أمنيون إسرائيليون كبار: طالبنا أمريكا بالطائرات الأكثر تطوراً في العالم مقابل “إف35” للإمارات

حجم الخط
0

يقول مسؤولون كبار في جهاز الأمن إن إخفاء صفقة بيع طائرات “إف 35” للإمارات منع إمكانية الدفع قدماً بعملية رفع القيود عن بيع الطائرة الحربية الأكثر تطوراً في العالم “إف22 رافتور”. رفض جهاز الأمن التطرق إلى الموضوع بصورة رسمية، لكن شخصيات كبيرة أكدت أن إسرائيل توجهت إلى شخصيات كبيرة في الولايات المتحدة بعد الصفقة مع الإمارات طالبين فحص إمكانية رفع العقبات من أمام بيع الطائرات لسلاح الجو الإسرائيلي، من أجل الحفاظ على التفوق الجوي للجيش الإسرائيلي. وأشار جهاز الأمن إلى أن محاولة استئناف الاتصالات لشراء طائرات “إف 22 رافتور” رفعت عن الأجندة، لكنهم رفضوا تقديم تفصيلات أخرى.

حسب ما يقول هؤلاء المسؤولون الكبار، فإن جهاز الأمن إذا كان يعرف أن الولايات المتحدة تجري اتصالات مع إسرائيل والإمارات من أجل التطبيع لكان استغل هذه الفرصة وأجرى مفاوضات بشأن أنظمة السلاح وبشأن تمديد سريان الاتفاق للمساعدة الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة، الذي سينتهي في 2028، أو بشأن بلورة اتفاق جديد ومحسن. في المحادثات الأخيرة التي أجرتها أوساط رفيعة المستوى في جهاز الأمن، طرح المندوبون الإسرائيليون إمكانية شراء طائرة “إف 22 رافتور”. ليست هذه هي المرة الأولى التي أبدت فيها إسرائيل اهتمامها بشراء الطائرة الحربية، ومثلها أيضاً دول أخرى في العالم التي تم الرد عليها بالسلب. في 2011، في أعقاب وقف تمويل المشروع، أغلقت الولايات المتحدة خط الإنتاج لطائرات “إف22” ومنعت بيعها لجيوش أجنبية خارج الولايات المتحدة طبقاً للقانون الفيدرالي، بسبب تسرب معلومات عن التكنولوجيا المتطورة للطائرة إلى جهات معادية.

تعتقد شخصيات رفيعة المستوى في جهاز الأمن أن شراء الطائرة الحربية الأكثر تطوراً في العالم سيساعد في الحفاظ على التفوق النوعي لسلاح الجو في المنطقة. “أفضليتنا النوعية آخذة في التقلص في الطائرات، والطائرات بدون طيار والتسلح وأنظمة الدفاع الجوي”، قال مصدر أمني كبير في نقاش مغلق، وأضاف: “وتيرة التغير في الشرق الأوسط عالية، هذا شرق أوسط مختلف عن الذي كان في العقد السابق، ودول كثيرة غير موجودة في مواجهة مباشرة مع إسرائيل تستثمر مبالغ طائلة لبناء أسلحة جو وأنظمة دفاع جوي من الأنظمة المتقدمة في العالم”.

كتب رئيس سرب جوي، العميد امنون ع. دار، في مقال نشره مؤخراً في مجلة “بين الأقطاب” بأن “التفوق الجوي للجيش الإسرائيلي تحت تهديد متزايد في السنوات الأخيرة. ففي حين مطلوب منا التعامل مع تحديات تتطور في مجال صواريخ أرض – جو متطورة ومع إطلاق نيران متعددة المسارات، ثمة قوات جوية حديثة تتطور في المنطقة”، وأضاف: “هذه في الحقيقة لا تعتبر تهديد اليوم، لكن الإمكانية الكامنة السلبية تقتضي المتابعة. دول المنطقة تتسلح بنظام أسلحة متطور من طائرات حربية وطائرات بدون طيار بكميات ضخمة من إنتاج أمريكا وأوروبا وروسيا والصين”. موقف ع. دار هذا هو الموقف السائد أيضاً في أوساط شخصيات كبيرة أخرى في الجيش الإسرائيلي بالنسبة لبيع سلاح متطور لدول في الخليج، حتى لو اعتبرت دول صديقة أو موجودة في طور التطبيع مع إسرائيل.

بعد أن نشرت الصفقة بين الإمارات والولايات المتحدة، حاولت أجهزة الأمن الطلب من الولايات المتحدة فحص إجراء تغييرات في اتفاق المساعدات الأمريكية الأمنية الذي وقّع في 2019 وينتهي في 2028. كجزء من الاتفاق الولايات، تقلص المتحدة في كل سنة قدرة جهاز الأمن على تحويل المساعدات الأمريكية من دولارات إلى شواقل، الأمر الذي لا يمكّن الجيش الإسرائيلي من أن يشتري بهذه الأموال أنظمة حتى من الصناعات الإسرائيلية. وطلب جهاز الأمن تغيير هذا حتى في الاتفاق الحالي وكذلك في الاتفاق المستقبلي.

       انتقاد لاذع

زار وزير الدفاع بني غانتس، الأسبوع الماضي، واشنطن والتقى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر. وعند عودته إلى البلاد، سارع إلى الإبلاغ عن اتفاق جديد يضمن التفوق النوعي لإسرائيل حتى في السنوات المقبلة. يتضمن الاتفاق شراء أنظمة سلاح متطورة من شأن الجيش الإسرائيلي أن يحصل عليها في السنوات القريبة المقبلة كجزء من استعدادات الجيش للعقود القادمة. ولكن إخفاء بيع طائرات “إف35” للإمارات (التي ادعى نتنياهو في نهاية آب أنه لن يعارضها)، ومحاولة جهاز الأمن تقليص الضرر الذي خلقته ميزانية الدولة، كل ذلك أدى إلى زيادة التوتر داخل الجيش الإسرائيلي.

انتقدت جهات في جهاز الأمن قرار مندوبي البعثات الذين سافروا إلى الولايات المتحدة لشراء الطائرة المروحية “في22 اوسبري”، حيث فضل سلاح الجو التنازل عنها في السابق، معتقداً أن تكلفة الطائرة عالية جداً، وهكذا أيضاً تكلفة استيعابها وصيانتها، كما اعتقد أن الطائرة المروحية “سي.اتش – 53 كي” لشركة سيكورسكي لوكيد مارتن تعطي رداً أفضل على مهماته المستقبلية، وأنه سيكون من الأسهل استيعابها في الجيش. وأضح سلاح الجو للمستوى السياسي أنه غير معني بشراء عدد من أنواع الطائرات المروحية على شاكلة الطائرات الحربية التي يطلب فيها تنوع للرد على كل احتياجات الجيش الإسرائيلي. وقالت جهات في جهاز الأمن مطلعة على الأمر إن قائد سلاح الجو الآن غير معني بمروحية “في 22” وأوضح ذلك للمسؤولين عنه. في المقابل، أراد سلاح البر ومكتب رئيس الأركان رؤية “في22” تصل إلى الجيش الإسرائيلي. للطائرة – المروحية قدرة على الهبوط بصورة عمودية مثل مروحية، التي تساعد في نقل قوات راجلة.

بقلم: ينيف كوفوفيتش

 هآرتس 26/10/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية