أكثر من 30 مليون مشترك مع إطلاق خدمة “ثريدز” المنافسة لـ”تويتر”.. هل ستخنق “خيوط” زكربيرغ “تغريدات” ماسك؟

حجم الخط
0

نيويورك:  تواصل شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة، “ثريدز” ( معناها بالعربية “خيوط”)، التي أطلقتها مجموعة “ميتا” الأمريكية العملاقة لمنافسة تويتر، انطلاقتها القوية مع انضمام أكثر من ثلاثين مليون مشترك إليها في أقل من يوم من اطلاقها في حين أرجئ وضعها في الخدمة في أوروبا لأسباب إجرائية.

وأطلقت الخدمة الأربعاء عند الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش في مئة بلد وهي تعمل من دون إعلانات وتشكل أكبر تحد لتويتر التي تتخبط في سلسلة من المشاكل.

وكتب مارك زكربيرغ رئيس ميتا في أول منشور له على التطبيق الجديد “لنبدأ الآن. أهلا بكم في ثريدز” وحاز في دقائق معدودة آلاف علامات الاعجاب.

وقال زكربيرغ الخميس بعيد الساعة 15,00 ت غ “واو. إنشاء 30 مليون حساب اعتبارا من هذا الصباح. يبدو أنه بداية لشيء مميز، لكن أمامنا الكثير من العمل لبناء هذا التطبيق”.

وكان قبل ذلك رد عبر حسابه على مستخدمين عدة. وأرسل للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات رسالة عبر تويتر تظهر شخصية “سبايدرمان”.

وباتت “ثريدز” تضم حسابات ناشطة لمشاهير مثل شاكيرا وجنيفر لوبيز وهيو جاكمان إضافة إلى وسائل إعلام مثل واشنطن بوست ورويترز وذي إيكونوميست ومنصات مثل هوليوود ريبورتر وفايس ونتفليكس.

ويعد “ثريدز” أكبر تحد لتويتر وصاحبها إيلون ماسك الذي نجح حتى الآن في صد أي منافس محتمل من التطبيقات والمواقع المشابهة التي ظهرت مثل “بلو سكاي” و”ماستودون”.

ولم يصدر أي تعليق فوري علني من ايلون ماسك حول “ثريدز”.

يأتي إطلاق ثريدز بعد أن تبادل زكربيرغ وماسك انتقادات لاذعة لأشهر، بل وهدّدا بخوض نزال واقعي في قفص لفنون القتال المختلطة في لاس فيغاس

وفي وقت تتعثر فيه منصة تويتر بالفعل، وجّه مارك زكربيرغ ضربة أخرى إلى إيلون ماسك، احتدمت بها المنافسة بين المليارديرين الرائدين في مجال التكنولوجيا، إذ أطلق خدمة (ثريدز) المصاحبة لإنستغرام، والتي طال انتظارها، وتتحدى تويتر.

وكتب زكربيرغ، أمس الأربعاء، في أول منشور له على التطبيق، مصحوباً برمز تعبيري للنار: “فلنفعل ذلك. مرحباً بكم في ثريدز”. وقال إن التطبيق سجل خمسة ملايين اشتراك في أول أربع ساعات.

ويشبه التطبيق تويتر إلى حد بعيد، فهو يتيح وضع منشورات نصية قصيرة يمكن للمستخدمين الإعجاب بها وإعادة نشرها والرد عليها، ولكنه لا يتضمن أي إمكانيات لإرسال رسائل مباشرة. ويمكن أن يصل طول المنشور إلى 500 حرف، وأن يشمل روابط وصوراً ومقاطع فيديو تصل مدتها إلى خمس دقائق، وفقاً لمنشور لميتا على مدونة.

وقال المنشور إن التطبيق متاح في أكثر من 100 دولة على كل من متجر تطبيقات آب ستور الخاص بأبل، ومتجر غوغل بلاي.

وقال آدم موسيري المدير التنفيذي لتطبيق إنستغرام “آمل أن يكون ثريدز منصة مفتوحة ترحب بالجميع لإجراء مناقشات”.

وبحسب وكالة فرانس برس” أوضح مصدر قريب من شركة “ميتا” أن مخاوف تنظيمية سترجئ إطلاق التطبيق في دول الاتحاد الأوروبي، حيث تخضع ميتا لقانون الأسواق الرقمية الجديد الذي يفرض قواعد مشددة على شركات الانترنت الكبرى.

وتقيّد إحدى هذه القواعد نقل البيانات الشخصية بين المنتجات المختلفة، كما سيكون الحال عليه بين انستغرام وثريدز، وسبق أن ضُبط زاكربيرغ من قبل الهيئات الناظمة الأوروبية وهو يقوم بذلك عندما اشترى واتساب.

وأسف موسيري لإرجاء إطلاق “ثريدز” في أوروبا موضحا أن ميتا كانت لتؤخر إطلاق الخدمة لأشهر عدة، بانتظار الحصول على موافقة المفوضية الأوروبية.

