الغزو الروسي لأوكرانيا الذي يشغل مركز الخطاب الإسرائيلي يحرف الاهتمام، الذي هو قليل في الأصل، عن عنف مستمر تنفذه عصابات الإرهاب اليهودية في الضفة الغربية. وفي الأسابيع الأخيرة عرفنا أنه تمت مهاجمة جنود في “حومش”، وأقيمت بؤرة استيطانية غير قانونية، وكانت أخليت مرتين من قبل، على أراضي القرية الفلسطينية بتّير، وتم إحراق خمس سيارات في قرية جالود، وثقب إطارات سيارات، وكتابة شعارات مسيئة في قرية تُرْمسعيّا. حسب الشرطة، أبلغ سكان القرية بأنها كتابات شملت شعارات نجمة داود وتهديدات مثل “لن نصمت على قتل إخوتنا”.
في الوقت الذي فيه الإرهاب من قبل فلسطينيين من مواطني إسرائيل ومن سكان “المناطق”، كما في العمليات الأخيرة (بئر السبع والخضيرة و”بني براك”)، يقود وبحق إلى تحليلات واسعة النطاق للمنظمة الأم، ومصادره وأيديولوجيته، فإنهم ينظرون إلى الإرهابيين اليهود بشكل عام على أنهم “أعشاب غريبة” موجودة خارج المعسكر.
الخطاب داخل المجتمع الإسرائيلي فيما يتعلق بالنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يتميز دائماً باستخدام جميع المفاهيم المغسولة. من “مناطق محررة” و”مستوطنات أمنية” و”تقليص النزاع” و”الاستيطان الشاب”، لكن مفهوم “أعشاب غريبة” يبرز ويرافقنا منذ فترة طويلة. مؤخراً، نسب لعصابات الإرهاب اليهودية وشبيبة التلال وعدد من سكان البؤر الاستيطانية غير القانونية. هل يدور الحديث حقاً عن “أعشاب غريبة” أم هو القليل من جبل الجليد الذي يتغذى على قاعدة واسعة، و”غير غريب” وغارق تحت المياه؟
يبدو أن هذه الأعشاب الغريبة هي الأيدي التي ترتكب العنف وتخرق القانون، لكن زعماءهم الذين يشكلون رأيهم ويؤثرون على أفعالهم، حتى لو لم يكن هذا بشكل صريح، يبقون خارج نطاق الاتهام والمسؤولية. الأعشاب الغريبة تخرج بإلهام من القادة، تقريباً ضد كل ما أرادت دولة الرمز إليه عند قيامها.
أولاً، النظام: إعلان الاستقلال ميز النظام في دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية ليبرالية، حتى لو لم يكن هذا المفهوم يظهر في وثيقة الاستقلال نفسها. هذا هو حلم مؤسسي الدولة، لكن لهذه الأعشاب الغريبة حلماً آخر، مسيحاني بالنسبة لنظام الحكم في إسرائيل. وقد عرفته حنان بورات من قبل (في مقدمة كتاب “ضد كل الاحتمالات”): أمامنا المزيد من الأهداف الكبيرة التي هي جزء لا يتجزأ من الصهيونية، وعلى رأسها “إقامة مملكة كهنة وأمة مقدسة وإعادة المجد لصهيون وتأسيس مملكة داود وبناء الهيكل”. ومثلما قال بني كتسوفر، من رؤساء المستوطنين، في مقابلة في 2012، “كنت أقول إنه يوجد الآن للديمقراطية الإسرائيلية وظيفة واحدة أساسية، وهي الاختفاء من الساحة، ويجب أن تتفكك وتنحني أمام اليهودية”.
إن تعبيرات عملية من جانب الزعماء لروح غير ديمقراطية كهذه يمكن رؤيتها على سبيل المثال في تصويت داخل الكنيست. في 2016 صوتت اييلت شكيد ونفتالي بينيت وميري ريغف وياريف لفين وزئيف الكين ضد مشروع قانون لإضافة مبدأ المساواة إلى قانون الأساس: كرامة الإنسان وحريته وضد الدفع قدماً بمشروع قانون لمنع التمييز على خلفية العرق والدين والقومية والجنس، وكذلك أثناء بيع أو تأجير شقة. وفي شباط الماضي، ساهمت ريغف في تعزيز هذه الروح عندما قالت في الكنيست: “هناك ما يكفي من الدول الديمقراطية، وليس الأمر بحاجة إلى دولة ديمقراطية أخرى”.
ثانياً، المس بسلطة القانون: الأعشاب الغريبة تسيء للفلسطينيين بنية طردهم. في 1979 أوضح مناحيم فليكس، وهو من رؤساء “غوش ايمونيم”، للمحكمة العليا في قضية “ألون موريه”: “لقد استوطنا… لأننا أمرنا بوراثة الأرض التي منحها الله لآبائنا، حين أمرنا: سترثون الأرض وتستوطنون فيها لأنني أعطيتكم البلاد لترثوها”. وهناك يفسر قول الراشي، الحاخام شلومو بن إسحق: “سترثونها من سكانها وستستوطنون فيها”. الأعشاب الغريبة لا تكتفي بالفلسطينيين، بل تمس بقوات الأمن أيضاً. بخصوص الواجب، حسب رأيهم، يجب معارضة كل إخلاء، ونحن نذكر بأن الحاخام تسفي يهودا كوك، الأب الروحي لـ”غوش ايمونيم”، هو الذي أضاف التنازل عن مناطق إلى الخطايا الثلاث التي يجب “عدم السماح بها حتى لو تطلب الأمر أن نقتل من أجلها”. الإلزام بـ “سترثون الأرض وستستوطنون فيها”، وهذه وصية واجبة واضحة مطلقة، وتشمل جميع الإسرائيليين الذين هم على هذه الأرض، ونحن ملزمون بالتضحية بالنفس لكل حدودها. عندما يصل الوضع إلى الإكراه، سواء كان من قبل أغيار أو لا سمح الله، من قبل يهود، من أجل تشويشات سياسية وتشويشات في الرأي، جميعنا ملزمون بأن نُقتل، وعدم السماح لذلك بأن يمر. و”هذا لن يمر بدون حرب على يهودا والسامرة وهضبة الجولان”، قال في مقابلة مع “معاريف” في 1974.
الأعشاب الغريبة ترى بالفلسطينيين غزاة آنيين، مثلما شرح لهم في 2019 الحاخام شلومو افينر، من كبار الحاخامات القوميين المتدينين، “لأنه قبل الاستيطان الصهيوني كانت البلاد خراباً في معظمها، وإننا لم نمس نحن اليهود بأي حق أخلاقي لسلطة سيادية لعرب البلاد… إضافة إلى أن معظمهم هم جدد جاءوا منذ فترة قريبة من حرب التحرير”.
عضو الكنيست السابق آريه الداد، بين في مقال من العام 2016 بأنه “حتى الذين من بيننا الذين يعترفون بوجود الشعب الفلسطيني، لا يمكنهم التنكر لوجود دولة فلسطينية في الأردن… الأردن هو دولة القومية الفلسطينية، ولا حاجة، حتى ليس من أجل تجسيد حق تقرير المصير، لإقامة دولة أخرى، وبالتأكيد ليس في قلب وطننا”. إن أضرار الأعشاب الغريبة بالمحاصيل الزراعية للفلسطينيين وممتلكاتهم تستقي شرعيتها من أقوال الحاخام شلومو غورن الذي كتب في 1992: “حكم هذه المناطق، حسب حكم التوراة، كأرض إسرائيلية تحت حكم يهودي تماماً، وتسري عليها جميعها السيادة والملكية اليهودية”؛ ومن أقوال الحاخام تسفي يهودا كوك بعد حرب الأيام الستة بأن “هذه الأرض لنا، ولا توجد هنا مناطق عربية وأراض عربية، بل أراض إسرائيل، ملك لآبائنا، وهي بكل حدودها التوراتية تعود لسلطة إسرائيل”.
ولعلاقة الأعشاب الغريبة بالمحكمة العليا الكثير من الآباء؛ ففي 2015 قال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش عن أحد أحكام المحكمة العليا: “هذا الحكم الهستيري مسمار آخر في نعش محكمة عليا وقحة لا تعرف مكانها… المحكمة العليا تستخدم بشكل متعمد كأداة مناكفة سياسية في أيدي منظمات اليسار المتطرف التي تحاول المس بالاستيطان في يهودا والسامرة”. وأضافت ريغف في تلك الفترة: “إذا لم تسمح المحكمة العليا لنا بتعزيز الردع ومعاقبة القتلة بشدة فإنها تتحمل المسؤولية عن استمرار موجة الإرهاب”. أما عضو الكنيست موتي يوغف فاقترح في السنة نفسها: “يجب رفع جرافة “دي 9″ على المحكمة العليا. لقد حان الوقت لوضع السلطة القضائية في مكانها، وأن نريها من هو السيد. ذيل الكلب يهز”.
