“القدس العربي”- إسماعيل طلاي: قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إن بلاده متمكسة بحوار غير مشروط لحل الأزمة الخليجية، لا يمس بسيادة بلاده، داعيا إلى تحويل المحنة الخليجية إلى منحة.
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73، قال أمير قطر إنه لا بد من تجاوز إدارة الأزمات والسعي لإيجاد حلول لها بعيدا عن الانتقائية وازدواجية المعايير ورفض سياسية فرض الأمر الواقع بالقوة، لافتاً إلى أن بلاده تقدر ضرورة وجود نظام دولي شرعي يسود فيه القانون، مشدّداً في الوقت ذاته على ضرورة القيام بإصلاحات تمكّن الأمم المتحدة القيام بمهامها، بما يستجيب لتطلعات الشعوب، وتحقيق عدالة مستدامة.
وأولى الشيخ تميم نصيب الأسد من خطابه للحديث عن الأزمة الخليجية، قائلا إنه بعد عام من حصار غير مشروع تكشفت حقائق كثيرة عن تنظيم مسبق لحملة التحريض والدسّ والافتراءات التي استخدمت لافتعال الأزمة، وأدرك المجتمع الدولي زيف المزاعم لترويج الإجراءات المدبرة سلفا ضد بلاده، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد القانون بين الدول، وأعراف وتقاليد الشعوب الخليجية.
ونوه إلى أنه رغم الإجراءات التي اتخذت لإلحاق الضرر بدولة قطر والتضييق على شعبها والحرب الاقتصادية التي تعرضت لها، فقد شهدت الفترة الماضية، طيلة أزيد من عام من الحصار الجائر تعزيز دولة قطر لقوتها ونفوذها، وواصل الاقتصاد نموه وحافظ على تماسكه. كما حافظت قطر على صدارتها دوليا في الأمن الإنساني والتنمية البشرية، وتعزز إيمان الشعب بقيمه وقدراته، وازداد وحدته تماسكا.
وخاطب أمير قطر الحاضرين قائلاً: ايمانا منا بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمة، تجاوبنا وما زلنا مع المساعي التي تقوم بها الدول الصديقة والشقيقة لإنهاء الأزمة من خلال حوار غير مشروط، قائم على احترام سيادة الدول.
الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمة، تجاوبنا وما زلنا مع المساعي التي تقوم بها الدول الصديقة والشقيقة لإنهاء الأزمة من خلال حوار غير مشروط، قائم على احترام سيادة الدول
وعرّج لوضع مجلس التعاون الخليجي الذي يشهد جمودا منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يؤدي اختلاف الرؤى إلى شلّ فعالية منظمة إقليمية مثل مجلس التعاون، حيث أضر الحصار بصورة دول مجلس التعاون الخليجي.
وتابع قائلاً: نأمل تحويل محنة المجلس الحالية إلى فرصة لإصلاحه ووضع الآليات اللازمة لحل الخلاف بالحوار حتى لا تتكرر الأزمة مستقبلا. فلا يمكن أن تظل المنطقة محل خلافات جانبية، وتستهلك طاقات وأموال يفترض أن توجه لقضايا عادلة نتفق بشأنها.
رفض محاولة تصفية القلضية الفلسطينية
جدّد أمير قطر التذكير بمواقف بلاده الثابتة من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى عدم إحراز أي تقدم في قضية فلسطين، بعد فشل العملية السياسة التي بدأت قبل ربع قرن، ودعمتها الدول العربية، والنتيجة كانت المزيد من التعثر والتعقيد.
وأوضح يقول: ها نحن نشهد محاولة لتصفية قضية فلسطين، مثل القدس واللاجئين ومسألة الحدود، لافناً إلى أن القضايا العاجلة تحل بموجب تقرير المصير وعدم ضم الأراضي بالقوة، مستشهدا بتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والحصار الذي يعانيه الفلسطينيون في غزة والقدس.
نشهد محاولة لتصفية قضية فلسطين، مثل القدس واللاجئين ومسألة الحدود، لافناً إلى أن القضايا العاجلة تحل بموجب تقرير المصير وعدم ضم الأراضي بالقوة
وخلص الشيخ تميم إلى التأكيد على أهمية المفاوضات، مع الالتزام بالقضايا الشرعية، وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين إلى حدود 1967، مشدّداً على أنه لا حل لأزمات المنطقة دون حل قضية فلسطين، ولكن إسرائيل ترفض ذلك.
