أمير الكويت يؤكد خلال لقاء الرئيس العراقي على دعم بغداد في إعادة الأعمار

حجم الخط
0

بغداد ـ الكويت ـ «القدس العربي»: قال الرئيس العراقي برهم صالح، أمس الأحد، إن بلاده «لا تريد أن تدخل في محاور ضد أي طرف أو مع أي طرف»، كاشفا في الوقت نفسه عن زيارة مرتقبة إلى السعودية.
جاء ذلك ردا على سؤال للصحافيين عن موقف العراق من العقوبات الأمريكية على إيران، في مؤتمر صحافي عقده في قصر بيان في محافظة حولي جنوب العاصمة الكويتية عقب مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأضاف صالح الذي بدأ أمس زيارة للكويت، إن «هذا الموضوع مهم وحساس نظرا للعلاقة العراقية الإيرانية والحدود التي تصل 1400 كلم بينهما، ونحن في حوار حقيقي مع أمريكا ولا نريد أن يتحمل العراق تلك العقوبات».
وعن مدى عمق التدخل الإيراني في الشؤون العراقية إضافة إلى مدى سيطرة الدولة العراقية على قوات «الحشد الشعبي»، قال إن «إيران دولة جارة ومصلحتنا تكمن في علاقات مستقرة معها»، لافتا إلى أن «التنظيمات العسكرية في العراق تقع ضمن الدولة وتخضع لها».
وأشار إلى زيارة مرتقبة قريبة إلى السعودية التي وصفها أنها «دولة مهمة في المنطقة».
وبين أن «خادم الحرمين الشريفين هاتفه بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية وأكد حرص المملكة العربية السعودية على استقرار العراق».
وعن زيارته للكويت، أكد تطلعه إلى «علاقات أفضل من السابق وتعزيز الروابط في المجالات كافة، كوننا نعيش مصيراً واحداً».
وقال إن مباحثاته مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «تناولت تعزيز العلاقات بين البلدين ونتائج مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي استضافته سابقاً الكويت مع ضرورة تحويل الوعود الدولية الى إنجازات».
وحسب وزير الديوان الأميري علي الجراح الصباح، فإن «المباحثات بين الجانبين تناولت العلاقات الثنائية التي تربط البلدين وتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وسبل دعم أمن واستقرار العراق لتحقيق وحدة وسلامة أراضيه.
وأضاف أن الطرفين بحثا «القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسط أجواء ودية تعكس روح الأخوة».
وفي السياق، دعا الرئيس العراقي إلى العمل على «إنشاء خطوط نقل جديدة وسكك حديد توطن العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين والشعبين الشقيقين».
وقال حسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية العراقية، إن «زيارتي ستشهد تسليم دفعة من الممتلكات والمواد الأرشيفية الكويتية الموجودة في خزائن وزارة الخارجية العراقية، على أن يتم تسليم بقية تلك الممتلكات على دفعات لاحقة».
وكان نظام صدام حسين قد استولى على تلك الممتلكات والمواد الأرشيفية خلال غزوه للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي، واحتلالها لعدة أشهر قبل أن تخرج القوات العراقية تحت وطأة حملة عسكرية دولية عرفت باسم «حرب الخليج الأولى»، وهو ما تسبب بانقطاع العلاقات تماماً بين البلدين.
واستأنفت بغداد والكويت علاقاتهما عام 2003 في أعقاب إسقاط النظام العراقي السابق على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة.
ودعا صالح، ضمن البيان، إلى ضرورة أن «يكون للعراق والكويت موقف موحد في المحافل الدولية والإقليمية وذلك بحكم تشابه الظروف والمصالح للشعبين الشقيقين».
واعتبر أن «شعوب المنطقة عانت كثيراً من آثار الخلاف ووجوب النظر للمستقبل والعمل عليه».
وأضاف صالح: «وجدنا لدى سمو الأمير (الكويتي) حرصاً حقيقياً على دعم العراق وإعادة بنائه».
وتابع: «مصرون على تجاوز آثار الماضي والتطلع نحو المستقبل والتركيز على مصالحنا المشتركة».
ونقل البيان عن أمير الكويت قوله إن «دولة الكويت لن تدخر جهداً في مساعدة العراق والوقوف إلى جانبه في مرحلة إعادة الاعمار بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية» (في ديسمبر/كانون الأول الماضي)».
وفي وقت سابق الأحد، وصل صالح إلى الكويت في زيارة رسمية غير محددة المدة في مستهل جولة تشمل دولة الإمارات ودول خليجية أخرى.
وأوضح الرئيس العراقي، في مقال نُشر أمس الأحد في صحيفة «الصباح» الحكومية إن «مصلحتنا الوطنية تكمن في حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ورفض سياسة المحاور والتمسك بالدور العراقي المحوري في بناء منظومة أمن إقليمي يستند إلى الاحترام المتبادل للسيادة وحقوق شعوب المنطقة».
وأضاف أن «التعاون والتكامل الاقتصادي والثقافي والأمني والإنمائي مفاتيح أساسية للنهوض في منطقة الشرق الأوسط برمتها عبر استبدال لغة الخلاف بالاتفاق والتناحر بالتعاون والبناء على المشتركات قبل الوقوف أمام الخلافات».
وأعتير أن»العراق يسعى إلى بناء أفضل العلاقات مع عمقه العربي والخليجي والتعاون مع أشقائه في إرساء قواعد حسن الجوار والتكامل الاقتصادي والنهوض الثقافي المشترك».
واستطرد:«كما تجمع بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية روابط علاقات متينة نطمح إلى تنميتها وتقوية أسسها لتكون بدورها مثالا للتعاون من أجل نماء واستقرار المنطقة. كما أن علاقات متميزة تربط العراق بتركيا تحمل بدورها آفاقاً مفتوحة للتطور، وهذا ما يعزز فرص سلام ناجز تستحقه المنطقة وشعوبها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية