نيويورك ـ «القدس العربي»: للسنة الثانية على التوالي الذي يخاطب فيها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، ويضع القضية الفلسطينية المحور الرئيس لكلمته. أدان في البداية الحرب الظالمة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وأدت إلى مقتل وجرح الآلاف من المدنيين من الأطفال والنساء. وحيا أمير قطر صمود مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة في مواجهة الاحتلال والإصرار على استعادة كافة حقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن اسرائيل عليها أن تعي أن أمن شعبها لن يتحقق إلا بالسلام وأن الاحتلال مصيره إلى زوال.
وأضاف: «إن استجابة المجتمع الدولي لتطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال الوطني أمر لازم لتأكيد عدالة الشرعية الدولية، لا سيما وأن القضية الفلسطينية هي آخر قضية استعمارية باقية، وفي هذا الإطار فإن الحلول المؤقتة أو التسويات الجزئية باتت غير مجدية وغير مقبولة، والتعنت الإسرائيلي يفرض علينا الرجوع إلى الأمم المتحدة في إطار يتسع للجميع، وأن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته القانونية والأخلاقية بأن يعلى الشرعية الدولية وحقوق الإنسان ويبتعد عن أسلوب الانتقائية الذي تميزت به معالجة هذه القضية طيلة الفترة الماضية». ودعا الشيخ تميم مجلس الأمن لاعتماد قرار حول حل الدولتين بالاستناد إلى الفصل السابع لإجبار إسرائيل إنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينية والبدء بمفاوضات سلام جادة لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. فالخطوات الانفرادية التي تقوم بها إسرائيل من مصادرة الإراضي إلى بناء المستوطنات لن تؤدي إلى حل عادل ودائم بين الطرفين.
ودعا الأمير القطري المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب الفلسطيني لإعادة بناء غزة. كما دعا إلى تقديم كافة أوجه المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا وفي أماكن اللجوء، مجددا الدعوة إلى مجلس الأمن إلى أن يتحمل كافة مسؤولياته القانونية والإنسانية على وجه السرعة في دعم الشعب السوري ضد خطر إرهاب النظام وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها وخطر القوى الإرهابية.
وذكر أمير دولة قطر في كلمته التي ألقاها امس في المداولات العامة للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة، أن مأساة الشعب السوري التي دخلت عامها الرابع تمثل أحد التحديات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط حيث تزداد هذه الكارثة الإنسانية تفاقما وخطورة في غياب رؤى واضحة لحل هذه الأزمة، وأضاف: «لقد سبق وحذرنا أن مواصلة النظام للإرهاب وسياسة الإبادة والتهجير وعدم توفير الدعم للثورة السورية حين كانت ثورة مدنية تطالب بالحرية والكرامة، سوف يدفع الكثير من السوريين إلى الدفاع عن النفس، كما حذرنا المجتمع الدولي منذ البداية أنه إذا لم يفعل شيئا تجاه ما يجري في سوريا فسوف نصل إلى ما وصلنا إليه، وحين دافع الشعب السوري عن نفسه بالسلاح طالبنا بدعمه قبل أن يهدم النظام البلد وتنشأ المنظمات المتطرفة، لم توضع أية خطوط حمر ليقف عندها النظام السوري ولم يلتفت العالم حتى إلى قتل أطفال سوريا ونسائها بالسلاح الكيماوي».
عبد الحميد صيام
الزعمين الوحدين اللذين ينطقون بالحقيقة الناصعة امام العلم هما أردغان تركيا و تميم قطر.