القاهرة ـ «القدس العربي»: بين حزن الشباب على ضياع جائزة الكرة الذهبية من محمد صلاح، حيث حل سابعا بين أقرانه، وتجرع الكبار الألم من ارتفاع أسعار الأدوية بنحو 20%، وحالة الخوف التي تعتري الكثيرين، وكذلك الحكومة المشغولة بالعاصمة الإدارية المقرر أن تنتقل إليها في ديسمبر/كانون الأول الجاري، من عودة الفيروس أوميكرون ليضرب من جديد، مثيرا الفزع بين الأغلبية التي تبحث عن رزقها بشق الأنفس.
فرض العديد من الموضوعات نفسه على صحف أمس الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني، وفي صدارة اهتمامات الكتاب المبنى الحكومي في العاصمة الإدارية التي سينطلق العمل فيها الشهر الجاري، فيما يخشى أهالي القاهرة ذات “الألف مئذنة” من أن يطويهم النسيان، بعد أن وجهت الحكومة جل اهتمامها بالمولود الجديد، الذي تشير التقارير إلى أنه بمثابة الفاكهة المحرمة على الطبقة المتوسطة والفقراء بالتأكيد. وقد بدت صحف أمس الثلاثاء حريصة على بث الأمل في المواطنين، بأن قاهرة المعز وأهلها لن يسقطوا من ذاكرة الحكومة.
واهتمت المؤسسة الصحية على نحو خاص بالمتحور الجديد، إذ أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، أنه لا يمكن منع دخول متحور أوميكرون إلى مصر، لكن الأهم من ذلك اكتشافه وتحجيمه. وقال عبدالغفار أن القادمين من جنوب افريقيا «ترانزيت» يخضعون للحجر الصحي والفحص الطبي، وإذا ثبتت إيجابيتهم يغادرون إلى بلادهم، مشددا على أنه لا تغيير في موعد تطبيق منع المواطنين غير الملقحين من دخول المؤسسات الحكومية، وكشف أنه سيتم فتح موقع تلقي اللقاح لتسجيل الأطفال من سن 12-15 سنة خلال ساعات. ومن أخبار القصر الرئاسي: صدق الرئيس السيسي على مشروع قانون يتضمن 25 إجراء ستتخذها الحكومة في حالات مواجهة الأوبئة والجوائح الصحية. وأقر القانون وضع قيود على حرية الأشخاص في الانتقال أو المرور أو الوجود في أوقات معينة، سواء في مناطق محددة أو في جميع أنحاء البلاد، لمدة محددة. وكذلك تعطيل العمل، جزئيّا أو كليّا، ولمدة محددة، في الوزارات والمصالح والأجهزة الحكومية، ووحدات الإدارة المحلية، والهيئات العامة، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال العام، والشركات الأخرى المملوكة للدولة، والقطاع الخاص. ومن أخبار الفنانين: قضت محكمة الإسكندرية الاقتصادية بمعاقبة أيمن إبراهيم أحمد المُتهم بسب وقذف الممثلة ياسمين صبري بالحبس سنة مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه وغرامة 20 ألف جنيه، وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المدنية المختصة. ومن أخبار المطربين: أحيت النجمة أنغام حفلا كبيرا بألف ليلة وليلة، في موسم الرياض بمصاحبة المايسترو هاني فرحات على مسرح أبوبكر سالم، وحضرت أنغام الحفل بصحبة مديرة أعمالها راندا رياض. وصعدت أنغام على المسرح الساعة الثانية عشرة بتوقيت القاهرة، وغنت ما يقارب الساعتين ونصف الساعة من أجمل أغانيها ما بين الأغاني المصرية والخليجية.. ومن قفشات الممنوعين من الغناء: اقتحم المطرب حمو بيكا غرفة أحد المطربين السعوديين في أحد الفنادق في الرياض في السعودية، وأيقظه من النوم ليسأله عن كيفية الوصول إلى الأسرة التي منحته سيارة «بينتلي» هدية. ومن الأحداث التي تهم المثقفين: تستعد الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، بالتعاون مع اتحاد الناشرين، برئاسة سعيد عبده، للدورة الـ 53 من معرض القاهرة الدولي الذي تنطلق فعالياته في الفترة من 26 يناير/كانون الثاني 2022 في مركز مصر للمعارض في التجمع الخامس.
ومن حوادث الصعيد: لقي عامل مصرعه، وأصيب 4 آخرون في معركة بالأسلحة النارية بين عائلتين في مركز البلينا جنوب سوهاج بسبب معاكسة شاب لفتاة. ومن سوهاج جنوبا لبورسعيد المطلة على البحر المتوسط، حيث قامت ممرضة بقتل جارتها المُسنة، التي استغلت وجودها بمفردها، وتركها باب شقتها مفتوحا، وانهالت عليها بالضرب، حتى فارقت الحياة، واستولت على مشغولاتها الذهبية وفرت هاربة، لبيع المسروقات في القاهرة وتمكن قطاع الأمن العام، من كشف غموض الواقعة والقبض على القاتلة.
مع السلامة
سؤال سعى محمد أمين للإجابة عليه في “المصري اليوم”: متى تنتقل الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟ معلومات تقول أن الحكومة سوف تنتقل في شهر ديسمبر/كانون الأول، وإن تعليمات رئاسية صدرت بضرورة الانتقال إلى الحي الحكومي مع بداية ديسمبر.. فهل يمكن أن تحل العاصمة الإدارية الجديدة حالة الاختناق التي تشهدها القاهرة الكبرى، أو القاهرة القديمة خلال الأيام الماضية؟ ملاحظات الناس على الزحام يعبرون عنها بأن الناس بتعزِّل، هناك شيء ما غامض بلا تفسير.. ما سبب الزحام؟ أي مشوار داخل القاهرة يحتاج ساعتين، كنت في مدينة نصر فرجعت إلى الجيزة في ساعتين، أحيانا الطريق من المطار يحتاج ثلاث ساعات.. هل هي العاصفة التي تسبق الهدوء؟ في أيام المطر تزايدت ساعات العودة وتضاعفت. خبراء يقولون أن العاصمة الإدارية سوف تسهم في تخفيف الزحام بنسبة من 20% إلى 30%.. وهو حل جزئى وليس حلّا نهائيّا.. معناه أننا نحتاج إلى أفكار إضافية ونحتاج إلى إدارة مرورية قوية لتنظيم المرور، وإلا فسوف تتوقف العاصمة، ويتم اعتبارها مدينة مغلقة.. كان الانتقال حلما قديما مثل طريق الكِباش. كان حلما منذ أيام السادات وتأخرنا أربعين عاما.. لم يستطع السادات الانتقال، واستطاع السيسي بما يملكه من تأييد شعبي وقدرة على اتخاذ القرار.. قد نشعر بالهدوء وقد نحس بآثار الانتقال إلى العاصمة الجديدة.
القاهرة لن تموت
سعى محمد أمين، لطمأنة أهالي القاهرة: لا أتصور أن تنشغل الحكومة في العاصمة الجديدة وتنسى القاهرة التاريخية.. غير معقول أن يحدث هذا، في الحقيقة الحكومة برهنت على أنها لن تفعل ذلك. اهتمت بإعادة الوجه الحضاري لوسط البلد.. أكدت أن مصر ليست العاصمة الجديدة.. ولا يمكن إهمالها، أتمنى أن تكون القاهرة ذكية مثل العاصمة الإدارية، أتمنى أن تتم تغطيتها بالكاميرات لمراقبة الحركة المرورية والانضباط والسرقات وكل الأحوال الأمنية. وبالعربي، فإن عام 2022 سوف يشهد نقلة جديدة، وسوف يشهد الانتقال إلى عصر جديد.. وربما حكومة جديدة بوزراء جدد، ورئيس وزرائها الحالي مصطفى مدبولي.. فكلما قرأت خبرا لوزير هنا أو هناك يُذكِّرني بالتغيير الوزاري، وهو لا يتجاوز 30%.. وقد يقل عدد الوزراء في الحكومة الجديدة أيضا بالمعدل نفسه.. هناك وزارات تعمل بدون وزير، ولو غاب شهورا لمَا تأثرت الوزارة بغيابه. معلوم أن العاصمة الإدارية صُمِّمت كمدينة ذكية، ونحن نريد حكومة ذكية تواكب المدينة الذكية، ونريد أن يتضاءل فيها العدد إلى حد كبير.. فلا قيمة لمدينة ذكية والعاملون فيها أغبياء، ونريد أن تكون القاهرة أيضا مدينة ذكية تمشي زَي الساعة، ونرصد فيها كل دبّة نملة. نحن ما زلنا نحلم بحياة نظيفة نعيش فيها، بمواصفات الذين سوف يقيمون في العاصمة الإدارية والكومباوندات نفسها.. قبل أن يتم تصنيف المواطنين طبقا للحي الذي يقيمون فيه، أن كانوا من أصحاب الشقق أو الفيلات.. هذه رسالة من أصحاب الشقق إلى أصحاب الفيلات.. من حقنا أن نعيش ونتنفس هواء نظيفا.