ومن الواضح أن زكربيرغ يستغل تخبط تويتر لإطلاق هذا المنتج المنافس الذي تأمل ميتا أن يصبح قناة التواصل المفضلة للمشاهير والشركات والسياسيين.

وأتى إطلاق الخدمة بعد أربعة أشهر فقط على تسريب معلومات حول هذا المشروع وبعد أيام قليلة على تخبط جديد لتويتر أضعف هذه الخدمة أكثر.

وأتى هذا القرار بعد إجراءات أخرى لم تلق ترحيبا أيضا منذ شراء المليادرير لتويتر ولا سيما تحويل تأكيد الحساب إلى خدمة مدفوعة أو صرف غالبية الموظفين في مجال ضبط المحتويات.

فقد أعلن مالك تويتر السبت فرض سقف لعدد الرسائل التي يمكن الاطلاع عليها يوميا في كل حساب، رسميا بشكل موقت، وهو إجراء لم يلق استحسان المستخدمين والمعلنين والمطورين أيضا.

وقالت تويتر الاثنين إن خدمة “تويتديك” لن تكون متاحة إلا للحسابات المثبتة والمدفوعة تاليا.

وقال جوناثن تابلين صاحب كتابين حول شركات التكنولوجيا العملاقة “التوقيت جيد جدا لميتا”، مؤكدا أن “ثريدز” يشكل تهديدا وجوديا لتويتر.

وبينما تم إطلاق ثريدز كتطبيق مستقل، يمكن للمستخدمين تسجيل الدخول إليه بواسطة بيانات دخولهم إلى إنستجرام ومتابعة نفس الحسابات، ما يجعله إضافة سهلة لأكثر من ملياري مستخدم نشط شهرياً لإنستجرام.

وقال داني هيوسون، رئيس التحليل المالي في شركة الاستثمار إيه.جيه بيل: “لا يسع المستثمرين إلا أن يكونوا متحمّسين بعض الشيء إزاء احتمال وجود ’قاتل لتويتر’ حقاً لدى ميتا”.

يأتي إطلاق ثريدز بعد أن تبادل زكربيرغ وماسك انتقادات لاذعة لأشهر، بل وهدّدا بخوض نزال واقعي في قفص لفنون القتال المختلطة في لاس فيغاس.

كان ماسك اشترى تويتر مقابل 44 مليار دولار، في أكتوبر الماضي، لكن قيمة المنصة تراجعت منذ ذلك الحين إذ واجهت نزوحاً جماعياً للمعلنين، وسط تخفيضات كبيرة في عدد العاملين

وكان ماسك قد اشترى تويتر مقابل 44 مليار دولار، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن قيمة المنصة تراجعت منذ ذلك الحين إذ واجهت نزوحاً جماعياً للمعلنين، وسط تخفيضات كبيرة في عدد العاملين وخلافات حول الاعتدال في المحتوى. وكانت أحدث خطوات المنصة هي الحد من عدد التغريدات التي يمكن للمستخدمين قراءتها يومياً.

وتناول زوكربيرغ، في منشوراته اللاحقة على ثريدز، تلك التحديات. فقد كتب: “أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تطبيق للمحادثات العامة به أكثر من مليار شخص. لقد حظي تويتر بفرصة للقيام بذلك، ولكنه لم ينجح. آمل أن ننجح نحن”.

– منصة انطلاق –

لا تخفي ميتا نيتها الاعتماد على منتجات أخرى لها ليسجل آخر تطبيقاتها نموا سريعا مؤكدة منذ البداية أن ثريدز منبثق عن “إنستغرام”.

وأشارت بينار يلديريم استاذة التسويق في كلية وارتون في جامعة بنسيلفانيا إلى ان إنستغرام “هي منتج من ميتا يحقق أكبر نجاح. ولم يكونوا قادرين على ربط هذا المنتج الجديد مع فيسبوك لأن هذا الاسم لم يعد يدفع إلى الحلم”.

فمع أكثر من ملياري مستخدم نشط، يوفر إنستغرام للخدمة الجديدة منصة انطلاق لم تكن متوافرة لمنافسي تويتر الآخرين مثل “بلوسكاي” أو “ماستودون” مرورا بمواقع مفضلة لدى المحافظين جدا مثل “تروث سوشال” و”بارلر” و”غيتر” و”غاب”.

ويسمح “ثريدز” لمستخدمي إنستغرام بتأكيد الدخول من خلال كلمات السر التي يستخدمونها، لنشر محتويات على المنصة الجديدة.

وكتب المحلل براين فيسير “المعادلة بسيطة في حال أقدم مستخدم لانستغرام له عدد كبير من المتابعين مثل كيم كارداشيان وجاستن بيبر وليونيل ميسي على نشر محتويات عبر ثريدز بانتظام فان هذه المنصة الجديدة قد تتطور بسرعة وأظن أن الموازنات الاعلانية ستتبع في فترة قصيرة”.

وقد يزيد هذا الاحتمال من الضغط على تويتر التي تراجعت إيراداتها من الإعلانات منذ اشتراها ماسك.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية