“أزرق أبيض”… بين “تهديدات” وزير المالية والتلويح الهزلي بالانتخابات

حجم الخط
0

أطلق وزير الخارجية غابي أشكنازي تصريحاً مشكوكاً جداً بأن يقصد الوقوف خلفه، فقد حذر في الشهر الماضي شركاءه في الائتلاف بأن الوضع إذا لم يتغير حتى نهاية الشهر الذي انتهى، فان “أزرق أبيض” سيسير إلى الانتخابات. لم يؤثر هذا التصريح القاطع بأي حال على رئيس الوزراء نتنياهو أو وزير المالية إسرائيل كاتس الذي لا يتأثر بتهديدات “أزرق أبيض”، والدليل هو أن تشرين الأول انتهى، ولم يحصل شيء، ولا يزال “أزرق أبيض” شريكاً في الحكومة.

إن القول الذي يكرره رؤساء “أزرق أبيض” في أنهم “حماة الحمى” في حكومة نتنياهو ليس أكثر من ذريعة هزيلة. فلو لم يصبح غانتس، وأشكنازي، ونيسنكورن ورفاقهم الشركاء السياسيين لنتنياهو، لكان مشكوكاً بأن يكون بوسعهم إقامة الحكومة الحالية. الكل يتوقع أن يرى ما سيفعله “أزرق أبيض”. من الصعب معرفة إذا ما كانت الأصوات التي يطلقها أشكنازي وغانتس ونيسنكورن ليست أكثر من تهديدات عابثة، أم أن مسؤولي “أزرق أبيض” نجحوا في تطوير عمود فقري سياسي يجبر رئيس الوزراء على أن يتقدم بميزانية جديدة وفقاً للجدول الزمني الذي يطالب به رؤساء “أزرق أبيض”. من يعرفون غانتس يشهدون على أنه رجل مستقيم، ولكنه غر سياسي ورجل ضعيف من الصعب الاعتماد على وعوده.

لقد وضع رؤساء “أزرق أبيض” خطوطاً حمراء، إذا ما اجتاز نتنياهو والحكومة الحالية – فإنهم سينسحبون من الحكومة. وهم يطالبون نتنياهو بالعمل على ثلاثة مستويات: ميزانية للعام 2021، وتفعيل اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، وتثبيت التعيينات المؤقتة، مثل اختيار مفتش عام للشرطة، ومأمور دائم لمصلحة السجون، واختيار مدير عام دائم لوزارة العدل، لكن نتنياهو يرفض تعيينه منعاً لإقامة اللجنة التي تختار النائب العام التالي للدولة.

يعتزم وزير المالية كاتس التقدم بميزانية جديدة، ولكنه يحتاج لهذا الغرض إلى أصوات رؤساء “أزرق أبيض” في تعييناته لمدققة الحسابات يهلي روتنبرغ، نائب المدير العام المالي لبيزك، في منصب المحاسب العام في المالية، بعد أن اجتاز روتنبرغ فحص لجنة تعيين كبار المسؤولين. ويدعي كاتس بأن “أزرق أبيض” يهدد بمنع التعيين لاعتبارات المساومة السياسية. وتشبه محاولة منع تعيين المحاسب العام في هذا الوقت، على حد قول الوزير كاتس “من يمنع تعيين رئيس أركان في فترة حرب”، الأمر الذي لا يجعل التقدم نحو ميزانية جديدة بدون محاسب عام، ممكناً.

غير أن رؤساء “أزرق أبيض” لا يسارعون إلى منح وزير المالية الدعم الذي يحتاجه. فهم يسعون للإثبات للوزير كاتس ما يحصل حين لا تلبى إرادتهم، وما هو وزن التبادلية في منظومة العلاقات السياسية. ووعد وزير المالية كاتس بأن يتقدم بميزانية جديدة، ولكن رؤساء “أزرق أبيض” لا يصدقونه. كاتس، الذي هو صاحب عمود فقري لا يمكن ثنيه بسهولة، لا يتأثر بتهديدات أشكنازي ورفاقه، وهو يدعي بأن من يخرق الاتفاق ليس سوى وزير العدل نيسنكورن الذي يعمل من بهدف الاستطلاعات بدلاً من الهمل من أجل المواطنين.

شدد كاتس في الآونة الأخيرة نبرته، وأعلن أنه إذا كان “أزرق أبيض” يريد الانتخابات، فإنه هو من سيقف على رأس قيادة الانتخابات في الليكود، وسيتسبب ذلك بأن يجعل قادة “أزرق أبيض” يأسفون على قرار التوجه إلى الانتخابات.

ليس واضحاً أي ميزانية سيطرح وزير المالية لفترة تكون فترة انتخابات. كل المعطيات تفيد بأنه لن يكون هناك مفر من فرض إجراءات اقتصادية شديدة على الجمهور، في أعقاب عجز عميق في ميزانية الدولة. فكيف تستوي الإجراءات الاقتصادية الشديدة مع الرغبة في الانتصار في الانتخابات، يجيب عن هذا السؤال الوزير كاتس.

بقلمموشيه نيستلبوم

معاريف 3/11/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية