قمر ٌ لك أنت وأنت لا تزال أنت
محاصرا ً باسمك
مرفوعاً على عرش ذاتك
على أكتاف من عبروك إليك
تمد أصابعك من خلالك
وتستبقي نورانية المعنى المتوهج
في بصيرة آدمي لتحتجب فيه
تطبخ النار في أعواد أبدية خرساء
بابا ً يؤدي إليك
وتسمي الأشياء أشياءك
ملائكة ٌ بيضاء
وأشباحٌ تستعير ظلالك
واحد ٌ يحمل صوتك
واحد ٌ ينفخ في بوق أنفاسك
واحد ٌ يقبض على أرواح من أسكنتهم فيك
وتخترع الأرض التي تصهرنا كحديد يابس
نكتمل ترابا
تبني أعمدة الماء
من لون راحتيك
تحزمها بنار وعدك ووعيدك
وأنا أعبر نفسي..
أردد ما أسقطت في أذني
أحفظ عن ظهر قلب ناموس ما علمتني
وأبلغ أخوتي وصاياك
***
أنا آدم يا أبي
ابنك الشرعي الوحيد
وعد الحياة
مسيرة البقاء الأول تمر بي
هبوط النور في النور
انغماس الكل في حبر الوجود
أخطو وحيدا على بحيرة اسمي
أمسح في تلال غربتي
على من يزوروني
أنا المطرود من سبت أورشليم
المعبود في الجليل
***
متقمصا ً ظهوراتك
لا أحملها براءتي..
لكنني أبصقها رفضا ً
في وجوه الآخرين
لاء التكوين المتجدد
لاء الذات المتعددة في شخوصي
لاء الوجود المسور بخاتم سليمان
لاء الوراء المتكون في اللاوراء
لاء اللاءات في صيرورة الأبد
لا أمتلكها حكمتي
لكنني أرفعها غيمة
فوق رأس من ضل السبيل
هيأت للصاعدين ضلوعي
بعد أن وقفت بيني وبينهم
أسوار المدينة وحراب أعدائي
أب لمن لا أب له
أب متكاثرٌ في عيون أتباعي
لا أحفل بقيثارة إغريقي أنطق ألسنة الكمال
مثلا ومعادن نفوس
ومدائن من خيال
ليركب أوديسة المجاز إلى النصر
لا أدعوها أناي..
حتى لا ترتد سياطا على ظهور العبيد
فلا يفرح المتوجون
على حطام خوفنا بنعمة السلام
ونحن نقاد من جحيم مقصلة إلى مقصلة
لا أفسرها رسالتي..
حتى لا تترجم صكوك غفران
ومنزلة بين منزلتين
لينبعث نشيجنا من رماد العدم
جدارية في فخ الموجود
وينفجر الماء في الصبار
أنا آدم يا أبي
ابنك الشرعي الوحيد
٭ شاعر من سوريا