وتابع قائلاً: لن نألوا جهدا في تقديم كافة أشكال الدعم، ومواصلة العمل مع الأطراف الدولية لتذليل الصعنوبات أمام عملية السلام.
7 سنوات من عجز المجتمع الدولي في سوريا
وفي الشأن السوري، قال أمير قطر إنه بعد 7 سنوات، يقف المجتمع الدولي عاجزا عن حل الأزمة السورية، وإلى جانب مآسي الشعب السوري، يساوره قلق من أن يصبح التهجير والتعذيب ممارسات مألوفة.
وقال الشيخ تميم إن عدم محاسبة النظام السوري يفرغ القانون الدولي من أي معنى، وسيكون لذلك الأثر على قيم السلم، ويرفع وتيرة العنف في قمع الشعوب والدوس على كرامة الشعوب.
عدم محاسبة النظام السوري يفرغ القانون الدولي من أي معنى، وسيكون لذلك الأثر على قيم السلم، ويرفع وتيرة العنف في قمع الشعوب والدوس على كرامة الشعوب
وخلص قائلاً: نحن أمام كارثة إنسانية تلزم بتوصل المجتمع الدولي لحل سياسي يحقق الاستقرار في المنطقة، وفق بيان جنيف 1، ونؤكد ضرورة الالتزام بالقانون الإنساني لحماية المدنيين.
دعم الأمم المتحدة لمحاربة الكوليرا في اليمن
وفي الشان اليمني، قال أمير قطر إن بلاده تؤكد على وحدة الأراضي اليمينية واستقلاله، مناشدا الدول الفاعلة في المجتمع الدولي لمساعدة الشعب اليمني لتجاوز الظروف الحالية، والعمل على اتخاذ التدابير لمعالجة الوضع الإنساني الخطير في اليمن.
وأعلن أمير قطر عن اتفاق بلاده مع الأمم المتحدة على محاربة الكوليرا، من خلال محاربة أسباب المرض ووقف انتشاره.
دعم وحدة الأراضي في ليبيا والعراق
وعن الأزمة الليبية، قال الشيخ تميم إن التطورات الخطيرة الأخيرة، تجعلنا نتطلع لعودة الأمن والاستقرار، ونشير إلى أن التدخل الأجنبي يزيد تعقد الأزمة، ويعيق الوصول إلى الحل الذي يسعى إليه الأشقاء الليبيون، داعياً اللليبيين إلى إعلاء المصلحة الوطنية.
كما أكد أن بلاده تقدر جهود العراق لتحقيق الاستقرار والمصلحة الوطنية، بتظافر كل الأطياف السياسية، مثمنا موقف العراق في محاربة الإرهاب، ومجددا التأكيد على استعداد قطر لدعم جهود إعادة إعمار العراق.
لا لتحزيب الإرهاب واستخدامه لتصفية الخصوم السياسيين
ولدى تطرقه إلى ظاهرة الإرهاب، قال أمير قطر إن الإرهاب من أبرز التحديات التي تواجه العالم، مشيراً إلى أن موقف قطر ثابت برفض كافة أشكال الإرهاب، مهما كانت أسبابه، وأن محاربة الظاهرة تأتي ضمن أولويات سياسية قطر، وقمنا بتطوير الأنظمة القانونية لمحاربة الإرهاب.
واستطرد قائلاً: في رأينا هناك شروط ضرورية لنجاح الحرب على الإرهاب، تقوم على التعاون الدولي في محاربة الإرهاب، والعنف ضد المدنيين، وعدم اتخاذ الإرهاب وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، مع ضرورة معالجة جذوره، ووضع تعريف موحد للظاهرة، وعدم تحزيبه وتفصيله وفق المصالح الضيقة للدول، أو لقمع الخصوم السياسيين.
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة #قطر: بعد مرور أكثر من عام على الحصار غير المشروع الذي فرض على دولة قطر، تكشفت حقائق كثيرة وأدرك المجتمع الدولي زيف المزاعم ضد بلدي. https://t.co/pn0OUhfKJa#UNGA pic.twitter.com/R3uOLqtAQk
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) September 25, 2018