أمام لغز “نيوم وتسريبات نتنياهو”.. هل ينجح بن سلمان باتخاذه إسرائيل “سترة واقية” في وجه بايدن؟

حجم الخط
0

نفى وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، أمس في شبكة “العربية”، منشورات عن لقاء عقد ليلة أول أمس بين رئيس الوزراء نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية على شاطئ البحر الأحمر، وقال: “كنت في اللقاء بين ولي العهد ووزير الخارجية الأمريكي بومبيو. ولم يكن هناك إلا سعوديون وأمريكيون. هذا لا يعني أن اللقاء بين نتنياهو وولي العهد لم يعقد، ولكن هذا يعني أن السعوديين في حرج من النشر. ثمة افتراض بأن أحداً ما في إسرائيل خرق اتفاق الإبقاء على زيارة نتنياهو سرية. لا مجال للحديث، فهذه بداية استثنائية لإقامة تطبيع بين إسرائيل والسعودية.

 إن السياسة الإسرائيلية عفنة جداً لدرجة التضحية بخطوة سياسية مهمة في سبيل تثبيت جدول أعمال داخلي سياسي في إسرائيل (لإغاظة غانتس وغواصاته). ومثلما علم كثيراً، فقد التقى إسرائيليون وسعوديون منذ سنين، على مستويات سياسية ودبلوماسية واستخبارية. وفي حينه، كانت هناك شائعات عن لقاءات عقدها رئيس الوزراء ايهود أولمرت في العقد الماضي مع واحد من رؤساء الأسرة المالكة السعودية في الأردن، ولكن لم يذكر بأن جرى لقاء ما بين ولي عهد ورئيس وزراء إسرائيل على أرض سعودية.

 لا ريب أن لقاء تاريخياً كهذا ما كان يمكنه أن يقع إلا على خلفية العصف الذي تجتازه شبه الجزيرة العربية في السنة الأخيرة، فأنتج “اتفاقات إبراهيم”. يختلف ولي العهد السعودي وأبوه الملك بشأن العلاقة الرسمية مع إسرائيل، أما لقاء سري مع نتنياهو على الأرض السعودية فهو -على ما يبدو- الحبل الأطول الذي كان يمكن لولي العهد أن يتلقاه من أبيه في السياق الإسرائيلي. وهذا كثير.

يستعد الناس في الدولتين لعصر بايدن. وإذا كان في إسرائيل قلق من الإدارة الجديدة في واشنطن، ففي السعودية خوف حقيقي. إسرائيل لا تفهم كم هو الكونغرس معاد للسياسة السعودية، وولي العهد بن سلمان مقتنع بأن الديمقراطيين سيصفون الحساب معه: على المس بحقوق الإنسان، وذبح المدنيين في اليمن، وعلى قضية خاشقجي، والأزمة مع قطر، وغيرها. يقتنع بن سلمان بأن السي.اي.ايه تعتزم تصفيته، سياسياً على الأقل، وإعادة ولي العهد المحبوب الأمير محمد بن نايف، الذي أبقاه بن سلمان قيد الإقامة الجبرية، بعد أن سحب منه لقب ولي العهد في حزيران 2017.

في أثناء حملته، تحدث الرئيس المنتخب بايدن بتعابير “إعادة التقويم” للعلاقات الأمريكية – السعودية، في تلميح بأن إدارة بايدن ستتحاسب مع السعودية على سلوكها في السنوات الأربع الأخيرة تحت إدارة ترامب. كما أن المرشح لمنصب وزير خارجيته، طوني بلينكن، الذي غرد هذا الأسبوع ضد اعتقال ثلاثة نشطاء حقوق إنسان في مصر، أشار إلى أجندة الإدارة، وقصد السعودية أيضاً.

وإسرائيل هي الأخرى تسعى لتكون مؤثرة في موقف الإدارة من المفاوضات المرتقبة مع إيران. وللتعاون والتنسيق بين إسرائيل والسعودية في المسألة الإيرانية ثمة وزن قد يلزم إدارة بايدن بأن تأخذهما بالحسبان. وهناك افتراض بأن احتمال مهاجمة الولايات المتحدة للمنشآت النووية في إيران، كما نشر في “نيويورك تايمز”، طرح في اللقاء بحضور عبد الله الثالث، وبومبيو الذي يدفع بنشاط نحو الاعتراف الرسمي بين الطرفين.

مع كل الاحترام للمسألة الإيرانية والتطبيع، ما كان لهذا اللقاء أن يعقد لو لم يشعر السعوديون بالحاجة إلى تجنيد إسرائيل كسترة واقية إضافية في وجه إدارة معادية في واشنطن. ونأمل الآن ألا يحطم هذا التسريب ما بدأ يبنى.

بقلمأليكس فيشمان

يديعوت 24/11/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية