إسطنبول: اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تشكيل مجموعة عمل من أجل أفغانستان ضمن بنية “مجموعة دول العشرين”، وأعرب عن رغبة بلاده في ترؤسها.
جاء ذلك خلال مشاركته، الثلاثاء، عبر تقنية فيديو كونفرنس في “قمة قادة مجموعة العشرين الاستثنائية” المنعقدة لمناقشة التطورات في أفغانستان.
وعبر أردوغان عن اعتقاده بأن مجموعة العشرين، منصة تعاون أساسية لمواجهة التحديات التي تعصف بالعالم.
وشدد على أن التطورات في أفغانستان لها تداعيات اقتصادية ومالية وأبعاد سياسية وإنسانية.
ورحب بتقييم القضية في إطار مجال عمل مجموعة العشرين، معربا عن شكره إيطاليا، رئيس الدورة الحالية، على إتاحتها فرصة تبادل الأفكار.
وأشار أردوغان إلى مواجهة واقع سياسي وجيوسياسي جديد في أفغانستان، مضيفا بالقول: “ضمان الأمن والاستقرار في أفغانستان في أقرب وقت ممكن، أمر بالغ الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي”.
وأكد ضرورة توجيه حركة طالبان نحو تشكيل حكومة شاملة، من خلال إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، مع اتباع نهج تدريجي وصبر استراتيجي.
وذكر أن الشعب الأفغاني، إلى جانب عدم اليقين السياسي، يكافح العواقب المدمرة لعدم الاستقرار والصراع والإرهاب لأكثر من 40 عاما.
وأوضح أن “المجتمع الدولي لا يملك خيارا بأن يدير ظهره للشعب الأفغاني ويترك ذلك البلد لمصيره”.
وتابع: “بعيدا عن العملية السياسية، علينا أن نظهر تضامنًا قويًا مع الشعب الأفغاني بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد”.
ولفت أن الهلال الأحمر التركي وفر مؤخرا 33 طنا من المساعدات الغذائية، مشيرا أن تركيا تعمل أيضا على حزمة مساعدات شاملة.
وأردف: “سنواصل أداء واجبنا الأخوي تجاه الشعب الأفغاني في هذه الأيام الصعبة”، لافتا إلى التهديدات الإرهابية المستمرة في أفغانستان، والتطورات التي زادت من مخاطر موجة هجرة جديدة.
وبيّن الرئيس التركي أن بلاده التي تستضيف ما يقرب من 5 ملايين أجنبي، 3.6 ملايين منهم سوريون، لا يمكنها تحمل عبء هجرة جديدة مصدرها أفغانستان.
واستطرد: “لا مفر للدول الأوروبية أيضا من التأثر بضغوط الهجرة التي قد تتعرض لها تركيا من حدودها الجنوبية والشرقية”.
وأعرب أردوغان عن اعتقاده بضرورة إبقاء مجموعة العشرين قضيتي الهجرة والتهجير القسري ضمن جدول أعمالها، آخذين بعين الاعتبار انعكاساتهما على الاقتصاد العالمي.
وأضاف: “أقترح تشكيل مجموعة عمل من أجل أفغانستان ضمن بنية مجموعة العشرين وتركيا ترغب في رئاسة هذه المجموعة، وأعتقد أن لدينا فرصا جادة لاتخاذ خطوات ملموسة في هذا المجال خلال فترة رئاسة إندونيسيا”.
ولفت أردوغان إلى أن هناك حاليا 1100 طالب أفغاني يدرسون في تركيا بمنح دراسية، مضيفا بالقول: “إجمالي عدد الطلاب الأفغان الذين قدمنا لهم منحا تجاوز 10 آلاف”.
وذكر أن الحكومة المؤقتة في أفغانستان لم تستطع أن تقدم بعد ما يتوقع منها.
وتابع: “لم نر حتى الآن الاحتضان اللازم للمساعدات الإنسانية والأمن ومنع أفغانستان من أن تكون قواعد للمنظمات الإرهابية، ومنع التطرف”.
وذكر أن تركيا بذلت جهودا في بناء البنية التحتية والفوقية المحلية.
وأكد ضرورة حل الأفغان بجدية لقضايا إرسال الفتيات إلى المدرسة وحقوق الأقليات مع حكومة طالبان.
(الأناضول)
ممتاز جدا