ثالثاً، الأعشاب الغريبة تتم مكافأتها من قبل مرسليها الخفيين أو السذج. وإن إخلاء مستوطنة “عمونة”، التي هي جميعها سرقة وخرق للقانون، كلف دافع الضرائب الإسرائيلي 137.5 مليون شيكل، 40 مليوناً تم تحويلها لمن تم إخلاؤهم كي يستطيعوا “إعادة ترميم حياتهم”. مثال آخر في المجالس الإقليمية “الكبرية متيه بنيامين” و”شومرون” حيث “احتفال مزدوج” بتمويل من أموال الضرائب: في “متيه بنيامين” ما لا يقل عن 48 بؤرة استيطانية غير قانونية (إضافة إلى 7 بؤر تم تبييضها وتحولت إلى أحياء ومستوطنات قانونية). في المجلس الإقليمي “شومرون” 35 بؤرة استيطانية غير قانونية (إضافة إلى 5 بؤر تحولت إلى أحياء وبلدات قانونية). هذه المجالس تتعامل مع البؤر الاستيطانية غير القانونية على أنها مستوطنات قانونية، وتمولها وتدعمها وتوفر لها الخدمات. وهي أيضاً تحصل على منح من الحكومة بصورة غير متوازنة مع عدد سكانها وتصنيفها الاقتصادي – الاجتماعي. حسب تقرير مراقب الدولة من العام 2017 فإن المجلس الإقليمي “متيه بنيامين”، مثلاً، يحصل من الدولة على تمويل يبلغ 66 في المئة من ميزانيتها مقابل متوسط يبلغ 48 في المئة في أوساط كل المجالس الإقليمية في إسرائيل.
لم يكن بإمكان “الأعشاب الغريبة” البقاء على قيد الحياة في حديقة تتم رعايتها وتعهدها من قبل جنائنيين تعتبر إزالة الأعشاب الغريبة من مسؤوليتهم. هي تنمو وتترعرع في ظل أشجار عالية. يمكن مد خط مباشر بين تصريحات وأفعال منتخبي الجمهور وقادة الرأي العام وبين تصريحات وأفعال ما يسمى بـ “الأعشاب الغريبة”. بالسؤال: من الذي كان مسؤولاً عن تغذيته وبسرعة؟ سنعرف أن المسؤولية لا تبدأ ولا تنتهي بالأعشاب الغريبة. من المحزن الاكتشاف بأن التهديد الذي يضعونه أمام النظام وأمام الهوية وأمام مستقبل دولة إسرائيل لا يحظى بالاهتمام المطلوب من قبل الجمهور. باستثناء استيقاظ مؤقت حدث مؤخراً، وباستثناء الاحتجاج العنيف لحفنة إسرائيليين في أرجاء البلاد، فإن هذا الأمر غارق في غياهب النسيان.
بقلم: شاؤول اريئيلي
هآرتس 1/4/2022
برمجة خبيثة لن تعيش طويلا
اللهم انصر اخواننا في فلسطين واكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل قولوا آمين يارب العالمين
أضغاث أحلام
هذا هرج صهيوني لا يُؤخذ به
الأرض ملك لأباءنا و أجدادنا؟!
أباءك و أجدادك لا أرض لهم لأن الدين ليس هوية لا أرض و لا لون و عرق له
حتى التوراه المنزلة لم تخص اليهود بأرض
كانوا أقليات تعيش هنا و هناك و الدليل لو كانوا هم سكان الأرض لعمروها
حتى في قرننا هذا الواحد و العشرين لا يتعدى عددهم ١٥ مليون عالميا
هل يُعقل ١٥ مليون أقلية مجهرية تملك الأرض؟!
لولا أمريكا و الغرب و حمايتهم المطلقة و اللامشروطة للصهاينة لما كان هناك و لما وُجد كيانا مثل كيانكم المزعوم
الأرض تعود لأصحابها مهما طال الزمن
و كل ما ترون ظنا منكم نجاحات و سيطرة سيتبخر كما تبخر حلم ديغول الفرنسي بفرنسية الجزائر و إن غد لناظره قريب