يعودونَ في كُلِّ مرَّةٍ إلى النّافذةِ
ويتبادلونَ أنخابَ الماءِ مع هوائِها
وربَّما يُعشِّشونَ في خشبها المُهترئِ
ويكتبونَ عنها الأشعارَ الخاطفةَ
أو يلتقطونَ الصُّوَرَ، ثُمَّ يحرقونَها:
ذلكَ تسلُّلُ الجَمالِ
حينَما توصَدُ الأبوابُ.
…
يقدِّمونَ النَّصائحَ الوارفةَ للقانطينَ
كآباءٍ اكترثوا أخيراً بأبناءِ جيرانهم
/أنِ انظروا أنَّى امتدَّ مدىً
أنَّى تخلَّقَ غيابٌ/
ويهملونَ السّاعاتِ
مهما وخزتهُم عقاربُ الإخفاقِ
أو باغتتهُم المسافاتُ
فترنَّحوا، ولم يسقطوا.
…
يتغنَّونَ بحكمتِهِم الطَّليقةِ:
]عكّازةُ الفجرِ
عصافيرُهُ.
عكّازةُ الأغاني
دندنةُ الأصدقاءِ.
عكّازةُ القلوبِ
أصابعُ تلوِّحُ من علٍ[.
…
يتساءلونَ عمَّن يدعمُ فكرةَ الآخَر:
عيونُهُم أم الشُّرفة؟
تسحرُهُم المشاهدُ الاعتياديَّةُ
مُنتشينَ بائتلافِ أوَّلِ موكبٍ للفراشاتِ والبشرِ.
…
تخبرُهُم الدّوامةُ أنَّ الجميعَ توقَّفوا عندَ بابِ المحطّةِ
وشهَقوا رُعباً..
فيركضونَ من دونِ الالتفاتِ إلى أيِّ اتّجاهٍ
مُتلذذينَ بطعمِ الوردةِ في قلبِ غابةِ الملحِ.
…
يفرشونَ الاستعاراتِ
كورقِ اللَّعبِ في حانةٍ على حافّةِ فالقٍ زلزاليّ
يُؤكِّدونَ أنَّ أصلَ الدَّلالاتِ مجازٌ من ندىً
وأنَّ زمنَ الفاعلِ انزياحُ قريتيْنِ ومدينةٍ فوقَ قوسِ الحُدودِ
…
…
مع ذلكَ..
لم يكفّوا يوماً عن الخلافِ بضراوةٍ
حولَ معنى ما يسمعونَ صراخَهُ في كُلِّ لحظةٍ!.
٭ شاعر وناقد سوري