أمور غريبة عجيبة مرت علي اسرائيل منذ عقد من الزمان ما كان للعقل أن يستوعبها في حينه
أمور غريبة عجيبة مرت علي اسرائيل منذ عقد من الزمان ما كان للعقل أن يستوعبها في حينه لو كان أحد ما قال لنا قبل عشر سنين باننا في غضون عقد من الزمان سنعيش مجددا الحروب التي اجتزناها ذات مرة ولهذا فاننا سنسميها الانتفاضة الثانية و حرب لبنان الثانية ، بل ورغم ذلك سيزداد عدد سكان البلاد من 5.5 ملايين الي 7.2 ملايين، 70 في المئة منهم راضون ـ لقلنا له انه يحلم حلم صيف.لو كان أحد ما قال لنا قبل عشر سنين انه في غضون عقد من الزمان ستتغير خمس حكومات، ستة رؤساء وزراء وسبعة وزراء مالية ـ ورغم ذلك سيستثمر الاجانب في اسرائيل اكثر من خمسين مليار دولار ـ لكنا قلنا له انه غارق تماما في أحلامه.لو أن أحدا ما قال لنا قبل عشر سنين انه في غضون عقد من الزمان سيزداد عدد السيارات علي طرقاتنا بمعدل 45 في المئة ـ ورغم ذلك سينخفض عدد حوادث الطرق الفتاكة بـ 25 في المئة، لقلنا له انه لا يعرف الطبيعة الاسرائيلية. لو كان أصر الرجل علي التنبؤ بانه بعد عشر سنين سيسافر 30 مليون اسرائيلي في القطار، لانفجرنا ضحكا: اسرائيليون وقطار؟ ولكنا سألناه، اين تعيش أنت؟لو أن أحدا ما قال لنا قبل عشر سنين انه في غضون عقد من الزمان سترتفع اسعار النفط من 10 دولارات للبرميل الي 60 دولارا للبرميل ـ ورغم ذلك فان الدين الوطني الصافي لنا، 17 مليار دولار في حزيران (يونيو) 1977 سيتحول الي فضل وطني صافٍ بمبلغ 37 دولارا اليوم، لكنا قلنا له انه جاهل وعامي في العلوم الاقتصادية. لو ان أحدا ما قال لنا قبل عشر سنين، عندما كانت كلمة تكنولوجيا عليا لم تُسمع في البلاد وأفضل المهندسين فتشوا عن عمل في سهل السيليكون في كاليفورنيا انه في غضون عقد من الزمان ستبيع الصناعات التكنولوجية والعقل الاسرائيلي منتوجاتها وخدماتها لكل العالم بـ 150 مليار دولار، لكنا وضعنا علامة استفهام من الجنون علي جبينه وتهامسنا بانه فقد عقله.لو أن أحدا ما قال لنا قبل عشر سنين انه في غضون عقد من الزمان ايهود باراك سيخرج اسرائيل من لبنان وارييل شارون سيخرج اسرائيل من غزة ـ ورغم ذلك سيكون السلام ابعد والتهديدات أقرب، لقلنا له أنه لا يعرف لا باراك ولا شارون وبالتأكيد لا يعرف العرب.لو أن أحدا ما قال لنا قبل عشر سنين انه في غضون عقد من الزمان سيعيش في اسرائيل نصف مليون مواطن فقير آخر ـ وعلي الرغم من ذلك فان اليمين سيكون اقوي من اي وقت مضي واليسار أضعف من اي وقت مضي، لكنا رفضنا توقعاته وتعاطينا معه كنبي كاذب لا يفهم شيئا في السياسة الداخلية الاسرائيلية. ولكنا شرحنا له بان الاسرائيليين يسيرون حسب جيوبهم. لو أن أحدا ما قال لنا قبل عشر سنين انه في غضون عقد من الزمان سيصل الانتاج للفرد في اسرائيل الي 22 الف دولار، التضخم المالي سينخفض الي الصفر، الفائدة علي الشيكل ستكون أدني بكثير من الفائدة علي الدولار واسرائيل الصغيرة ستصدر 70 مليار دولار في السنة ـ ورغم ذلك مزاج الجمهور سيتدهور الي الدرك الاسفل وعدم الثقة بالقيادة سترتفع الي السماء، لقلنا له انه حتي للتشاؤم المهني حدود. اذا كانت الامور ستكون علي هذا القدر من الجودة، فلا يحتمل أن يشعر الناس بهذا القدر من السوء. ولشرحنا له ان الاسرائيليين يسيرون حسب جيوبهم. وأخيرا، لو أن أحدا ما قال لنا قبل عشر سنين انه في غضون عقد من الزمان سننتقل هنا مرات عديدة من الاكتئاب الي الجنون، ومن الجنون الي الاكتئاب وعودة عليهما، ورغم ذلك لن نشعر بأي دوخان، أي اشمئزاز او ضغط في الصدر وسنتماثل مع البلاد المفعمة بالتناقضات هذه اكثر من اي وقت مضي ـ فماذا كنا سنقول له؟ عندها، مثلما هو اليوم، افترض أننا كنا سنقول له انه محق. سيفر بلوتسكرخبير اقتصادي(يديعوت احرونوت) 23/4/2007