تعتبر ‘امازون. كوم’ من أكبر شركات البيع بالمفرق أو القطعة في أمريكا والعالم بدأت مع عصر الثورة المعلوماتية كمكتبة ألكترونية صغيرة في مرأب سيارات تبيع الكتب وتوصلها إلى بيوت الزبائن ثم توسعت لبيع أشرطة الفيديو، ودي في دي، في أتش أس، سي دي، الفيديو، أم بي3، الألعاب الإلكترونية وغيرها ثم انتقلت للتجارة في كل شيء من التلفزيون إلى طعام القطط والكلاب، وقطع غيار السيارات، والألعاب والمجوهرات.
وعلى كاتولوجها ملايين البضائع، إضافة إلى الخدمات الإلكترونية التي تقدمها من مثل ‘أمازون كيندل أي بوكس’ ‘كيندل فاير تابليت كومبيوتر’ و ‘كلاود كمبيوتينغ’. وكان مؤسس أمازون، جيف بيزوس قد دمج الشركة باسم ‘كادابارا’ في تموز (يوليو) 1994 وبدأ الموقع كأمازون.
كوم في عام 1995. وأعيد تسمية الشركة باسم أمازون على إسم النهر الذي يعتبر من اكبر أنهار العالم، والذي جاء إسمه من إسم المحاربات الأمازونيات في الميثولوجيا الإغريقية القديمة. ولدى أمازون شركات منفصلة خارج امريكا في بريطانيا وفرنسا، وكندا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وأستراليا والبرازيل والهند واليابان والصين والمكسيك، وهناك خطط للتوسع في مناطق أخرى، حيث أعلنت عن مشاريع في بولندا، وهولندا والسويد.
البداية
وكان بيزوس قد ترك عام 1994 وظيفته كمدير لشركة في ‘وول ستريت’ وانتقل إلى سياتل، وبعد قراءته تقريراً صحافيا توقع زيادة التجارة الألكترونية بنسبة 2.300 بالمئة في الأعوام القادمة أخذ يفكر في عالم التجارة الإفتراضية- الإلكترونية. وفي البداية وضع بيزوس قائمة من عشرين منتجا يمكن أن تباع ويتم الإتجار بها عبر الإنترنت، ومن ثم قام بتضييق القائمة واختصارها لخمس منتجات رآها واعدة مثل رقائق الكمبيوتر، برامج الكمبيوتر، أشرطة الفيديو والكتب. واختار من بينها الكتب لتكون المنتج الذي تبيعه شركته، وما دعاه لهذا الإختيار هو الحاجة الدائمة للكتب وأدبيات العلوم، وسعرها وكلفتها المخفضة والعدد الضخم من العناوين المتوفر منها عالمياً. وبدأ بيزوس عملياته في مرأب سيارته في بيلفو- واشنطن. وبدأت الشركة كمكتبة لبيع الكتب عبر الإنترنت حيث باعت الكتب في الولايات الأمريكية الخمسين ومن ثم في 45 دولة، وبدأت الشركة تحقق 20 الف دولار في الإسبوع، ووجد بيزوس ومن شاركه في البداية أن قائمة الكتب المتوفرة في المكتبات الحقيقية او تلك التي تتاجر بها عبر البريد قد يتوفر عليها أكثر من 200 ألف عنوان، فإن قائمة او كاتالوج المكتبة الإفتراضية قد يتسع لأضعاف هذا العدد.
