عمان- “القدس العربي”: حتى القائد التاريخي الليبي عمر المختار لم يسلم من تعليقات الأردنيين الساخرة جدا على إصرار الحكومة بخصوص اجراء الانتخابات البرلمانية بالرغم من الوضع الفايروسي الخطير والمتنامي .
” نحن شعب لا نستسلم .. ننتخب او نموت ” .. تلك واحدة من العبارات التي تم تداولها على شكل عاصفة الكترونية عبر آلاف الأردنيين في تجربة تحاول استنساخ ما قاله القائد المختار للمستعمر الاجنبي عند لحظة شنقه واعدامه وحسب الفيلم الشهير لأنتوني كوين الذي يحفظ الأردنيين تفاصيله عن ظهر قلب .. ” نحن شعب لا نستسلم .. نقاتل او نموت ” .
وفي رواية اخرى “نجاهد او نموت ” .
بكل حال استدعى المزاج الشعبي الأردني على منصات التواصل تلك المقولة التاريخية وهو يحاول فهم اصرار الحكومة على عقد الانتخابات في موعدها بالعاشر من الشهر الجاري في الوقت الذي يصرح فيه وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات بأن ” الامور بخصوص الوباء كورونا تتجه الى المجهول ” .
اختار الناشط السياسي والالكتروني زياد ابو عودة استعارة تلك العبارة من تراثيات الجهاد الليبي ضد الاستعمار واعاد نشرها مئات الاردنيين وسط حيرتهم وهم لا يجدون تفسيرا لمسألة التمسك بإجراء الانتخابات بالرغم من تزايد كبير في عدد الاصابات وحالات الوفاة والازدحام الشديد في المستشفيات .
لا احد يعلم بعد ماهي الوصفة التي ستلجأ لها الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات طبيا وصحيا حتى يعبر يوم الاقتراع في العرس الفايروسي كما يوصف الآن على المنابر بدلا من العرس الديمقراطي او العرس الانتخابي بالحد الأدنى من الخسائر الوبائية .
ثمة اجراءات سيتخذها الحكام الاداريون .
واخرى الشرطة بعد تفريغ اكثر من 40 ألف عنصر أمني للإشراف الميداني على مراكز الاقتراع .
وثمة في ترتيبات الهيئة المستقلة لغز جديد اسمه تخصيص ساعتين اضافيتين في صناديق الاقتراع يوم العاشر من نوفمبر لمرضى كورونا تحديدا إحقاقا للحق الدستوري.
وهو إجراء بدأ يرتاب به بعض المرشحين مبكرا لأن مريض الفايروس كورونا لن يهتم بالاقتراع اصلا مادامت حياته مهددة بالموت .
لذلك تبدو المفارقة أردنية بامتياز مجددا وموجة السخرية اللاذعة وسط المنصات وعلى وسائط التواصل ردت على قرارات الحكومة الحاسمة بالاستحقاق الدستوري بتلك العبارة التي تقول ” ننتخب او نموت ” .
كل ذلك حصل بعدما سلطت محطة المملكة الفضائية الاضواء على مدار الأسبوع، على ما يحصل في بعض مناطق وقرى في شمال المملكة من اجتماعات حاشدة لدى بعض المرشحين للانتخابات حيث لا تباعد ولا كمامات ولا ما يحزنون .
وحيث مئات من المواطنين يتبادلون الاحضان ويهتفون في مدينة الرمثا لصالح مرشحين، تم استدعاء 14 منهم للنيابة وتوقيعهم على تعهدات عنوانها عدم الاختلاط بناخبينا.
محطة المملكة وهي تسلط الضوء على تلك التحشدات المخالفة لأوامر الدفاع والوقاية الصحية، كانت تمهد لسلسلة من الاجراءات الادارية والامنية التي اغلقت مقرات الانتخاب .
لكن الشارع أظهر ميلا شديدا للسخرية عمليا من تلك الانتخابات وهندستها ونكاية بالعرس الديمقراطي الدستوري بدأ الافراد يعلنون على صفحاتهم التواصلية مقاطعة الانتخابات ما دامت بلادهم اصبحت فجأة من اول عشرة دول يتفشى فيها الفايروس كورونا .