أمين الباشا ترك ريشته الذهبية وألوانه ورحل

ناديا الياس
حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي» من ناديا الياس: لا يستكين الموت في خطف مبدعي لبنان، فبعد رحيل الإعلامية ميّ منسى والمخرج السينمائي العالمي جورج نصر، ها هو الموت اليوم يغّيب الرسام اللبناني أمين الباشا البيروتي، أحد كبار الفنانين التشكيليين اللبنانيين والعرب عن عمر يناهز 86 عاماً.

الباشا علم من أعلام لبنان الفنيّة، أبرع رسّام بالمائيات، هو سليل عائلة بيروتية عريقة مبدعة بالموسيقى والرسم والأدب، تميّز بإنتاجاته المتعدّدة والمتنوعةّ ورسوماته ولوحاته التي تحاكي مدينته الأحبّ الى قلبه بيروت التي كانت ملهمته على مرّ العصور .


الناقدة والرسامة التشكيلية ريما النخل المديرة في هيئة إدارة المتاحف، التي واكبت مسيرة الراحل لخصت عبر «القدس العربي» الخطوط العريضة عن أبرز محطات الراحل، التي تميّز بها وسألت مستغربة: «هل أصيبت بيروت بالغيبوبة الثقافية؟ يذهب كبارها وكأن لا شيء يحدث. فبعد الزميلة الإعلامية مي منسى والمسرحي جورج نصر الذي مرّت وفاته مختصرة، جاء رحيل الفنان أمين باشا كحدث وراء حجاب، ومثله وفاة الممثلة والمخرجة سهام ناصر، لكأن المدينة في مكان آخر، أو لكأنها قلبت الصفحة عن مرحلة بيروتية كانت تعتبر نفسها المختبر الطليعي للثقافة العربية. يغيب «الكبار» بينما تتصاعد إلى الواجهة الأسماء التي لا تزال تحت الاستفهام: الكبار يرحلون والآتون كالحصرم ينتظرون».
وقالت النخل «إن الكاتب والفنان اللبناني أمين الباشا (1932) رسم مدينته بيروت بالألوان المائية والزيتية والباستيل والغواش، وكذلك على الخشب في رسومات وأعمالٍ نحتية عديدة شاركت في تظاهرات دولية منذ الستينيات».
تجدر الإشارة إلى «أن أمين الباشا تخرّج في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، ثم أكمل دراسته في أكاديمية دي لا غراند تشومبير في باريس، التي ظلّ يتنقّل بينها وبين بيروت حتى اليوم، رغم أن الأخيرة هي التي شكّلت تجربته وسكنت معظم أعماله».
ولفتت النخل إلى «أن رسومات تلك المرحلة تظهر المقاهي التي كانت تطّل على ساحة رياض الصلح، والتي تعدّ في أحد أبعادها توثيقاً للعاصمة اللبنانية في حقبة معينة، حيث أغلق أكثر من مقهى وتغيّر شكل بعضها الآخر، وفي مراحل لاحقة تعكس اللوحات طول تأمّل وترقب للمكان وتحوّلات المعمار والتغيرات الاجتماعية فيه».
كذلك رسم الباشا الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990) وهي خلاصة تقود إلى تطوّر لوحته التي أخذت تنحو إلى البساطة مع امتداد التجربة.
يُذكر أن أمين الباشا أصدر عدّة كتب؛ من بينها: «دقات الساعة» (2010) و«شمس الليل» (2012)، و«زهراء الأندلس» (2014) وهي ثلاث مجموعات قصصية احتوى بعضها على رسوماته، إلى جانب مســـرحيتين، هما: «المنتحر» (2009)، و«أليس: مسرحية من سبعة مشاهد» (2012).

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية