لندن – القدس العربي: تشهد قناة “الحرة” الأمريكية الناطقة باللغة العربية تحولات داخلية كبيرة منذ أكثر من عام، وذلك عبر عمليات إحلال واستبدال تقوم بها إدارة القناة، حيث تم الاستغناء عن عدد من العاملين فيها والتعاقد مع آخرين في محاولة لإنجاحها وجعلها تحتل مكاناً أفضل في المشهد الإعلامي العربي.
وكانت قناة “الحرة” قد تأسست في واشنطن بدايات العام 2004، أي بعد عام واحد تقريباً على الغزو الأمريكي للعراق، وكانت تهدف حينها للترويج لوجهة النظر الأمريكية في العالم العربي وخدمة السياسة الأمريكية في المنطقة، وهي تتكون من قناتين تلفزيونيتين إحداهما للعالم العربي والأخرى خاصة بالعراق، إضافة إلى محطة إذاعة هي “راديو سوا” الذي يصل صوته إلى أغلب العواصم العربية.
وحسب آخر المعلومات التي حصلت عليها “القدس العربي” من داخل القناة فهي تشهد عملية إعادة هيكلة داخلية واسعة منذ أن تولى إدارتها المدير السابق لقناة “سكاي نيوز عربية” الصحافي الأردني نارت بوران منصبه فيها أواخر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
لكن مصدراً مطلعاً داخل القناة قال لـ”القدس العربي” إن الشعور العام في أروقة التحرير هو أن الإمارات هيمنت على القناة بشكل شبه كامل، وأن قناة “الحرة أصبحت تتبنى الأجندة الإماراتية التي يبدو بأن بوران نقلها معه من “سكاي نيوز عربية” المملوكة لأبو ظبي والتي تبث من دولة الإمارات، وهي واحدة من الأذرع الإعلامية المحسوبة على الإمارات.
ويقول المصدر، وهو صحافي يعمل في قناة “الحرة”، إن السياسات التحريرية تشير إلى أن الأجندة الإماراتية هي التي أصبحت تهيمن على القناة، لكن الأمر لا يزال غير معلن، فضلا عن أنه ليس معروفاً إن كان هذا “الاختراق الإماراتي” يتم بعلم الادارة الأمريكية ويمثل جزءا من توجهاتها أم أنه يتم بواسطة المدير الجديد بوران، الذي يسود الاعتقاد بأنه أحد المقربين من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وعدد من شيوخ الإمارات.
ويستشهد العاملون في القناة على “الهيمنة الإماراتية” من خلال الاشارة إلى تعاطي القناة مع عدد من الملفات التي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالأزمة مع دولة قطر وما يتعلق بالحرب على اليمن، وغير ذلك من الملفات التي يشيرون إلى أن كيفية التغطية والتناول تميل إلى كفة الإمارات أكثر من غيرها.
كما يشير العاملون إلى أخبار إماراتية أقرب إلى المحلية يتم التعاطي معها عبر قناة “الحرة” ومن بينها خبر رئيسي على الموقع الرسمي للقناة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الحالي يتحدث عن استقبال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لوفد من التجمع اليمني للإصلاح، وهو الخبر الذي يقول عاملون في القناة انه أقرب إلى أن يكون “بروتوكوليا يتناسب مع قناة أبو ظبي أكثر مما يناسب قناة عربية شاملة مثل الحرة”، على حد تعبير أحدهم.
وكان الإعلامي الأردني نارت بوران قد التحق بقناة “الحرة” الأمريكية أواخر العام الماضي قادماً إليها من “سكاي نيوز عربيةّ” حيث تبوأ فيها لسبعة أعوام منصب الرئيس التنفيذي.
وجاء تعيين بوران تتويجا لمفاوضات قام بها مدير قناة “الحرة” ألبرتو فيرنانديز في زيارة قام بها إلى دولة الإمارات وقابل خلالها عدداً من المسؤولين، وهو ما أشاع منذ ذلك الوقت احتمالات بأن تكون القناة قد مالت إلى جانب الموقف السعودي الإماراتي، وأن تعيين بوران في هذا المنصب يصب في هذا الاتجاه.
وفي أعقاب تعيين بوران كتب مدير شبكة الشرق الأوسط الإخبارية في رسالة داخلية للموظفين أن “بوران سيشرف على تطوير محتوى كل من قناة الحرة، والحرة العراق، وراديو سوا، وخدمة إرفع صوتك، ومنصة أصوات مغاربية الرقمية”.
وتسلم بوران مهام منصبه في قناة “الحرة” التي تبث من ولاية فرجينيا الأمريكية بشكل رسمي اعتباراً من بداية العام الحالي 2018.
يشار إلى أن قناة “الحرة” يمولها دافعو الضرائب في الولايات المتحدة ويتوجب أن يوافق الكونغرس الأمريكي على موازنتها المالية السنوية، وهي تهدف إلى خدمة السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
سياسة ترامب الجديده ، من دهنه زكيله، قبل مجيء ترامب، الحره مولت من دافع الضرائب في امريكا، الآن ترامب يفرض تمويلها على عيال زايد، ويريح امريكا من عبئها المالي، وبدل ذلك، تقوم المحطه ببث حصه لعيال زايد، هذآ ما يحصل