غزة – “القدس العربي”:
قرر الأسرى الفلسطينيون، تصعيد خطواتهم النضالية، رفضا للإجراءات العقابية الأخيرة التي تعرضوا لها، بعد عملية فرار الأسرى الستة من سجن “جلبوع”، من خلال دخول نحو 400 أسير في إضراب مفتوح عن الطعام.
واتخذ أسرى حركة الجهاد الإسلامي، أكثر الأسرى الذين تعرضوا للعقوبات والمضايقات وعمليات التنكيل بعد عملية الهروب، خطوة الشروع بإضراب مفتوح عن الطعام، يبدأ الأربعاء، وذلك بدعم من الأسرى من كافة الفصائل.
وقال نادي الأسير، في بيان صحافي، إن معظم أسرى الجهاد وعددهم نحو 400 سيشاركون في الإضراب، وذلك رفضًا لاستمرار إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها التنكيلية العقابية الممنهجة بحقّهم، ومحاولتها مؤخرًا استهداف البنية التنظيمية لهم.
وأوضح أنّ هذه الخطوة هي جزء من البرنامج النضاليّ الذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية، مؤخرًا، والذي ارتكز بشكلٍ أساسي على التمرد ورفض قوانين إدارة السجون، بمشاركة كافة الفصائل.
ومن المفترض أن يُسلم أسرى الجهاد قبل الشروع بالإضراب، رسالة تتضمن مطالبهم، وكذلك إبلاغ الإدارة بقرار الإضراب.
ومطلع الأسبوع الجاري، قرر الأسرى الدخول في “تمرد” ضد السجان، بعد أسبوع اشتمل على فعاليات “عصيان” لأوامره، وبدأت أولى الخطوات، الرافضة للعقوبات الجماعية التي فرضت ضدهم، بعد عملية فرار الأسرى الستة بإرجاع وجبتي طعام، ومن المقرر حسب برنامج الأسرى النضالي أن يتم يوم الأربعاء، إغلاق الأقسام كافة من الساعة الرابعة عصرًا حتى نهاية اليوم، كما سيقوم الأسرى بإرجاع وجبتي الفطور والغداء يوم الخميس المقبل، والتشاور مع مختلف الفصائل مع نهاية الأسبوع للاتفاق على موعد لحل التنظيمات ضمن خطوات التصعيد الإضافية.
وأعلنت قيادة الحركة الأسيرة، أنها قررت التوافق على “برنامج نضالي تدريجي” للمطالبة بوقف الإجراءات التي فُرضت على أسرى الجهاد الإسلامي، ضمن “برنامج استراتيجي”، لمواجهة السجان، ودعت الفلسطينيين لإطلاق حملة تضامن واسعة معهم، كما طالبوا المنظمات الحقوقية الدولية للتحرك السريع لإنقاذهم.
وقال نادي الأسير، إن هذه الخطوات سيكون استمرارها مرهونا برد إدارة السجون على مطالب الأسرى خلال الفترة القادمة.
إلى ذلك فلا يزال ستة أسرى محكومين إداريا يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، رغم خطورة أوضاعهم الصحية، خاصة وأن أحدهم أنهى شهره الثالث وبدأ بالشهر الرابع بالإضراب، فيما انضم إليهم قبل ستة أيام الأسير زكريا الزبيدي، أحد الأسرى الذين نفذوا عملية الفرار، وأعيد اعتقالهم، رفضا لإجراءات عزله الانفرادية، وعمليات التحقيق القاسية التي يتعرض لها.
والأسرى هم كايد الفسفوس المضرب منذ 90 يومًا، ومقداد القواسمة مضرب منذ 83 يوما، وعلاء الأعرج منذ 66 يوما، وهشام أبو هواش منذ 57 يوما، ورايق بشارات منذ 52 يوما، وشادي أبو عكر منذ 49 يوما.
وفي هذا السياق، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، أن أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام تتجه نحو الخطورة الشديدة وحالتهم صعبة وخاصة الأسير مقداد القواسمة المضرب منذ أكثر من شهرين.
وفيما يتعلق بالأسير القواسمي المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين، قال إنه “تم تجميد حكمه الإداري، وهذا دليل على عدم الإفراج عنه، بل هو دليل للالتفاف من أجل فك إضرابه عن الطعام، وهو ما زال مضربا عن الطعام”، وأشار أبو بكر، إلى أن سلطات الاحتلال تعمل على مبدأ التجميد، وهذا دليل على أن الأسير في حالة الخطر، وقال إن هناك أنباء تشير إلى أن الأسير الزبيدي أضرب عن شرب الماء أيضا، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على حياته، لافتًا إلى أن هذه الإضرابات تأتي نتيجة الأوضاع السيئة التي يمر بها الأسرى في سجون الاحتلال.
فيما الأسير علاء الأعرج، يعاني من تشنجات مستمرة، ومشاكل في الكلى، وانخفاض في نسبة السكر في جسمه، ويتنقل بواسطة كرسي متحرك، وفقد 20 كيلوغراما من وزنه، وهو حاليا داخل عيادة سجن الرملة، فيما الأسير أبو هواش لا يقوى على الحركة، ويرفض إجراء الفحوصات وتناول المحاليل والمدعمات، ويقبع في عيادة سجن الرملة، وقد نقلت إدارة سجون الاحتلال، الأسير الزبيدي، إلى عيادة سجن بئر السبع.