه حدود رئاسة بلدية أحد ضواحي إسطنبول “بيلك دوزو”، لكنه تمكن من التفوق على مرشح العدالة والتنمية الأبرز بن علي يلدريم رئيس البرلمان والوزراء السابق وصاحب التاريخي الطويل في بناء المشاريع الأكبر في البلاد، لا سيما فيما يتعلق بالمواصلات والمطارات والجسور وخطوط المترو وسكك الحديد، وهي المسائل الأبرز لسكان إسطنبول.
وكان يلدريم أعلن مساء الأحد فوزه رسمياً في رئاسة بلدية إسطنبول، وعلق أنصاره لوحات تهنئة ضخمة له في أحياء إسطنبول، لكن أكرم إمام أوغلو أكد مراراً في سلسلة مؤتمرات صحافية عقدها طوال الليل، على أنه هو الفائز بحسب البيانات التي يجمعها الحزب ويحصل عليها من اللجنة العليا للانتخابات.
وفي خطوة لاحقة، غير إمام أوغلو توصيفه على صفحته الرسمية على “تويتر”، وكتب بأنه “رئيس بلدية إسطنبول الكبرى”، فيما ما زال يلدريم يلتزم الصمت ولم يعترف بخسارته لهذه الانتخابات.
وبخسارة إسطنبول، يكون حزب العدالة والتنمية الحاكم قد خسر أربعة من المحافظات الخمس الكبرى في البلاد، فإلى جانب إزمير القلعة التاريخية للمعارضة الكمالية، فاز مرشحي حزب الشعب الجمهوري برئاسة بلديات إسطنبول وأنقرة وأنطاليا.
ورغم خسارته في رئاسة البلديات في إسطنبول وأنقرة، إلا أن حزب العدالة والتنمية حافظ على تفوقه في رئاسة بلديات المناطق داخل المحافظتين، حيث فاز الحزب برئاسة بلديات 24 من أصل 39 بلدية فرع داخل إسطنبول، مقابل 14 لحزب الشعب الجمهوري.
قالها ترمب : هذه الانتخابات البلدية التركية ، ستكون المعيار الحقيقي لشعبية الرئيس أردوغان.ما دام فقد السيطرة على بلدتي أنقرة
وإسطنبول ، بدأ العد العكسي للأفول.