من الألف للياء
وعن كيفية تسمية الشركة، أراد بيزوس ان يكون الحرف الأول في الإسم ‘ألف’، وبدأ ينظر في القاموس ووقع اختياره على ‘أمازون’ لأنه اسم ‘مختلف وغرائبي’ ولأنه من الأنهار الكبيرة في العالم، وأراد بيزوس أن تكون مكتبته الألكترونية غريبة وخطط لأن تكون الأكبر في العالم. وكان بيزوس يريد تحول الإسم إلى ماركة تجارية معروفة ‘ لأن العلامات التجارية على الإنترنت أهم من الواقع الحقيقي’. ومنذ عام 2000 قدمت الشركة ‘لوغو’ او العلامة التجارية لها على شكل سهم معقوف من ‘الف’ إلى ‘زاي’ أي أنها توفر كل شيء من الألف للياء، حيث يظهر السهم المعقوف كابتسامة علامة الرضا التجارية. بدأت الشركة عملياتها في تموز (يوليو) 1995 وباعت أول الكتب من تأليف دوغلاس هوفاستادر في علم الكمبيوتر ‘ مباديء عائمة ومقارنات إبداعية: نماذج كمبيوترية للتفكير الآلي الأساسي’. وفي تشرين الأول (أكتوبر)1995 أعلن عن الشركة رسميا، وفي 1996 اصبحت شركة مساهمة، وفي عام 1997 وضعت على السوق المالي تحت ‘امز’ وتم الإتجار بالسهم فيها بقيمة 18 دولار للسهم الواحد. كانت خطة أمازون الأولية قائمة على النمو الطبيعي والتدريجي، ولم تتوقع تحقيق أرباح في الخمس أو أربع سنوات من بدايتها مما أدى إلى شكوى عدد المساهمين من آلية عمل الشركة التي لم تحقق أرباحاً تشجعهم على الإستثمار بها أو ما يعطي فكرة عن استمراريتها لأمد طويل، ولكن الخطة أبدت نجاعتها عندما أنهارت الكثير من الشركات الإلكترونية في بداية القرن الحادي والعشرين مما أثبت رؤية بيزوس الذي اختارته مجلة ‘تايم’ الأمريكية ‘رجل عام 1999’ لجهوده في تشجيع التجارة الإلكترونية. بدأت الشركة تحقق أرباحاً في عام 2001 حيث أعلنت في الربع الأول منه عن أرباح بقية 5 ملايين دولار (اي سنت واحد للسهم) وهو مبلغ متواضع من عائدات تصل إلى مليار. وعانت الشركة مع ذلك من اتهامات قبل أن تصل إلى هذا المستوى حيث قدمت شركة ‘بارنز أند نوبل’ عريضة ضدها عام 1997 قالت فيه إن زعم أمازون بأنها أكبر مكتبة في العالم غير صحيح، ‘فهي في الحقيقة لا تتاجر بالكتب بل تقامر فيها’، وتمت تسوية الخلاف فيما بعد خارج المحكمة، وبنفس السياق قدمت ‘وول مارت’ الأمريكية أمازون للمحكمة متهمة إياها بسرقة أسرار المهنة وتوظيف مدراء لديها في مناصب تنفيذية، ومثل القضية السابقة فقد سويت خارج المحكمة واقتضى هذا إعادة تنظيم داخلية خاصة فيما يتعلق بتوظيف مدراء وول مارت. وقامت الشركة منذ عام 1998- 2013 بشراء شركات معظمها عاملة في مجال التجارة الإلكترونية وتتاجر في مواد وبضائع غير الكتب، مثل برامج الكمبيوتر والأفلام ودي في دي والكتب المسجلة المقروءة على الكاسيت. وتتخذ أمازون من مدينة سياتل مركزاً لعملياتها أما مقرها الأوروبي فهو في مدينة لوكسمبرغ.
شهوة الشراء
على العموم هذه مقدمة صغيرة انتزعت معلوماتها من موقع ‘ويكيبيديا’ الحافل بسيرة للشركة من أكثر من 8 آلاف كلمة وما يعنيني في هذا السياق هو التقرير المطول الذي نشرته صحيفة ‘أوبزيرفر’ البريطانية عن عمليات الشركة في موقعها البريطاني والذي تقول الصحيفة إن حجم الطلبات التي تتلقاها الشركة يوميا وعالميا يؤثر الى شهية إستهلاكية قاتلة لدى مواطني العالم. وترى كارول كادوالدر في تقريرها ‘إسبوعي في داخل الأمازون’ إنها حصلت على وظيفة في واحد من مخازن الشركة ببريطانيا وتعرفت من خلال عملها على الثمن الذي يدفعه العاملون من أجل إرضاء هذه شهوة الشراء والإستهلاك. فقد عملت في مخزن للبضائع في مدينة سوانزي مساحته 800 الف قدم مربع الذي تعادل مساحته مساحة 11 ملعب كرة قدم. فأول ما شاهدته قسم لحفاظات الكلاب أما الشيء الثاني فهي ألعاب الجنس وإضافة لهذه المواد يقدم موقع أمازون في بريطانيا وحده 100 مليون مادة مختلفة للبيع. وتقول إن مجرد التفكير بأن امازون يمكن أن تعرض هذا الكم للبيع هو أنها في الحقيقة تقوم ببيع هذه المواد، ولكن المثير في التجربة كلها هي انك أي الكاتبة – تقضي 10.5 ساعة في اليوم للبحث عن مواد لطلبيات من على الرفوف الكبيرة يدفع للتفكير في للرغبات الإستهلاكية المظلمة في داخل البشر، من ناحية التنوع في المواد والأشياء لا يشتريها إلا المال مواد تتعلق بكل صغيرة وكبيرة من حياة القطط والكلاب، آلة لتقطيع الموز ، وأغصان وهمية. وتقول إنها عملت في قسم المواد الغذائية المخصصة للكلاب التي تعاني من مرض السكري، والمواد الطبيعية للكلاب التي تتناول طعاما نباتياً، وطعام مخصص للكلاب التي تعاني من السمنة، وألعاب جنسية كبيرة الحجم، ومياه معلبة جاءت من فيجي. وغير ذلك من المواد التي صعب علي فهمها او العثور على ترجمة مناسبة لها. وتقول إن المدير المسؤول عنها وعن الفريق الذي تعمل معه اخبرهم أنهم قاموا بتعليب والتقاط 155 ألف قطعة من الرفوف، مشيراً إلى أن2 كانون الأول (ديسمبر) هو اليوم الأكثر حركة في كل العام،حيث تكثر الطلبات من أجل احتفالات الميلاد (الكريسماس)، فعدد الطلبات التي سيتلقاها الفرع البريطاني ستزيد عن 450 ألف طلب، وهو واحد من ثماني مخازن في بريطانيا. وقد تلقت أمازون 3.5 مليون طلب في اليوم العام الماضي.
