يعد ألبوم عايدة 1999 من المشروعات الفنية المهمة للمغني والموسيقي البريطاني إلتون جون، الذي أعاد تقديم أوبرا عايدة بصياغة حديثة ومختلفة كثيرا عن الأوبرا الأصلية، لا تهتم بالسرد الغنائي للقصة الشهيرة، وإنما تركز في الأغلب على بعض الأفكار الأساسية والمعاني المجردة التي تحتوي عليها حكاية حب القائد المصري رادامِس للأميرة الأسيرة عايدة، التي طلب الخديوي إسماعيل تحويلها إلى أوبرا، وكلف غزلانزوني بكتابة النص الغنائي وفيردي بتأليف الموسيقى.
ولم يكن إسماعيل باشا سببا في ظهور هذه الأوبرا وحدها، لكنه كان وراء إبداع الأوبرا الأهم والأصعب والأكثر تعقيدا، عندما طلب تحويل حكاية القائد المغربي القوي والعاشق الغيور، التي كتبها شكسبير في مسرحية عطيل إلى أوبرا، وكلّف فيردي أيضا بتلحينها وأريغو بويتو بكتابة الليبريتو، وعرضت للمرة الأولى في تاريخها على أرض مصر في الأوبرا الخديوية عام 1875، وهي من أقل الأوبرات عرضا إلى اليوم، نظرا لصعوبة دور التينور فيها، وتعذر العثور على الصوت الذي يستطيع أن يؤديه، وعرض فيردي أيضا أوبرا ريغوليتو في حفل افتتاح قناة السويس عام 1869.
أما أوبرا عايدة فقد كان عرضها الأول في الأوبرا الخديوية عام 1871، وبعد ذلك قام الشيخ سلامة حجازي 1852 -1917 بتعريبها وعرضها على مسرحه، لكي تصل إلى الجمهور الأكبر ومختلف الطبقات من الشعب المصري، ويقال إنها كانت من أنجح رواياته الغنائية في ذلك الزمن البعيد، ولا نعلم إذا كان تم تسجيل بعض أغنيات هذا العمل أم لا.
أما النسخة الإنكليزية من هذه الحكاية فكتبها تيم رايس ولحنها إلتون جون، وحقق بذلك طموحه الفني الكبير، وصار لدينا بالفعل عايدة فيردي وعايدة إلتون جون، كما غنى بصوته بعض أغنياتها، لكننا لا نستمع إليه وحده في هذا الألبوم، بل نستمع إلى أصوات الكثير من نجوم الغناء في حقبة التسعينيات وما قبلها وما بعدها، مثل المغني البريطاني ستينغ، والمغنية الأمريكية تينا تيرنر، والمغني الأمريكي جيمس تايلور، وجانيت جاكسون وشانيا توين وسبايس غيرلز، وغيرهم من الأصوات التي استطاع إلتون جون أن يجمعها في ألبوم واحد، وأن يلحن لكل صوت بمهارة فريدة.
وتعبر أمنريس عن حبها لرادامِس في أغنية «رسالة أمنريس»، وهي كانت تحبه بالفعل حبا صادقا حتى بعد اكتشافها لحبه لعايدة، وحاولت الدفاع عنه وإنقاذه من الموت حتى آخر لحظة.
يحتوي الألبوم على 14 أغنية بالإضافة إلى الافتتاحية والخاتمة، وهذا يدل على الانتقاء المختصر من الأوبرا الطويلة المكونة من أربعة فصول، ومن الأغنيات ما يقربنا كثيرا من أجواء الأوبرا، مثل أغنية «الرسول» و «رسالة أمنريس» و»هرم آخر» و»الآلهة تحب النوبة» لأنها تشير بوضوح إلى أماكن وشخصيات في الحكاية الأصلية، فالرسول على سبيل المثال، هو أحد شخصيات الأوبرا، وأمنريس هي الأميرة المصرية ابنة فرعون التي تحب القائد المصري رادامِس، الواقع بدوره في غرام الأميرة الأسيرة عايدة، ابنة ملك الحبشة التي أسرت في إحدى جولات الحروب والمعارك المستمرة بين مصر والحبشة، وصارت إحدى وصيفات الأميرة أمنريس، ويسعى والدها الملك أمونسرو وجيوشه إلى تحريرها من قبضة المصريين، ويهجم على مصر ويحتل طيبة بالفعل، فيذهب القائد رادامِس إلى قتاله، وتحتوي أغنية «هرم آخر» على الكثير من التفاصيل المصرية القديمة، وما أجمل أن نستمع إلى ستينغ وهو يتغنى باسم الإله حورس، والأغنية تدور حول بناء هرم جديد تحسبا لموت فرعون، فالهرم مقبرة يدفن فيها الملك، ويتطلب ذلك الأمر من أجل إتمامه خمسة آلاف من الرجال أو «العبيد» كما يقول ستينغ في الأغنية للأسف، ونستمع إلى «الآلهة تحب النوبة» بصوت المغنية الأمريكية كيلي برايس، وهي أغنية رائعة عن أرض الموسيقى والخصب والذهب وعن آلام هذه الأرض ودموعها أيضا.
