القاهرة ـ «القدس العربي»: حرصت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 18 مايو/أيار، على إعداد الجماهير لاستئناف العمل بعد عيد الفطر والتحرر من عقدة كورونا، وبدا واضحاً أن الصحف معنية بتوجية رسالة مفادها، أنه لا يمكن تحمل نفقات توقف الاقتصاد، وإهدار مزيد من الاحتياطي النقدي، لذا سعى العديد من الكتاب على دفع القراء في اتجاه العودة للعمل.
واهتم بعض الكتاب بتوبيخ الأغلبية لكونها تخرج على تعليمات الحكومة وتحول دون مضي قطار الإنجازات بسبب خرق قواعد الحظر والإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، فيما دافع آخرون عن الجماهير، مؤكدين على أن قلة هي التي تخرج على التعليمات.
الحكومة تمهد لاستئناف عجلة العمل ووقف نزيف الاحتياطي النقدي وغضب من اتهام الشعب بعدم الوعي
واهتمت الجرائد بقرارات الحكومة فرض حظر كامل خلال إجازة العيد حيث ستتوقف سائر خطوط النقل وشبكة مترو الأنفاق عن العمل.. ولم تمنع أجواء شهر الرحمة من وقف الهجوم على كافة أشكال وتيارات جماعات المعارضة، فيما قال المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إنه لن يتم توقيع أي عقوبات على عدم الالتزام بارتداء الكمامات، إلا بعد توفيرها. وكشف، أن وزارة الصحة وافقت على منح تراخيص لمصانع الملابس المتوقفة، بإنتاج كمامات قماش، سيكون سعر الكمامة 5 جنيهات وصالحة لمدة شهر. وأضاف المستشار نادر سعد: «يمكن لكل مواطن يشتري كمامتين، يرتدي واحدة ويغسل الثانية». وعن مدى صلاحية الكمامة، وفاعليتها في حجب انتقال الفيروسات، قال متحدث الوزراء: «لن نسمح للمصانع بإنتاج الكمامات حتى نتأكد من صلاحيتها، وفقا للمواصفات التي أقرتها وزارة الصحة، وهي آمنة تماما».
ولم تخل صحيفة من صور زعيم الكوميديا، بل خصصت أكثر من جريدة صفحات لعمل ملفات عن تاريخه وأعماله بمناسبة عيد ميلاده الثمانين، وقال الفنان عادل إمام: إنه احتفل بعيد ميلاده مع أحفاده وأولاده وأصدقائه المقربين، مازحا: تباعد إيه.. وكمامات إيه.. يوم المحبة هتلاقي أصدقائي المحبين ليا، وبنضحك وننبسط. وبالنسبة لآخر أعماله قال «شهادتي في مسلسل «فلانتينو» مجروحة، ولكن أري أنه عمل جيد.. ولا أعتقد أنني سأشارك في أعمال سينمائية. وواصل: «الشعب المصري عمره ما اكتأب.. ولو اكتأب بيقول نكتة.. إحنا مش بنكتئب إحنا بنضحك.. وإحنا صناع البهجة والضحكة والتفاؤل».
قطيع من العميان
أبدى مجدي سرحان في «الوفد» مزيدا من الغضب تجاه منظمة الصحة الدولية قائلا: «لم نر من منظمة الصحة العالمية حتى الآن خبراً واحداً مبشراً.. لم تبث لنا نبأ واحداً يحمل إلينا بريق أمل في الخروج من هذه المحنة، وهذا السجن الكبير الذي وضعتنا جميعاً فيه.. لدرجة أن أصبحنا نشك في كل ما قالته لنا هذه المنظمة من قبل.. وما فرضته علينا من «بروتوكولات» للتعامل مع الوباء، بل وصلت حالة الشك هذه إلى ذروتها في بعض الدول، التي طردت خبراء وموظفي المنظمة من أراضيها، واتهمتهم بالكذب والتضليل.. بينما استطاعت دول أخرى فضح المنظمة.. مثل تنزانيا، التي أرسلت إليهم عينات سوائل مأخوذة من الفواكه والخضر لتحليلها، بزعم إنها عينات بشرية.. فجاءت نتائجها إيجابية.. أي أنها مريضة بكورونا! الصحة العالمية هذه المنظمة التي يسير خلفها العالم كقطيع من العميان تبهرنا كل يوم بمزيد من الألغاز والمعلومات المحيرة.. وآخرها خلال الـ48 ساعة الأخيرة، ذلك الخبر الغريب بأنه لم يثبت حتى الآن إمكانية انتقال فيروس كورونا المستجد إلى الأشخاص من خلال ملامسة السطوح التي يوجد عليها الفيروس.. مثل مقابض الأبواب ولوحات المفاتيح.. وكذلك تحذيرها من رش الشوارع والجدران وداخل وخارج المنازل والمحلات بالسوائل المطهرة؛ لأن هذا الإجراء عديم الجدوى.. وتحذيرها أيضاً من رش الأشخاص بالمطهرات.. لأن ذلك لا يمنع انتقال الفيروس من شخص مصاب لآخر.. وأنه ينبغي النظر إلى الدراسات المتعلقة بقدرة الفيروس على البقاء بشىء من الشك.. حيث أن مثل هذه الدراسات أجريت في مختبرات لا علاقة لها كثيراً بظروف العالم الواقعي. ويواصل الكاتب دهشته: ما هذا؟ هل تقولون لنا ذلك الآن بعد أن غرقنا في آلاف الأطنان من الكحول والكلور والمطهرات التي أصبحنا نستهلكها أكثر من الماء والغذاء؟ وكيف نصدقكم الآن وأنتم تصدموننا بتحذيركم الجديد».
من حقهم أن يعيشوا
اهتمت جهان فاروق الحسيني في «الشروق» بتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني: «الحصار غير الآدمي الذي يخضع له مليونا إنسان من أبناء غزة منذ أكثر من 14 عاما، فهم محرومون من السفر، حتى لو بغرض العلاج أو التعليم، أو من أجل لم شمل الأسرة، عدد كبير فقد وظائفه وفقدوا إقاماتهم في الخارج، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي استفحلت جراء هذا الحصار المجحف. صديق لي لم يتمكن بسبب الحصار من الذهاب إلى غزة لوداع أمه، التي كانت على فراش الموت، ولم يتمكن من الذهاب إلى غزة للوقوف بجانب والده لتقبل العزاء بوالدته.. وهناك مآس أفظع من ذلك بكثير، وكلما كنت أسمع عن قصص المآسي من الأقارب والأصدقاء الذين يعايشونها في قطاع غزة، أشعر بالغيظ من تجاهل المجتمع الدولى، وأتساءل كما تساءل نجيب محفوظ في إحدى رواياته «أما أن لهذا العذاب من نهاية»؟ لقد استطعت أن أتصور بشاعة الحادث الذي أخبرتني عنه صديقتي العراقية (نيران) وهي تصف لي كيف سقط عشرات الشباب قتلى ضحايا لتفجير إرهابي في بغداد. وتمكنت من تخيل حجم المأساة عندما ذهبت لدار عزاء أصدقاء سوريين في واشنطن، قتل شقيقهم في حلب بعد إصابته برصاصة طائشة، أثناء تبادل النيران بين الشرطة ومجموعة إرهابية في الحي الذي يقطنون فيه. نحن اليوم جميعا نواجه مصيرا مشتركا، معظمنا يقبع آمنا في منزله بمعزل عن الآخرين، من أجل الحفاظ على سلامته، لكن هناك أصواتا كثيرة لا تكف عن الشكوي من الملل ومن الوحدة، ومن الانزعاج، ومن ضجيج أطفالها، ومن الشعور بالاكتئاب.. لعلها فرصة سانحة أتاحها لنا فيروس كورونا لكي ننفض عن هذا الكم من الفردية، وأن نخلع عباءة الذات التي تكبلنا، وأن نتحرر من جميع القيود».
تريليونير وحيد
البشرية على وشك تداول مصطلح تريليونير، أي كما يوضح أحمد عبد التواب في «الأهرام» من يمتلك تريليون دولار فأكثر، أي ألف مليار، أي واحد وإلى يمينه 12 صفراً! في نقلة نوعية لحوار البشر ولغتهم، بعد أن كثر عدد المليارديرات، وبعد أن صار من المستحيل رصد أعداد المليونيرات! أما المفارَقة الكبرى فهي أن معظم الطفرات الهائلة في تراكم الثروة يأتي متزامناً مع أزمات طاحنة تضرب الجماهير العريضة وتسحقها سحقاً، بل إن هذه الأزمات هي البيئة التي تتولد فيها هذه الثروات، وهي التي توفر الظروف والمناخ لتراكم الثروة بهذه المعدلات الخرافية، عندما يستغلها بعض العباقرة، وينبغي الإقرار لهؤلاء بالعبقرية، لذكائهم ولخيالهم المبدع ولديناميكيتهم في التخطيط والحركة، حتى مع رفض واستنكار تجاوزهم للقواعد القانونية والعرفية، وهو ما لا يكترثون به أصلاً، بل إن لبعضهم حكايات تدخل عالم الأساطير عن كيف كوّنوا الخميرة التي تعاظمت بعد هذا. أول المرشحين للحصول على اللقب الفخيم الجديد، هو جيف بيزوس، مؤسس شركة (أمازون) للتجارة الإلكترونية، حيث تتعاظم ثروته بشكل هائل في الفترة الأخيرة، فقد زادت أكثر من 29 مليار دولار، فقط منذ بداية العام الحالي، وبلغ إجمالي ثروته هذا الأسبوع نحو 144 مليار دولار، ومن المتوقع، وفقاً لتقديرات بعض الخبراء، أن تتعاظم أكثر من 6 مرات خلال السنوات الست المقبلة، لتصل إلى التريليون مع عام 2026! وعندها سوف يكون في الـ62 من عمره، وفي حالات الأثرياء بهذا المستوى، فإنها سن مناسبة لكي يستمتع بأمواله لسنوات أخرى. لاحِظ أن القفزة الأخيرة في ثروته، خلال أقل من 5 أشهر من هذا العام، كانت في ظل جائحة كورونا، التي تسببت في إفلاس دول وشركات عملاقة ودمرت حياة مجتهدين بإغلاق مشروعاتهم.
مرحباً بهم
أكد بلال الدوي في «البوابة نيوز»: «أن جموع المصريين في الخارج ليسوا صُداعًا في رأسنا، بل على رأسنا، لحمِنا ودمنا، أهلنا وناسنا، وحشونا وآنسونا، واطمنا عليهم، وإن شاء الله هايرجع أي واحد منهم ناقِصنا.. مشهد نزول المصريين في الخارج من الطائرات التي استقدمتهم من الخارج، مشهد عزيز علينا، مشهد يحمل في طياته معاني كثيرة، لا يفهمها إلا من يقدس تراب بلده، لا يُقدِره إلا المواطن الصالح الشريف، لا يُدركه إلا من يحب بلده ويحلم بالعودة لها مرفوع الرأس، لا يتمناه إلا من عمل في الخارج وتعب وشقي، وفجأة حدثت أزمة فيروس كورونا، وواجه الهلع والفزع، وأراد مثل جميع الجنسيات العودة لوطنه، طالبًا اهتمام ورعاية وحُسن المُعاملة من حكومته. جاء المصريون في الخارج سالمين غانمين وما زلنا ننتظر استكمال عودتهم، منهم من جاء من أمريكا، وعقب نزوله من الطائرة سجد ليُقبِل أرض الوطن حامدًا الله وشاكرًا فضله على عودته سالمًا، ومنهم من جاء من بريطانيا وعقب نزوله من الطائرة ظل يبكي ودموعه تتساقط، ولَم يستطع الكلام لأن العودة لأحضان الوطن في ظل الوباء العالمي هي أقصى أمانيه، ومنهم من جاء من المملكة العربية السعودية وهو سعيد بأن حكومته اهتمت به وبزملائه، ولَم تصُم آذانها ولَم تُغمض عينيها، بل عملت على راحته وأعادته لوطنه ونشرت الابتسامة على وجهه ووجوه زملائه، وهذا لو تعلمون عظيم، ومنهم من جاء من الكويت، وعقب نزوله من الطائرة ظل يحكي عن مُعاناته من أجل العودة، وكيف وجد اهتماما وتواصُلا من وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم التي قامت بدورها على أكمل وجه؟ وكيف شعر بأهميته وحُبه لجواز السفر المصري، حينما رأي التفاهمات السريعة بين الحكومتين المصرية والكويتية لإعادة العالقين والمُقيمين في الكويت وسُرعة تنفيذها؟».
على غير الحقيقة
من بين الغاضبين عبد الحميد كمال في «البوابة نيوز» بسبب الإهانات الموجهة للمصريين: «فوجئنا بالمزايدة واتهام الشعب المصري بعدم الوعي، بدون أي دليل، سوى بعض الصور المتفرقة بسبب التزاحم في الأسواق، أو تجمعات النقل الجماعي، وفي مناسبات اجتماعية، وفي بعض القرى، وتم استخدام تلك الصور للحكم على مجموع وكل الشعب المصري بعدم الوعي بسبب كورونا، وقد توسع الاتهام للشعب المصري إلى حد الجهالة. وللأسف تم ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات التلفزيونية والصحف. وتم التوسع والمزايدة بالاتهام الخطير الذي من شأنه أن يمس سلبيا بقدرات الجبهة الداخلية بالتشكيك بسبب هذا الاتهام. ومما يؤسف له أن الاتهام للمصريين بعدم الوعي والجهالة جاء بشكل باطل، ولم يستند إلى دراسة علمية تعتمد على المعلومات والأبحاث للقيام بتحليلها للوصول إلى نتائج باتهام الشعب المصري بعدم الوعي، رغم أن قديما قالوا «إن المرء عدو ما يجهله»، وهنا نؤكد على الآتي: لا توجد أي أرقام أو معلومات رسمية منشورة حول حجم الإصابات في المحافظات ولكل محافظة على حدة توضح أعداد الإصابات، السلبي ـ الإيجابي ـ المتعافين وحالات الوفيات، حيث كل ما ينشر عبر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية أرقام إجمالية مصمتة وانفراد منظمة الصحة العالمية ولأول مرة كان آخرها إحصاء منسوب لها في 3 مايو/أيار الجاري 2020 وكانت المعلومة عبارة عن رسم بياني يكشف ترتيب المحافظات، وفق أعداد الإصابات، بدون أي تحليل لنوعية تلك الإصابات، وهو الذي نشر لأول مرة من قبل المنظمة عن المحافظات المصرية. إن المعلومات حول فيروس كورونا والإصابات هو حق أصيل للشعب المصري ليكون مشاركًا في مواجهة الأزمة، ومعرفة الحقائق والتعامل معها باعتباره المستفيد الأول لمواجهة الجائحة في إطار من المصارحة والشفافية».
الهروب من الحبس
من بين السعداء بقرارات الحكومة الأخيرة باستئناف النشاطات الرياضية قريبا جلال دويدار في «الأخبار»: «شيء طيب إقدام رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على إعلان استئناف الأنشطة والمنافسات الرياضية المحلية والدولية منتصف يونيو/حزيران المقبل. طبعا سيتم ذلك بدون المشاركة الجماهيرية، كما هو سائد منذ فترة. كان هذا الإجراء نوعا من التمني على ضوء ما تناقلته وسائل الإعلام، حول اتخاذ هذه الخطوة من جانب بعض الدول. إنها ولا جدال لصالح الرياضة بشكل عام، وكل عشاقها، خاصة ما يتعلق بمباريات الساحرة المستديرة. إن مشاهدة ومتابعة هذه المنافسات تعد من أهم الوسائل الترويحية البريئة، والمحببة لمئات الملايين من البشر بطول الأرض وعرضها. هذا الحراك الرياضي، هو في الوقت نفسه، مصدر للرزق للملايين الذين يجدون فرصاً للعمل في كل جوانبه. عودة هذه المنافسات تعني إنقاذ كل الصروح الرياضية من الانهيار نتيجة الإفلاس المالى. إن الحفاظ على صحة المواطنين يجعل عدم الحضور الجماهيري إجباريا حاليا.. رغم ما يمثله من خسارة مالية فادحة لموارد النوادي والمؤسسات الرياضية. هذا الحظر الجماهيري يتم التزاما بالإجراءات الاحترازية والوقائية من كورونا، التي تقضي بمنع التجمعات والمخالطة. بالطبع فإنه يمكن تعويض جانب من هذه الخسارة المادية.. بالبث التلفزيوني، وما سوف يحتويه من رواج للإعلانات. في هذا الشأن فإن النوادي المصرية لن تتأثر بعدم عودة الجماهير، باعتبار أن هناك حظراً على حضورها المباشر منذ فترة. ومن المتوقع، وعلى ضوء ما اتخذته وأعلنته العديد من المنظمات والاتحادات الرياضية في العديد من دول العالم، فإن المرحلة الجديدة لعملية مواجهة كورونا.. تتضمن السماح باستئناف هذه الأنشطة الرياضية بشروط. أن هذه العودة.. ستخفف ولا شك من المعاناة التي نعيشها في هذه الأيام نتيجة العزلة والملل. ليس خافيا ما أوقعته كورونا بكل مناحي الحياة من كوارث».
