لندن- “القدس العربي”: شن الإعلام الإسباني المحسوب على ريال مدريد، واحدة من أشرس حملات الهجوم والنقد اللاذع للمدير الفني للنادي كارلو أنشيلوتي، باعتباره المسؤول الأول عن فضيحة السقوط بالأربعة أمام خصمه الكاتالوني برشلونة بلا هوادة، في مباراة كلاسيكو الأرض، التي جمعتهما على مرأى ومسمع أصحاب قلعة “سانتياغو بيرنابيو”.
وقالت صحيفة “ماركا” في تقرير بعنوان “أنشيلوتي يسير على خطى زيدان”، إن المدرب الإيطالي يتفنن في محاكاة خطيئة زين الدين زيدان في ولايته الثانية مع اللوس بلانكوس، بإعطاء الأولوية ورفع شعار “معا حتى الموت” جنبا مع جنب مع الحرس القديم، وذلك على حساب الهدف الرئيسي، وهو بناء فريق تنافسي شاب يملك من القوة والجودة ما يكفي لاستنساخ أروع مرحلة في تاريخ الريال، بعد حقبة الراحل دي ستيفانو في خمسينات القرن الماضي.
وجاء في التقرير، أن زيدان الذي قاد الملكي للمجد في ولايته الأولى، بفضل إدارته الحكيمة لسياسة التناوب، قرر أن يكمل الطريق حتى النهاية مع رجاله المخلصين في الولاية الثانية، فكانت الضريبة الاكتفاء بثنائية الموسم قبل الماضي- كأس السوبر الإسبانية ولقب الليغا رقم 34-، وهو بالكاد ما يفعله ميستر كارليتو حتى وقت الإذلال الكبير على يد الكاتالان، باعتماده على 13 أو 14 لاعبا بشكل عام في مشروعه.
ووضعت الصحيفة المنسوبة للمحيط الإعلامي الأبيض، علامات استفهام على وعود “عراّب” كأس دوري أبطال أوروبا العاشرة وبين ما يقوم به على أرض الواقع، والإشارة إلى تصريحاته بعد توليه المهمة خلفا لتلميذه الجزائر الأصل الفرنسي الهوية، حول خططه لإعادة أسلوب وشخصية ريال مدريد بدماء جديدة، بينما على أرض الملعب، فكل شيء يُشير إلى أن الأوضاع لم تختلف أو تتغير كثيرا عن حقبة زيدان، باستثناء استبدال ثنائية سيرخيو راموس ورافاييل فاران بالوافد الجديد آلابا والبرازيلي إيدر ميليتاو، الذي تطور مستواه في البداية مع زيزو، في فترة الاعتماد عليه طوال أسابيع غياب القائد التاريخي في موسمه الأخير بالذات.
في الوقت ذاته، وصف المصدر رباعية الكلاسيكو بـ”الرسالة المقلقة”، والأمر لا يتعلق بالضربة المعنوية الكبيرة للاعبين الكبار، الذين كانوا جزءا من الحقبة الذهبية في الفترة بين عامي 2014 و2018، بل لتجاهل المدرب لكل اللاعبين الذين لا يعتمد عليهم، بما في ذلك أصحاب الخبرات المنبوذين أمثال غاريث بيل، إدين هازارد، إيسكو ومارسيلو، وأيضا مواهب الأكاديمية والجواهر التي استقطبها النادي من مختلف القارات في السنوات القليلة الماضية.
وفي الختام، أشارت “ماركا” إلى معضلة وقوف ضحايا زيدان عند المربع الصفر، حتى بعد وصول أنشيلوتي في بداية الموسم، ضمن الإرث أو الضريبة التي يدفع المدرب الحالي ثمنها، بتسلم فريق لم يبرم صفقة واحدة في آخر عامين، وعندما قرر الإنفاق تعاقد مع اليافع كافافينغا مقابل رسوم لم تتجاوز حاجز الـ35 مليون يورو، تزامنا مع صفقة آلابا المجانية، في المقابل، اعتادت الإدارة على بيع والتخلص من أصحاب الخبرات والأجور الباهظة، دون التعويض بأسماء بنفس الجودة، الأمر الذي جعل أنشيلوتي يسير على نهج زيدان، بإعطاء ثقته للجنود الذين بالكاد يلعبون مع تقدمهم في العمر، على حساب البقية لأسباب متفرقة بين الإصابات، ضعف الجودة وعدم ثقة المدرب، ومع استمرار الوضع كما هو عليه، أو فشل في اختبار رد الدين لتشيلسي في ربع نهائي دوري الأبطال، ستتضاعف الشكوك حول مصيره في الموسم المتبقي في عقده مع فلورنتينو بيريز.
ريال مدريد لايبشر بالخير