مرة اخرى ينسى «الاتحاد الاوروبي» كل شيء ويحصر انشغاله بالاسرائيليين وباليهود – الهواية المعروفة والمحبوبة في اوروبا منذ مئات (اليهود) وعشرات السنين. ولكن هذه المرة يختلف الامر: فالحديث يدور عن قارة المسافة بينها وبين العالم الإسلامي آخذة في القصر، لدرجة انه بات ممكنا تثبيت اصطلاح تاريخي جديد هو: «الدول الاوروـ إسلامية».
ومثلما فعل العالم الإسلامي كل ما في وسعه كي يمس باسرائيل الشابة، فان الميل آخذ في التحقق في الاتحاد الاوروبي ايضا. ذات مرة تحدثوا عن التحول الغربي للعالم العربي، اما اليوم فالحديث يدور عن التحول العربي لاوروبا. لقد قاطعت «الجامعة العربية» اسرائيل من يومها الاول، والان من شأن «الاتحاد الاوروبي» أن يسير في طريقها.
صحيح أن هذا سيفاجيء الكثيرين، ولكن توجد منذ الان مدن كبرى في اوروبا ستكون فيها أغلبية إسلامية في غضون خمس حتى عشر سنوات. ليس فقط أقلية ضخمة، بل اغلبية إسلامية حقا، ولما كانت المدن هي التي تقرر الواقع اليوم، ففي السنوات القريبة المقبلة من المتوقع تغيير ديمغرافي وسياسي بعيد الاثر في الدول الاورو- إسلامية.
المدينة الاوروبية الاولى التي ستكون فيها اغلبية إسلامية حتى نهاية العقد هي مارسييه، الثانية في حجمها في فرنسا، والتي يبلغ فيها معدل المسلمين اليوم 30 – 40 في المئة من سكان المدينة. وفي العام 2016 سيدشن فيها مسجد ضخم مع مئذنة بارتفاع 25 مترا وقاعة صلاة تضم 14 الف مصل، كما يجدر بطائفة ضخمة. هذه المدينة مع نسبة جريمة عالية جدا لدرجة انها خطيرة السكن. في فرنسا محظورة الاحصاءات الديمغرافية ولكن التقدير هو أن معدل المسلمين في الدولة بأسرها تجاوز منذ الان الـ 13 في المئة.
حتى نهاية العقد متوقع أغلبية إسلامية ايضا في مدينة برشلونة في اسبانيا، حيث يوجد نحو 30 في المئة من السكان المسلمين اليوم، مع طلب هائل على المزيد فالمزيد من المساجد. توجد مدن اسبانية اصغر مثل سالت حيث يوجد منذ الان 40 في المئة مسلمون. وتيرة الهجرة الإسلامية إلى فرنسا هائلة، وكذا ايضا نسبة الولادة التي تعتمد على سياسة الرفاه التي يمارسها المارد السائب الذي يسمى «الاتحاد الاوروبي».
مدينة اخرى متوقع فيها اغلبية إسلامية بسرعة كبيرة هي بروكسل، والتي للمفارقة هي ايضا عاصمة الاتحاد الاوروبين مع 25 – 30 في المئة اليوم. للإسلام يوجد في بروكسل قوة أكثر مما للكنيسة الكاثوليكية. وهكذا ايضا مالمو، المدينة الثالثة في حجمها في السويد، مع 25 – 30 في المئة مسلمين اليوم و 40 في المئة أجانب. وفي المدينة توجد معدلات مفزعة للجريمة. في ستوكهولم، العاصمة، «فقط» 20 في المئة من السكان مسلمون.
هكذا أيضا روتردام وأمستردام، مع 25 في المئة مسلمين لكل منهما، ولوتن التي تقع على مسافة 50 كيلو مترا شمالي لندن او برمنغهام. لوتن هي المدينة الكبرى الثالثة في انجلترا، والبيض باتوا أقلية فيها منذ الان ـ 45 في المئة فقط. كل المتبقين هم مسلمون وآسيويون.
من يحاول تجنيد التأييد في أوساط الطوائف الكبرى الجديدة هذه هي الأحزاب الاشتراكية، التي تعرف أن ضرب اسرائيل سيستقبل هناك بشكل جيد جدا. ولكن حكم الاشتراكية لا يبشر الا بالارتفاع الاسرع لنسبة المسلمين في القارة، وذلك لان الاشتراكيين هم مع استمرار الهجرة المجنونة، القانونية وغير القانونية، الإسلامية إلى القارة.
لو كنت اوروبيا، لكنت خائفا جدا الان. هذا هو السبب الذي من أجله تبدأ بالاستيقاظ في اوروبا احزاب يمينية، ترى في هذا التغيير لوجه القارة مصيبة للاجيال. هذه الأحزاب ستسيطر على القارة في السنوات القادمة أكثر فأكثر، والمعنى هو مزيد من الصدمات لدرجة الحروب الاهلية في المستقبل. وربما أسلمة القارة هي مسألة مسيرة لا مرد لها.
خسارة أن اسرائيل الصغيرة تعيش في غير صالحها الهزات الداخلية في القارة (إذ ماذا يوجد للبرلمان الاوروبي يجعله ينشغل باسرائيل على الاطلاق؟)، ولكن ضرب اليهود ونيل الشرعية كان دوما لعبة اوروبية، سواء في أوساط المسيحيين، ام الان، مع الاسياد الجدد – المسلمين.
يديعوت 18/12/2014
غي بخور