إسطنبول-“القدس العربي”: عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قمة أمنية بمشاركة كبار قادة الجيش والاستخبارات ومسؤولي العلاقات الدولية لبحث تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل أن يهاتف الرئيس الأوكراني ويعتبر الغزو الروسي “ضربة قاصمة لأمن المنطقة”، وسط اتصالات سياسية وعسكرية موسعة للمسؤولين الأتراك في محاولة لاتخاذ موقف من الأوضاع المتدهورة على سواحل البحر الأسود المقابلة لشمالي تركيا.

وفي ساعة مبكرة من صباح الخميس، عقد أردوغان “قمة أمنية” في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة استمرت لساعتين لبحث التطورات في أوكرانيا عقب بدء الهجوم الروسي، وشارك في القمة نائب الرئيس فؤاد أوقطاي، ووزيرا الدفاع خلوصي أكار والداخلية سليمان صويلو، ورؤساء هيئة الأركان يشار غولر، وجهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ودائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن، ومدير مكتب الرئاسة حسن دوغان.

وعقب القمة، شددت تركيا على رفضها التدخل الروسي في أوكرانيا، وقالت إنه غير مقبول وينتهك القانون الدولي، وأوضح بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن القمة شددت على أن تركيا ستواصل دعمها وحدة أوكرانيا السياسية وسيادتها ووحدة أراضيها، كما أوضح البيان أن القمة تخللها “تقييم المبادرات المتاحة عند روسيا وفي المحافل الدولية لوقف الهجوم الذي يشكل تهديدا للأمن العالمي”.

وفي كلمة له عقب القمة، قال أردوغان إن أنقرة ترى التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا مخالفا للقانون الدولي، وتعتبره ضربة قاصمة موجهة ضد أمن المنطقة واستقرارها ورخائها، موضحاً أن بلاده ستقوم بما يقع على عاتقها لضمان سلامة أرواح كل من يقيم في أوكرانيا لا سيما المواطنين الأتراك والتتار.

وفي سابق، أعلنت مصادر تركية أن اتصال هاتفي جرى بين أردوغان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال أردوغان: “أوضحت للسيد زيلينسكي أن تركيا تدعم نضال أوكرانيا من أجل حماية وحدة أراضيها”، مؤكداً رفض تركيا للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا واعتبار ذلك “غير مقبول”. كما جدد الرئيس التركي دعوته لحل الخلافات القائمة بين روسيا وأوكرانيا عبر الحوار واتفاق مينسك.

وتابع قائلا: “نأسف للمواجهة بين روسيا وأوكرانيا اللتين نعتبرهما دولتين صديقتين وتربطنا بهما علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثيقة.. لقد أبلغت السيد بوتين خلال مكالمتي الهاتفية معه أمس، بأن السبيل الوحيد لحل الخلافات القائمة هو الحوار والدبلوماسية”.

وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية التركية إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقالت في بيان “هذا الهجوم انتهاك خطير للقانون الدولي ويشكل تهديدا خطيرا لأمن منطقتنا والعالم.. ندعو روسيا الاتحادية لإنهاء هذا التحرك الجائر وغير القانوني على الفور”.

وعلى المستوى العسكري، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مع نظيره الأوكراني أوليكسي رزنيكوف، آخر المستجدات في أوكرانيا بحسب بيان لوزارة الدفاع التركية لفت إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث آخر المستجدات الميدانية في أوكرانيا.

من جهته، قال سفير أوكرانيا لدى أنقرة فاسيل بودنار إنه يتعين على تركيا ألا تظل على الحياد في الصراع، وحثها على تقديم المساعدة وإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام سفن روسيا. وأضاف بعد محادثات مع سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي “ستقيّم تركيا المطالب وترد في أقرب وقت ممكن… نتوقع إبداء تضامن”.

وبينما أعلنت الخطوط الجوية التركية وقف جميع رحلاتها إلى أوكرانيا، نصحت وزارة الخارجية التركية مواطنيها في أوكرانيا بالبقاء في منازلهم أو أماكن آمنة وتجنب السفر.