تونس: قالت نجمة كرة التنس التونسية أنس جابر، إن تحقيق لقب بطولة “مدريد للماسترز” العالمية، “لم يكن سهلًا بل أتى نتيجة عمل واجتهاد طوال سنوات”، مشيرة إلى أن تلك البطولة بمثابة انطلاقة جديدة بمسيرتها نحو البطولات الكبرى “غراند سلام”.
وفي مقابلة مع الأناضول، أضافت جابر (27 عامًا) أن ثقة إدارتها الفنية “وتشجيع ومساندة الجماهير التّونسية والعربية” في مختلف مشاركاتها في السنوات الماضية كانا وراء تقدمها في الترتيب العالمي للمحترفات ودخولها البطولات كمنافسة جدية لأسماء كبيرة في عالم الكرة الصفراء.
ونهاية الأسبوع المنقضي وفي نهائي بطولة مدريد للماسترز (1000 نقطة) كتبت جابر أو “وزيرة السعادة” كما يطلق عليها في تونس، فصلًا جديدًا في مسيرة نجاحها.
وتمكنت جابر من تحقيق إنجاز عربي وإفريقي غير مسبوق، عبر فوزها بدورة مدريد للماسترز ذات الألف نقطة، وهو أول ألقابها في بطولات الأساتذة، والثاني في مسيرتها بعد لقب بطولة “تشارلستون” الإنجليزية من فئة (250 نقطة).
وحققت جابر اللقب وتقدمت إلى المركز السابع عالميًا (بعدما كانت 10 قبل التتّويج)، بعد تفوقها في نهائي بطولة مدريد على أرضية ملعب “مانولو سانتانا” الترابية على الأمريكية جيسيكا بيغولا المصنفة 11 عالميًا (و14 قبل نهائي مدريد)؛ بمجموعتين لواحدة، بواقع 7- 5 و0- 6 و6- 2.
وخلال المقابلة التي أجرتها الأناضول مع جابر عبر الهاتف، قالت أيقونة التنس التّونسية والعربية: “عمل كبير ومعاناة، ورحلات طويلة ومشاركات في بطولات عديدة، سبقت الوصول إلى هذا الهدف الذي لم أكن لأبلغه لولا ثقة فريقي (مدربها عصام الجلالي، والمعد البدني وزوجها في آن كريم كمون، والأخصائية النفسية ميلاني ميلارد)، في إمكانياتي وثقتي في دعمهم لي”.
وأضافت أن “بلوغ هذا المستوى أمرٌ توقعته وعملت بجهد طوال سنوات لأصل إليه، وهذا الإنجاز محطة مهمة في مسيرتي لبناء مستقبلٍ جديد وتحقيق نتائج أفضل”.
وعن أهدافها المقبلة قالت: “الآن سيبدأ العمل للتقدم في الترتيب ودخول تصنيف الخمس الأوليات عالميًا، والمراهنة بجدية وبشكل أكبر على البطولات التي سأخوضها”.
وأكملت: “أنا سعيدة بهذا الإنجاز وهذا التّتويج، بعد نهائي تشارلستون (خسرت النهائي ضد السويسرية بيليندا بينشيتش- في 10 أبريل الماضي) وربع نهائي بطولة شتوتغارت (خسرت ضد الإسبانية باولا بادوسا- في 22 من الشهر ذاته)”.
وأضافت: “لم أخض كامل لقاء نهائي مدريد بارتياح، بيغولا لعبت بشكل جيدٍ، في المجموعة الثانية كدت أفقد التركيز، لكنني قلت لنفسي الأمر يستحق العناء ولا يجب الوقوف عند الكرات التي تلعب بشكل جيدٍ ولا يجب أن أكون محبطة بسبب أدائي في بعض الكرات، وتمكنت من تدارك خسارة المجموعة الثانية لأفوز بالثالثة وأحقق المهم وهو الفوز والتتويج”.
وأعربت جابر عن أملها “في الظهور بمستوى أكبر والتركيز أكثر” في مشاركتها ببطولة روما، التي تقام حاليا.
وتأهلت جابر إلى الدور الثاني من بطولة روما المفتوحة للتنس بفوزها على الرومانية سورانا سيرستيا 6 /صفر و7/ 6، الثلاثاء، في الدور الأول.
وعن أهدافها المقبلة، شددت أنس جابر على أنها تراهن على “لقب في البطولات الأربع الكبرى (فرنسا المفتوحة، أمريكا المفتوحة، ويمبلدون، أستراليا المفتوحة ويطلق عليها جميعا غراند سلام) الذي سيكون العبور فيه بمراحل ومواجهات قوية وفي مستويات عالية”.
وأشارت إلى أن “التتويج في هذه البطولات يتطلب صبرًا وتحضيرات بدنية وذهنية كبيرة وهو ما أعمل عليه رفقة فريقي”.
وأضافت “لا يجب أن يكون تتويج مدريد سببًا في عدم انتباهي إلى أن الأهداف لا تتحقق إلا بالتركيز والمنافسة القوية، سأعمل على الاستفادة من انتصاراتي الأخيرة”.
وأكملت: “الوصول إلى منصة التتويج في إحدى البطولات الأربع الكبرى، هو ما أضعه نصب عيني الآن، لا شيء مستحيل، لكن دون عمل واحترام لمنافساتي فلا شيء سيتحقق بشكل سهل”.
وتوجت اللاعبة التونسية خلال مسيرتها بالعديد من الألقاب، فيما تطمح لألقاب في بطولات أكبر في المرحلة المقبلة، حيث حققت لقب بطولة “برمنغهام” في الزوجي صحبة البريطانية إيلين بيريز في 2021، وفي الفردي، بلغت نهائي دورات “تشارلستون” (2021 حققت اللقب) و2022، و”شيكاغو” و”موسكو” في 2018، ونهائي الزوجي في “تشارلستون” 2021.
وإجمالا، حققت جابر 13 لقبًا بدورات وبطولات الاتحاد الدولي للتنس؛ وهي بطولة مدريد للأساتذة (1000 نقطة)، وتشارلستون 2021 (250 نقطة)، ودورات أنطاليا التركية والدار البيضاء المغربية 2010، وتونس 2013 و2014 و2016.
كما فازت بدورتي “فوكوكا” و”كونومي” باليابان 2013، وساغيناي الكندية 2013، و”دايتونا” و”سان رايس” الأمريكيتين سنة 2016.
أما قاريًا ففازت بذهبيتين في الألعاب الإفريقية في الفردي والزوجي سنة 2011، وفضية (الزوجي المختلط) في نفس العام، وذهبية في الألعاب العربية وبرونزية (الزوجي) في السنة ذاتها أيضا.
كما حققت برونزية ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2013، وذهبيتين في الألعاب الإفريقية 2011 و2012 في الفردي و2012 في الزوجي وفضية في نفس المسابقة القارية عام 2011 في الزوجي.
أيقونة الكرة الصّفراء في تونس وخليفة مواطنتها سليمة صفر (مطلع الألفية الحالية)، في تمثيل تونس في بطولات التنس العالمية، باتت مثالًا لأغلب الرّياضيين في بلدها، ومرشحة دائمة لإعلاء راية وطنها في أكبر البطولات التي تبحث عن تحقيق الألقاب فيها.
(الأناضول)