عالم جديد
البطون يشبعها الطعام وليس الكلام، لذا يؤكد كرم جبر في «الأخبار» على أن: «الدنيا بعد كورونا لن تكون قبلها. وظائف كثيرة سوف تختفي، وكان يتصور أصحابها أن الحياة لا تسير بدونهم، فاستيقظ العالم على أكذوبة الوظائف الوهمية، فلماذا المقار الفخمة والبنايات العالية والمكاتب المكيفة و«رايح جاي»؟ كورونا أكدت أن كثيرا من الوظائف يمكن تأديتها في المنازل، توفيراً للوقت والجهد والنفقات، وبدأت دول كثيرة تفكر في إعادة صياغة وظائفها الحكومية، وتطويرها في ضوء دروس كورونا. وشدد الكاتب على أن الاكتفاء الذاتي هو السبيل الوحيد للإفلات من الأزمات، فقد حدثت مجاعات وكوارث في دول كانت تظن أنها كبرى، وأصبحت كيانات كبيرة في سبيلها إلى التفكك مثل الاتحاد الأوروبي، الذي لم تستطع مظلته أن تحتوي دولها. وشدد كرم على أن مصر واقفة على قدميها، لأنها لم تضيِّع دقيقة واحدة في سنوات حكم الرئيس السيسي، إلا في العمل والإنتاج، فوجدت رصيداً ينفعها وقت الأزمة، وإنتاجا تستند إليه ويجنبها الكوارث. وأكد الكاتب على أن الجوع أكثر خطرا من الفيروس.. وبدأت معظم دول العالم تضع خططاً للتعايش السلمي مع فيروس شرس لا يعرف السلمية، ويحوّر نفسه من وقت لآخر. أرصدة الدول مهما كانت ذهباً آخذة في النفاد، بسبب توقف العمل والإنتاج شهوراً طويلة، والخزائن التي تنفق ولا تستقبل سيأتي عليها يوماً وتصبح خاوية. مصر.. منذ بداية الأزمة حققت التوازن المعقول بين الجوع والفيروس، وسارت معدلات الإصابة كنموذج يحتذى به، ولكن زادت الإصابات بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية».
بروتوكول وزارة الصحة
عمرو هاشم ربيع في «المصري اليوم» يقول:»إن صح الحديث عما تناقلته وسائل الإعلام المحلية، عن أن نواب البرلمان يطلبون بشكل عاجل من وزيرة الصحة إعادة النظر في بروتوكول وزارة الصحة للتعامل مع الأطقم الطبية المخالطة لمرضى كوفيد- 19، فإننا سنكون أمام هذا الخبر في مشكلة كبيرة. بداية يتحدث البروتوكول عن إلزام المستشفيات بعدم أخذ مسحات من المخالطين- من الأطقم الطبية- للحالات الإيجابية المكتشفة، وأنه غير مصرح بعزل المخالطين، ويتم الاكتفاء بتطهير الأماكن التى تتواجد فيها الحالة الإيجابية المكتشفة، وعدم الحاجة إلى إغلاق المنشأة أو الأقسام التي ظهرت فيها الحالة المرضية. وكانت مديرية الصحة في القاهرة قد قررت، منذ عدة أيام، عدم إجراء تحاليل PCR إلا بعد عمل أشعة عادية وليس أشعة مقطعية على الصدر، رغم أن الأخيرة هي المبين الحقيقي لحالة المريض. تلك الإجراءات بلا شك ستكون نتيجتها الأولى استشراء الوباء في مصر، بعد أن بينت الإحصاءات الحالية أن هناك قلة في عدد المصابين المصريين مقارنة بغيرهم من البلدان التي ضربها الوباء بشدة في أوروبا والولايات المتحدة، فالمخالطون مازالوا هم المشكلة الرئيسة أمام أي مجتمع ودولة تتعرض للوباء، لأنهم من الممكن أن يكونوا حاملين للمرض، ولا تظهر عليهم أي أعراض مرضية. وفي مصر تحديدًا، كانت غالبية إجراءات ومبررات الحظر، التي أعلن عنها رئيس الوزراء، منذ أكثر من شهر، بسبب الحد من انتشار العدوى، ما تبعه قرار إغلاق المدارس والجامعات والعديد من المؤسسات، التي يرتبط الناس بمصالح يومية وحياتية معها. اليوم يبدو أن هناك تضحية غير مقصودة بالأطقم الطبية. المهم أن البروتوكول السابق هو بلا شك مخالف مخالفة صريحة لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، الداعية إلى الاهتمام المكثف بالمخالطين للمرضى والمصابين، باعتبارهم الأطراف الأكثر عرضة للمرض من غيرهم. لا شك للجميع أن هناك خلافا في إدارة أزمة كوفيد- 19 من دولة إلى أخرى، على النحو الذي برز في تعامل إيطاليا والولايات المتحدة مع الجائحة من ناحية، وكوريا الجنوبية من ناحية أخرى، حيث وعت الأخيرة الدرس من الصين، حتى إنها استطاعت- بعد أن كانت ثاني عدد إصابات عالميًا في فبراير/شباط الماضي- أن تكون «صفر إصابة» مطلع مايو/أيار الحالي. وقد كشف وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في كوريا عن أهمية عمل فحوص طبية دورية للمخالطين لأن 80٪ من حاملي المرض لا تظهر عليهم أعراض واضحة للمرض. لقد اعتمدت سول، إضافة إلى كل ذلك، على تتبع ومراقبة مكثفة لأي شخص مصاب بالفيروس ومخالطيه، من خلال تتبع أجهزة الهاتف الخلوي والأرصدة البنكية وكاميرات المراقبة المتصلة بالمصابين ومخالطيهم. ورغم أن البعض رأى أن هذا الأمر اختراق للخصوصية الشخصية، فإنه ثبتت نجاعة كبيرة له لمواجهة المرض، مع حدوث إغلاق جزئي وليس كليا لبعض المدن، ما أدى أيضا إلى قيام الدولة بإدارة انتخابات برلمانية، منذ عدة أيام، كانت نسبة التصويت فيها مرتفعة، وبدون أن تترك آثارا صحية سلبية. خلاصة الأمر أننا في حاجة ماسة إلى تعديل بروتوكول وزارة الصحة، وكذلك التعليمات الصادرة عن مديريات الصحة، خاصة أننا مقبلون على قرارات اقتصادية خطيرة، تتعلق بالتعايش مع المرض، واعتباره، كما حدث في بعض دول العالم، من الأمراض المتوطنة، أي المستمرة معنا لفترة طويلة».
بسبب كورونا
أحد التداعيات الكبرى لجائحة كورونا كما كشف الدكتور محمد كمال في «المصري اليوم» تأثيرها على الأمن القومي، وقيام العديد من دول العالم بإعادة ترتيب أولوياتها الأمنية، استنادا للتهديدات الجديدة التي تعرضت لها أثناء هذه الأزمة. أحد هذه التهديدات هو ما يتعلق بالأمن الغذائي، فعلى الرغم من أن العالم لا يعاني عجزا في إنتاج الغذاء، وهناك فائض من السلع الزراعية يتم تصديره لمن يحتاجه، إلا أن أزمة كورونا أثرت في صادرات الغذاء. فقد قامت الدول التي تبيع الأرز في الأسواق العالمية بفرض قيود على الصادرات، حيث أوقفت فيتنام، ثالث أكبر مصدر للأرز في العالم، جميع السفن في مارس/آذار. كما فرضت ميانمار وكمبوديا قيودًا مشابهة، وأوقفت روسيا، وهي أكبر مصدر للقمح في العالم، صادراتها من القمح حتى يوليو/تموز، وكذلك وضعت أوكرانيا وكازاخستان ورومانيا قيودا على مبيعاتها، وبالنسبة لمصر التي نادرا ما تقوم بشراء القمح الأجنبي خلال موسم الحصاد الخاص به، الذي يجري حاليًا. ومع ذلك، فقد اشترت الشهر الماضي كميات كبيرة من الحبوب الفرنسية والروسية، كجزء من خطة القاهرة الجديدة لتخزين احتياطيات تصل إلى ثمانية أشهر. وهو توجه محمود. وعلى الرغم من أن البعض يرى أن أزمة الإمدادات الغذائية هي أمر مؤقت، سينتهي مع عودة فتح الحدود وحركة النقل، إلا أن القضية الأكبر هي أن جائحة كورونا قضت على فكرة أن الأسواق الدولية قادرة دائما على حل المشاكل، وأن القواعد المرتبطة بحرية التجارة سوف تتيح للدولة المستهلكة الحصول على احتياجاتها من هذه الأسواق، حيث لم يتيسر ذلك، كما أعطت الدول المصدرة الأولوية لاحتياجات مواطنيها. هذا التطور سوف يجعل قضية الأمن الغذائي وتحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي في السلع الاستراتيجية ضمن أولويات الأمن القومي للعديد من الدول.
منتحرون بالفطرة
عبّر محمود الكردوسي عن غضبه بسبب اختراق الحظر مؤكداً في «الوطن» على أنه لا جدوى من ملاحقة الحشود التي تخالف قرارات الحظر، وتعليمات الوقاية من وباء «كورونا». الدولة بكل مؤسساتها احتارت في أمر المواطن، وحتى الآن تعامله بأدب و«حنية» كأنها تهدهد طفلاً عنيداً. الرئيس أيضاً بُح صوته، واضطر أحياناً إلى النزول إلى الشارع ناصحاً ومحذراً: عين على الاقتصاد، والأخرى على المواطن. والحكومة جهزت نفسها مبكراً، وأعادت هيكلة منظومتها الصحية، وتعاملت مع الموقف وكأنها حكومة حرب، فشهد لها المصريون بكفاءتها في إدارة الأزمة، وأشادت بجهودها مؤسسات صحية عالمية. حتى الإعلام لم يقصر، خاصة برامج الـ«توك شو»، وعقلاء السوشيال ميديا، أشعلوا صفحاتها بالنصائح والمبادرات والفيديوهات. لكن جيوباً مارقة من المواطنين ضربت بكل هذه التحذيرات الرسمية والصراخ الإعلامي عرض الحائط، ورفعت شعارات من نوع «خليها على الله»، و«اللي يخاف من عفريت الموت يطلع له». وهكذا أقامت أفراحها وعزاءاتها، وهرعت إلى الأسواق بالآلاف، وهناك من لم يستطِع كبح غريزة فعل الخير، فغافل الحكومة ومد موائد رحمن. وكاد عمرو أديب – الأعلى صوتاً بين إعلاميي الـ«توك شو»- أن يخرج من «هدومه» وهو يعرض صوراً فاضحة، مفزعة، لحشود غافلة من المصريين. هؤلاء «المنتحرون بالفطرة».. هم وقود الفيروس. يحبونه جهلاً أو عناداً أو اتكالاً، ولا يخشون فيه لومة لائم أو تحذير مسؤول. والفيروس من جانبه يحبهم ويشعر بينهم بالألفة، ولا يحتاج إلى جهد لينجز مهمته ويحقق رسالته التي لا أظن أن أحداً فهمها. والنتيجة أن أعداد المصابين والمتوفين بدأت تتزايد في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي بدأ فيه نشاط كورونا ينحسر في أوروبا وأمريكا ودول أخرى كثيرة.
ثروة مهدرة
يذكرنا محمود خليل في «الوطن» أنه عند ظهور بعض الإصابات بفيروس كورونا في بلادنا توفر عدد كبير من الساعات للمواطن، الذي أصبح رهين المنزل نتيجة إجراءات حظر التجول، كل أفراد الأسرة أصبحوا شركاء في هذه الوفرة الساعاتية اليومية، نتيجة توقف الدراسة في المدارس والجامعات، وتقليل كثافة العاملين في المؤسسات على كل إنسان توفر له الوقت أن يسأل نفسه ماذا فعل فيه وكيف استفاد منه؟ الملاحظ أن أكثر الناس عاشوا حالة من الضجر والملل والقرف النفسي، ونظروا إلى المكوث في البيوت على أنه «حبسة» تقتضي الفكاك منها، وبدأت العلاقات تتوتر بين أفراد الأسرة، نتيجة وجودهم مع بعضهم بعضا لساعات أطول، لأول مرة منذ مدة طويلة، وربما لأول مرة في حياتهم. كم أسرة فكرت في استغلال هذا الوقت واستثماره وتحويله إلى فلوس من خلال «مشروع صغير»، تتعاون فيه أيادي أفراد الأسرة في تقديم منتج يحتاجه السوق، وبدلاً من قتل الوقت بالجلوس الاستهلاكي أمام الإنترنت، يتم استغلال القدرة التسويقية لمواقع التواصل والاستفادة منها في الوصول بالمنتج إلى الزبون. الدنيا اليوم أصبحت مختلفة، وعالم الدليفري أصبح أكثر اتساعاً وســوف يحتل بمرور الوقت مساحات أكبر في سوق توزيع السلع.
ولعلك لاحظت أن «الدليفري» هو نظام التوزيع الوحيد الذي واصل العمل في ظل جائحة كورونا. في أواخر السبعينيات، كانت الصين تواجه أزمة سكانية واقتصادية أعمق من الأزمات التي تواجهها مصر حالياً بكثير. ومع تبني نظام الحكم هناك سياسة انفتاح على العالم، حدثت تحولات بنيوية عديدة في الاقتصاد الصيني، وأعطيت المساحة كاملة للمشروعات الصغيرة، وأصبحت كل أسرة في الصين منتجة وقادرة على الربح والمكسب، وبمرور الوقت تحول المشروع الصغير إلى متوسط، وبدأت عجلة الاقتصاد في الدوران بشكل أسرع، خصوصاً بعد أن أصبحت الحكومة تتدخل لدعم هذه المشروعات.
لا تدفعوه للاعتزال
رغم اعتراف عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» بتردي مستوى مسلسل عادل إمام الجديد، لكنه ضد الضغوط التي تمارس ضده لإجباره على الاعتزال. ويمكن القول إن كثيرا من أعمال عادل إمام مثلت حائط صد حقيقي في مواجهة نوعية متدنية من الأعمال الفنية، فقد نجح في أن يصل إلى قطاع عريض من المجتمع المصري بصورة لم ينازعه فيها نجم آخر، وانتقد ظواهر الفساد والتزاوج بين رأس المال والسلطة، كما أنه حمل موقفا رافضا جذريا لتيارات الإسلام السياسي بكل تفرعاتها، ووقف بشجاعة ضد الجماعات الإرهابية منذ الثمانينيات حتى الآن، كما أنه انتقد في أحيان كثيرة وبشكل ساخر التيارات الثورية واليسارية، ومازال الكثيرون يتذكرون حواره الساخر مع العائلة الشيوعية في فيلم «السفارة في العمارة». ورغم أن مسلسله الحالي «فلانتينو» يمكن اعتباره أقل من المتوسط، ولكن طريقة تعامل البعض مع فنان بموهبة عادل إمام صادمة، فلا يمكن أن تطالب فنانا أو مبدعا بأن يحال إلى التقاعد أو يعتزل، فهو ليس موظفا حكوميا، فهي جريمة يرتكبها البعض في حق فكرة الإبداع والمبدعين، وكثيرا ما كان يرددها البعض في حق الأستاذ محمد حسنين هيكل، رغم أنه ترك مناصبه الوظيفية منذ عام 1975، وهي طريقة بعض محدودي الإمكانات في التعامل مع المواهب الاستثنائية والكبيرة في كل المجالات. نظرية أن عادل إمام قدم مسلسلا أقل من المتوسط، وعليه أن يعتزل، مرفوضة ومسيئة للجميع، فالفنان ليس موظفا يحال إلى التقاعد، إنما يجب عليه أن يفكر في طريقة جديدة يقدم بها نفسه للجمهور وتراعي تقدم سنه، وهناك أفكار كثيرة يمكن أن تقدم في هذا الإطار، ومنها ألا يكرر عملا آخر بمستوى فلانتينو».
الصينيون قادمون بشروط
الذين يتوقعون صدارة الصين للعالم خلال الفترة المقبلة عليهم الاستماع للمعلومات التي سجلها عماد الدين حسين في «الشروق»:»الناتج القومي الإجمالي للولايات المتحدة ما يزال يحلق في الصدارة، منفردا بنحو 21.4 تريليون دولار سنويا، مقابل نحو 14.2 تريليون للصين. الفارق المهم في الأبحاث والتعليم، والعهدة في هذه الأرقام على الدكتور محمد المنشاوي المتخصص في الشؤون الأمريكية، فعدد الفائزين الصينيين بجوائز نوبل في الطب والفيزياء والكيمياء 4 علماء فقط مقابل 28 من اليابان و80 من ألمانيا و98 من بريطانيا و258 من أمريكا. لكن ما يجعل أمريكا تقلق، هو أن الصين صارت أكبر مصدر لبراءات الاختراع، وتفوقت على أمريكا لأول مرة منذ 40 عاما، وأنفقت 279 مليار دولار على الأبحاث والتطوير في العام الماضي، وفقط أمريكا هي التي تسبقها في هذا المجال. ما تزال الصين في حاجة للولايات المتحدة، خصوصا في الموارد التكنولوجية الدقيقة، وهو ما يفسر لنا لماذا فرض دونالد ترامب عقوبات على الصين وشركاتها في هذا المجال، خصوصا شركة هواوي، لكن أحد التفسيرات لذلك أنه يشعر بأن الصين قد تلحق بالولايات المتحدة وتهدد عرشها، خصوصا أنها صارت الرائدة عالميا هذه الأيام في شبكات الجيل الخامس. السؤال الذي يشغل كثيرا من الخبراء في هذا الملف هو هل تسبق الصين أمريكا؟ البعض يقول لا، لأن أمريكا تتفوق في معظم المجالات، والبعض يقوم نعم، لكن السؤال هو متى؟ والبعض الثالث يقول إن البلدين سوف يتصارعان سلميا لأن المشتركات بينهما كثيرة، فالصين تعتمد على جزء كبير من التكنولوجيا الأمريكية، ولديها 360 ألف طالب يدرسون في الجامعات الأمريكية، ثم أن السوق الأمريكية هي الأهم بالنسبة لها، فهي تصدر لها بـ452 مليار دولار مقابل واردات لا تزيد على 108 مليارات دولار. وهناك 4 ملايين صيني يعيشون في أمريكا، وحصلوا على جنسيتها».