وتعبر أمنريس عن حبها لرادامِس في أغنية «رسالة أمنريس»، وهي كانت تحبه بالفعل حبا صادقا حتى بعد اكتشافها لحبه لعايدة، وحاولت الدفاع عنه وإنقاذه من الموت حتى آخر لحظة، وتكثر الأغنيات التي تصف الحب بين عايدة ورادامِس، وهو حب قدري عبرت عنه أغنية «مكتوب في الطالع» التي يغنيها إلتون جون، وأغنيات أخرى مثل «لست أنا» و»كيف أعرفك»، بداية من رفض كل منهما للشعور الغريب الذي أحس به تجاه الآخر، وعدم تصوره أو القبول به والإحساس بأن القدر يتلاعب بهما، عندما أهداهما هذه العاطفة في الوقت الخاطئ، والظروف غير الملائمة، وصولا إلى الاعتراف والخضوع للحب في معبد الإلهة إيزيس، لكن ظل الصراع الهائل دائرا في نفس كل منهما، لأن عايدة عندما تحب رادامِس كبير قادة فرعون، الذي خرج من منف، لكي يحارب أمونسرو ملك الحبشة، الذي استولى على طيبة ويحررها منه ويهزمه ويعود به أسيرا إلى قصر منف، فإنها تكون خائنة للملك الأب ولوطنها وشعبها، وعندما يحب رادامِس القائد المصري ابنة ملك الحبشة المعتدي على مصر، فإنه يكون خائنا أيضا، كما أن أمونسرو عندما التقى بابنته طلب منها أن تستغل حب رادامِس لها وتحصل منه على معلومات حربية، ما خلق في داخلها صراعا آخر، وكان جزاء رادامِس عندما أعلن عن حبه لعايدة ورفض الزواج من الأميرة أمنريس ابنة فرعون، هو أن يدفن حيا، لأنه اعتبر خائنا، وفضل رادامِس الموت على الحياة بدون حبيبته، وعندما ذهب إلى القبر وجد عايدة مختبئة فيه، تنتظره لكي تموت في أحضانه ويموت معها.
٭ كاتبة مصرية
عودة اد ا سمح لنا المنبر شكرا ربما الكلمات التي رسمناها ظلت الطريق بسبب السرعة التي غالبا مانكتب بها وهد ا خطئ لاتعمد فالمنبريعرف هد ا جيد ا مرة أخرى وعلى ظهر الخيال من المملكة المغربية الى ارض مصر العربية الجو حار مشمس الناس ظاحكة فضل من الله لمادا للموسيقى لاصيلة التاريخية التي عرفت عازفين متميزين درسوا قواعدها فمن رسمت عنه هده الكلمات من طرف الكاتبة المحترمة في عيون التاريخ الفني فابداخله أسماء متميزة في الموسيقى عزف وفي الغناء لكن بلغة العقل لاالضجيج بدون معنى وليس خروجا عن الموضوع ان من المعزوفات من التقطتها السينما فأدخلتها في بعض الصور السينمائية عربية وغربية وشرقية كدالك لازالت لنا كلمة اخرى فالمساحة قصيرة شكرا للمنبر
من المغرب يصل الخيال وكل ما هو طيب وأصيل أيضا، حفظكم الله. تحياتي لك بلي محمد