كريسماس- فيتنام أمازون
ويعتبر الكريسماس بالنسبة للشركة ‘فيتنامها’ وهي الفترة التي تمثل امتحاناً لإعصاب مدراء التوزيع وقدرتهم على تلبية الطلبات ووصولها في موعدها قبل يوم عيد الميلاد. ولتلبية الطلبات استخدمت في الأسابيع الماضية أكثر من 15 ألف موظف من الشركات التي توفر العاملين ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم في السنوات المقبلة. وستواصل أمازون نموها كواحدة من كبرى الشركات المتعددة الجنسيات في العالم. وحتى نهاية الإحتفالات سيظل العمال يلتقطون البضائع ويغلفونها ويعملون 50 ساعة في الإسبوع، عمل أطلقت عليه صحيفة ‘ديلي ميل’ الإسبوع الماضي بأنه ‘جن أمازون’ في ‘مغارة سانتا’ القرن الحادي والعشرين. وتشير الكاتبة إلى ان هناك البعض يرى في أسلوب وقساوة المدخل التجاري الذي تستخدمه الشركة مدعاة للقلق من ناحية الأجور التي تدفعها للعمال وأوقات العمل، إضافة لاتهامات بعض الشركات أمازون بحركات بلطجة من هذا النوع أو ذاك، حيث تقدم مارك كونسطنين مؤسس شركة ‘لاش كومازتيك’ أمازون للمحكمة. وتتهم الشركة بالتهرب من الضريبة في محاولتها لبيع المواد للمستهلكين بالسعر المخفض وتعويض هذا باستغلال أي ثغرة في القانون الضريبي.
عبقرية الشركة
ويكشف كتاب جديد لبراد ستون أساليب الشركة في التجارة والتعامل مع العمال ‘مخزن كل البضائع:جيف بيزوس وعصر الأمازون’ لبراد ستون. ولم تكن الكاتبة وحدها تبحث في ممارسات الشركة او الفرع في سوانزي، فقد قدم برنامج ‘بانوراما’ في بي بي سي فيلما صوره آدم ليتلر حيث قابلته بالمصادفة. وترى أن الإهتمام بأكبر شركة تبيع وتشتري عبر الإنترنت نابع كونها تمثل مستقبل الإتجار، وهي بهذه المثابة تمثل مستقبل العمل وفرصه، وكون الشركة او فروعها تدفع أقل الضرائب يؤثر على التجارة الدولية. فالمستقبل هو شركات متعددة الجنسيات تملك قوة أكبر من قوة الحكومات. وعلى الرغم من ذلك فالأمازون تمثل معجزة في حد ذاتها، فمن منا لم ينقر بأصابعه على الكمبيوتر وهو في مكتبه عمله، أو جالساً ببيجامته أمام التلفاز وطلب شيئا من أمازون ليجد ‘جني أمازون’ يحمله أمام الباب في اليوم الثاني، ولهذا فأمازون ناجحة لأنها تقوم بهذا العمل وبحسب ستون ‘فقد تصدت أمازون لكل التحديات’، وتنبع عبقرية الشركة من قدرتها على تخزين ملايين المواد والبضائع وفي الوقت نفسه وجدت طريقة لتوصلها إلى الناس، في الوقت المحدد وبدون تأخير، ولم يستطع أحد تحقيق ربع ما حققته’. وتقول الكاتبة عن تجربتها إنها والفريق لم يقوموا فقط بالتقاط البضائع وتغليفها فقط بل التقطوا المواد المطلوبة، ولم ينسوا حتى طلباً واحداً. يحفل التقرير بوصف حال العمال لدى الفرع في سوانزي، حيث يوفر فرص عمل لألاف الذين حرموا من العمل او فقدوا وظائفهم في المرحلة ما بعد الصناعية ببريطانيا، مع أن العمالة التي تستخدمها الشركة هي مؤقتة، وعادة ما يستأجر العمال لفترة ‘الكريسماس’ وتقرر الشركة فيما بعد الاحتفاظ بعدد منهم للعمل بشكل دائم. وتعتمد طريقة الإختيار على أداء العامل وتكريسه في عمل يوصف بأنه شاق، حيث يقال للعامل الجديد أنه قد يمشي بين رفوف البضائع في فترته حوالي 15 ميلاً، ولأن معظم عمال الكريسماس هم الذين تحضرهم شركات التوظيف فهم يخبرون في اليوم الأخير عن مستقبلهم مع أمازون، حيث يقف ممثلوا هذه الشركات عند الباب ويخبرون عن مستقبلهم الوظيفي، بطريقة تذكر البعض بأيام الكساد الإقتصادي والأزمة العالمية في بدايات القرن العشرين ‘أنت ستعود بعد الكريسماس، وأنت كذلك، أما أنت فلا، إنها طريقة قاسية وتذكرني بالقصص عن الأزمة الإقتصادية العظمى، عن رجال كانوا يقفون أمام المصانع على أمل اختيارهم ولو لبضعة أيام، أنت تشعر وكأن لا وجود لك’ يقول موظف.
نخلق الوظائف
وتدافع أمازون عن سياستها بالقول إنها توفر 3200 وظيفة لسكان ويلز حيث تقع سوانزي، لكنها لا يمكن أن تحتفظ بالعدد الذي تستأجره في الكريسماس، كما تدافع عن نظام مراقبة سجل العمل كطريقة للحكم على أداء الموظفين، فبالنسبة للعمالة المؤقتة فكل يوم يتغيب فيه الموظف عن العمل تسجل عليه نقطة وثلاث نقاط كافية للإستغناء عن خدماته. وبالنسبة لهؤلاء فالأجور التي يحصلون عليها ليست عالية، ويصف عمال التقتهم الكاتبة في داخل ‘مخزن الرضى’ كما تسميه نقلا عن أوريل، أن أجورهم التي يتلقونها من أمازون تظل أقل مما كانوا يتلقونه في أماكن أخرى. وتعترف الكاتبة هنا بصعوبة العمل في المخزن وأنه يتطلب قدرة جسدية، ولكن الملفت في الأمر. في داخل المخزن الضخم يتعرف العامل على عادات الناس وما يريدونه من مواد وبضائع، كتب يكتبها طباخون نجوم، وروزنامات عليها صور البنت باربي المصنوعة في الصين، تصل للموانيء البريطانية، ويستلمها موزع ثالث وتنقل منه إلى مخزن سوانزي. وهنا يطلع الذي الذي يفكر بحاله وتغير الأمور بطبيعة من يعملون في المكان، فمعظهم متعلمون، ومن أبناء الطبقة المتوسطة الذين سحقوا تحت بساط السياسات العمالية السابقة والمحافظة ممن خسروا أعمالهم في الشركات، أو أفلست تجارتهم، ممن انتهت عقودهم أو اصيبوا بالمرض واصبح مخزن أمازون يمثل لهم المكان الأخير للبحث عن وظيفة.
الثمن ومسؤوليتنا
ولكن هل فكر الناس لماذا فقدوا وظائفهم ولماذا تغلق المحلات ولم يعد لصاحب المكتبة المحلية مكان في عالم الشركات الكبرى، لماذا تحولت مراكز تسوق كبيرة الى مجرد دكاكين تديرها الجمعيات الخيرية وتبيع فيها الأشياء المستعملة؟ هل فكر كل واحد منا عندما ينقر باصبعه على كمبيوتره بأنه عندما يطلب قطعة، كتاباً من أمازون أنه يقوم بإغلاق محل في محلته. كما حدث ليهو غرانت في فيلم ‘نوتينغهام’ ، او مئات العمال الذين خسروا وظائفهم في محلات بيع الكتب الصغيرة. وفي الوقت الذي تضيق فيه الدنيا على عمال ومحلات تنفسح الدنيا أمام ‘أمازون’ والتي يقول براد ستون أنها تتوسع وتمتد كل يوم ‘ولهذا سميت الكتاب مخزن كل شيء لأنهم يريدون بيع كل شيء، فلديهم الآن خدماتهم الرقمية وخدماتهم التجارية، وبدأوا ببيع الفن، ولا يزال قسم الملابس في بدايته ومن المتوقع توسعه، وستكون البقالة هي الشيء الكبير القادم، وهم يفكرون بهذه بشكل جاد لان التجارة بها ستخفض النفقات في مكان آخر ولو استطاعوا تسيير شاحناتهم في بعض الطرق فإنهم سيخفضون ثمن الشحن الذي يقوم به طرف ثالث’ في الوقت الحالي. وفي كل مرة تتوسع فيها أمازون تغلق محلات وتفقد وظائف والحقيقة التي محيد عنها هي ان شهوتنا للبضائع الرخيصة التي تصل إلى غرفنا بسهولة ودون عناء لها ثمن.