أمطار رعدية تغرق مدينة مراكش ومدونون يهاجمون أصحاب “صفقات الغش” في البنية التحتية ـ (فيديوهات)

حجم الخط
0

الرباط – “القدس العربي”:

ليلة واحدة من الأمطار القوية، كانت كافية لفضح صفقات البنية التحتية التي أبرمت في مدينة مراكش، بعد غرق جسر بأكمله وسقوط ضحايا، بإلإضافة الى اختلاط الماء بالصرف الصحي في أحد أحياء المدينة، أما المطار الذي يصنف أحد أجمل وأنشط المطارات في عالم السياحة، فقد رشح سقفه بالماء بين عشية وضحاها.

غضب المغاربة انصب بشكل كلي على المسؤولين المحليين المنتخبين، خاصة رئيسة مجلس مراكش التي تصنف في خانة “عمدة”، والتي تشغل في الوقت نفسه منصب وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، كل هذه المسؤوليات وخاصة الحكومية على اعتبار تخصصها، لم تشفع لعاصمة النخيل من تفادي ليلة صعبة وغرق سيارات في جسر تاركة وسقف مطار يرشح بالماء.

إلى جانب المسؤولين المنتخبين، نال سماسرة الصفقات العمومية نصيبهم من الغضب بعد أن تبين بالملموس أنهم لا هم لهم سوى المزيد من الأرباح والمكاسب حتى ولو كان ذلك على حساب المصلحة العامة وصورة مدينة تعتبر معشوقة العالم.

ويبدو أن نهاية أسبوع وبداية آخر لم تكن هينة في مراكش، بين الأحد والإثنين ليلة جد حالكة ومخيفة، خاصة بعد أن أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، بـ “زخات رعدية قوية مصحوبة بحبات البرد وبهبات رياح بعدد من مناطق المملكة”.

الحصيلة عودة رعب الفيضانات إلى الجنوب الشرقي للمغرب، مما دفع السلطات المحلية بإقليمي ورزازات وتنغير، إلى تعليق الدراسة، مشددة على آباء وأولياء التلاميذ فضلا عن كوادر التدريس بضرورة تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية القروية والجبلية، الاثنين، تحسبا لحدوث فيضانات وسيول جديدة، كالتي حصلت مؤخرا والتي تسببت في وفيات وخسائر مادية فادحة.

من مراكش والجنوب الشرقي، إلى المدن الجبلية مثل تازة، التي عرفت وفاة سيدتين جرفتهما السيول، كما تعرضت بعض المزارع لخسائر مادية، وانهيار بعض المنازل في مناطق ريفية، كما نفقت أغنام ومواشي.

وتبقى مراكش أكثر المدن تداولا في مواقع التواصل الاجتماعي، فهي عروس السياحة المغربية التي لم تسلم من “جشع السماسرة والوسطاء وأصحاب الصفقات المشبوهة الذين يسيرون بسرعة مختلفة عن سرعة الوطن والغيورين عليه، سرعة تناسب جيوبهم وحساباتهم البنكية”، كما وصف الوضع أحد المراكشيين (نسبة إلى مراكش)، وهو يضع الصور والفيديوهات لواقعة جسر تاركةفي عاصمة النخيل.

والي جهة مراكش أسفي فريد شوراق (الولاية بها عدة محافظات)، سارع الأحد ليلا برفقة مسؤولين أمنيين وفي الدفاع المدني، بزيارة ميدانية إلى موقع قنطرة تاركة، التي شهدت حادثة غرق أربع سيارات بفعل الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المدينة.


وشهدت مراكش أمطارا قوية تسببت في غرق سيارتين كانتا عند جسر تاركة الذي غمرته المياه بشكل كبير، حيث سارع الدفاع المدني إلى التدخل العاجل من أجل الحد من الخسائر خاصة في الأرواح، ولإنقاذ العالقين وسط الماء في الجسر المذكور، وإعادة حركة السير إلى عدد من شوارع عاصمة النخيل.

مدونون لم تأخروا في انتقاد الوضع والمتسبب فيه، مطالبين بمسؤولين في مستوى مدينة عالمية للسياحة وليس مجرد أشخاص طموحهم لا يتجاوز مصالحهم الشخصية، كما نالت عمدة المدنية الوزير المنصوري، الكثير من الهجوم، وظهرت مطالب بترشيد المسؤوليات وعدم مراكمتها، مؤكدين أن وزيرة لا يمكنها مطلقا أن تقوم بمهام رئيسة مجلس بلدي وأن تملأ منصب “العمدة” بالفعل وليس بمجرد الاسم فقط.

40 دقيقة من الأمطار كانت كافية لإغراق مدينة بكاملها، كما عرت الغش في بناء وتصميم المطار الذي يستقبل يوميا وفودا سياحية تعشق مراكش وستظل على حبها لهذه المدينة الجذابة، وخير دليل على ذلك هو سرعة تعافي المدينة الحمراء من زلزال الحوز وعودة الزوار إليها بسرعة، والامطار الرعدية من باب الطبيعة رغم أن يد البشر دخلت في البنية التحتية التي تبين أنها مغشوشة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية