كان بودي أن أجمع اليوم من جديد في مباني الامة الطلاب الذين هتفوا هناك لاوباما بحماسة العاطفين المتزمتين قبل بضعة اشهر كي أرى فقط اذا كانوا الان يفهمون بانه خانهم. ‘انتم لستم وحدكم’، زأر على المنصة المقدسية، فوقف الشباب الاسرائيليون على كراسيهم من شدة الحماسة. وها نحن وحدنا.
‘لقد وعد اوباما بان يقف معنا في وجه الخطر الايراني، وهو الان يركلنا ويعقد صفقات مشكوك فيها مع روحاني وخاتمي. لقد وعد اوباما بالكلمات الاكثر وضوحا وبالنبرة الاكثر حزما، في أنه لن يكون لايران سلاح نووي، وبات الان شبه واضح أنه سيكون لها. كل الخيارات على الطاولة، قال الرئيس الامريكي المرة تلو الاخرى، بما في ذلك الخيار العسكري. والان بات واضحا بانه لا يوجد أي خيار عسكري على الطاولة. الخيار العسكري الامريكي ادخله اوباما الى جهاز التجميد، والخيار العسكري الاسرائيلي نجح اوباما ومبعوثوه في خصيه. لقد نجحوا في أن يجندا وأن يربطوا في عجلتهم بضعة عشرات من الاسرائيليين الطيبين المعجبين بامريكا، بمن فيهم رجال أمن كبار، صحفيون شديدو التأثير وسياسيون ايضا. لم يكونوا يحتاجون لاكثر من بضع عشرات من الاشخاص خلقوا معا كتلة حرجة كبحت الخيار العسكري الاسرائيلي.
‘لا ادري كيف عملت عمليا آلة النفوذ الامريكية على هؤلاء الاشخاص. بمعنى من تلقى مكالمة من مسؤول في الادارة، من دعي الى مؤتمر هام، من تلقى حديث خلفية واطلاع منحه أهمية ومكانة في منظومته. انا واثق انه لم يقل احد لاي منهم: ‘تعالوا اخدموا المصلحة الامريكية’. بل العكس المحادثون الامريكيون اغدقوا على اسرائيليين الثناء على حرصه على مصلحة بلاده وعلى احساسه بالمسؤولية عن مصيرها في ضوء عدم الثقة بتذكير نتنياهو وايهود باراك. وزرعوا فيهم احساس الامن في ‘انتم لستم وحدكم’. وبدلا من اتخاذ خطوات متهورة ومحملة بالمصائب، اعتمدوا علينا. نحن سنقوم بالمهامة. كيف اعرف كل هذا؟ هم قالوا هذا، الاسرائيليين الطيبين. بعضهم تباهى علنا بعلاقاته مع ‘مصادر امريكية رفيعة المستوى’، آخرون سمحوا لنا بالفهم بطرق اخرى بانهم ينتمون الى النخبة التي تتجول احيانا في شوارع واشنطن دي.سي . اذا كان الخيار هو بين القنبلة والقصف، اتفق الجميع، واضح انه من الافضل قصف منشآت النووي وعدم السماح للايرانيين بتطوير قنبلة ذرية. ولكن قال لنا الجميع بنبرة الحكماء والخبراء والمسؤولين، هذه ليست المعضلة. نحن لسنا وحدنا. محظور علينا أن نقفز الى الرأس وامريكا وراءنا. اتركوها تقوم بالمهامة. اقرأوا الصحف من الصيف الماضي، والتي لم تغلف بها بعد الاسماك. الكل يقول هذا. في نهاية المطاف، بتأثير الاسرائيليين الطيبين، الذين جندوا في خدمة المصلحة الامريكية، ازيل التهديد الاسرائيلي.
‘وما أن ازيل التهديد الاسرائيلي، حتى وهنت كل السلسلة. من العقوبات وحتى التهديد العسكري الامريكي، كل شيء اصبح زائفا؛ الاوائل الذن استوعبوا هذا هم الايرانيون والذين دون خجل يعرضون على القوى العظمى نوعا من الصفقة الاستعمارية المعاكسة خذوا ملضومات من الزجاج واعطونا الذهب الصافي.
والسؤال الوحيد الذي لا يزال هاما وذا صلة هو هل ايها الطلاب الاسرائيليون الاعزاء تعلمتم الدرس للمستقبل على الاقل؟ هل ايها الصحفيون الاسرائيليون الكبار، رؤساء الموساد والجنرالات الكبار، الاسرائيليون الطيبيون والاعزاء هل الان على الاقل تفهمون أنهم استخدموكم وشغلوكم ضد مصالح اسرائيل؟
اوري اليتسور
معاريف 11/11/2013
إن الرعيل الأول من الصهاينه، كان يعرف أن لا أرض ميعاد ولا يحزنون. مجرد قصة باعها على يهود العالم ليجرهم من أهلهم وجيرانهم، إلى بلد لم يعرفه أغلبهم، ولتعميق الكذبة، فرض عليهم تكلم العبرية، فترى اليهودي العراقي يكلم جاره اليهودي الليبي بعبرية مكسرة والآخر يرد بعبرية متعثرة، ولا يسمح لهم أن ينطقوا بعربية عرفوها وتربوا عليها.
وبعد كذبة أرض الميعاد أو توقيتها، ومن ثم فرض العبرية، لخلق مجتمع ما، توجه الرعيل الصهيوني الأول، الى البيت الأبيض، ليكون فتوتهم في المنطقة.
أي أن العلاقة كانت قائمة على خدمات، مقابل حماية، وهي علاقه مفهومة سياسياً. أما علاقة هذا الجيل من الصهاينة مع البيت الأبيض، فقد غدت علاقة من طرف واحد، وذلك لأن هذا الجيل، على عكس سابقه، صدق وآمن بقصة أرض الميعاد، وركب الدين على السياسة.
وهذا بعض مما عندنا، أولاد العم.