ستغرق مجددأ
توقع رزق الطرابيش في “الوفد” بأن غرق الإسكندرية لن يكون الأول والأخير، ولكن الغرق هذه المرة ليس كمثله من قبل، وليس بسبب كمية الأمطار، ولكن بسبب الإدارة العشوائية للأزمة، رغم أن الإسكندرية لم تغرق في عهد المحافظين اللواء رضا فرحات والدكتور محمد سلطان والدكتور عبد العزيز قنصوة، لأن الوزير محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندرية الأسبق، رتب الأمور جيدا وعمل اللازم وزيادة، لأنه جاء بعد محافظ تمت إقالته بسبب الغرق وهو المهندس هاني المسيري، الذي كان ضحية للغرق رغم أنه كان خبيرا في الإدارة، ولكن عبد الظاهر وضع خطة احترازية لعدم الغرق مرة أخرى، ووضع في اعتباره سيناريو الغرق، كما وضع أيضا في الحسبان عدم إقالته بسبب الغرق، كما حدث مع المسيري، ولكنه في الحقيقة خبير في الإدارة المحلية، فعمل اللازم ولكن وزير الإدارة المحلية حينذاك وقف ضده ورفض تمويل صندوق المحافظة رغم أن المحافظة كانت مفلسة في ذلك الوقت. كل ذلك بسبب رفض عبد الظاهر دخول المرافق للمخالفين وبسبب رفضه تسهيل الاستيلاء على أراضي الدولة وأشياء أخرى كثيرة، وكانت النتيجة أن تقدم عبد الظاهر باستقالته لرئيس الوزراء حينذاك لأنه أراد الإصلاح، ووقف دخول المرافق حتى لا يستمر مسلسل الغرق، لأن شبكة الصرف الصحي لن تتحمل العمارات المخالفة، التي بلغت عشرين دورا وثلاثين دورا في شوارع ضيقة، والحق يقال جاء الدكتور عبد العزيز قنصوة، ليضع بأساليبه العلمية وعقله الذكي المعروف روشتة علاج وإنشاء مشروعات حقيقية سريعة خاصة بالأنفاق لعدم تكدس المياه.
العالم يترقب
أنظار العالم صوب إيران ومن المهتمين بالأمر محمد عصت في “الشروق”، تصريحات نارية غاضبة وصلت لتهديدات بنشوب حروب طاحنة، وأخرى دبلوماسية واقعية عاقلة، وثالثة لم تخل من «فانتازيا» أن صح التعبير.. سبقت مفاوضات فيينا التي بدأت جولتها السابعة قبل أيام قليلة، بين إيران والدول الغربية حول «اتفاق 2015» الذي ألغاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ويحاول الرئيس الحالي جو بايدن إحياءه من جديد، بعد أن أصبحت إيران على الطريق نحو امتلاك ما يمكن أن نسميه «نصف قنبلة نووية» مع إعلانها امتلاك 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب، تكفي بحسب تقارير غربية لصنع قنبلة نووية خلال عامين. أكثر التصريحات سخونة صدرت من إسرائيل، كبار مسؤوليها هددوا بقصف منشآت إيران النووية، أو القيام بأعمال استخباراتية ضدها، وتخصيص 1.5 مليار دولار لهذا الغرض، باعتبار أن إيران هي التهديد الحقيقي لوجود إسرائيل، أما الدول الأوروبية الثلاث إنكلترا وفرنسا وألمانيا التي عارضت خروج أمريكا من الاتفاق عام 2018، أو بمعنى أدق لم ترحب به، فقد لاذت بالصمت طوال السنوات الثلاث الماضية، واكتفت بتصريحات تؤكد اهتمامها بضمان أمن إسرائيل ضد أي تهديدات خارجية، وهو ما عبرت عنه بوضوح المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل خلال زيارتها أوائل الشهر الحالي لإسرائيل، في الوقت الذي شددت فيه إدارة بايدن الضغوط على إيران، وطالبتها بإيقاف تخصيب اليورانيوم فورا، ومراجعة خططها لتطوير الصواريخ بعيدة المدى، التي من الممكن تحميلها برؤوس نووية، في حين أعلنت السعودية بشكل غير رسمي على لسان الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات السعودية عن ضرورة امتلاك أسلحة نووية تواجه بها خطر القنابل النووية الإيرانية، وهو ما يفتح الباب للتساؤل حول جدية النوايا السعودية، خاصة أن هناك تقارير صحافية سابقة تشير إلى تعاون ما في المجال النووي بين المملكة وكل من الصين وباكستان.
يوم سيأتي
في سرده لمخاوف العديد من البلدان من القنبلة الايرانية أشار محمد عصمت، إلى أن إيران أعلنت أن كميات اليورانيوم المخصب التي أنتجتها أخيرا، مخصصة فقط كوقود لإجراء الأبحاث وليس لصنع قنابل، وأن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أصدر فتوى بتحريم صنع القنبلة النووية، فقد جاءت التصريحات المثيرة لوزير الأمن والاستخبارات الإيراني محمود علوي بأن بلاده قد تضطر إلى امتلاك سلاح نووي إذا استمرت العقوبات الغربية على بلاده، لتضع هذه الفتوى في مهب الريح، ولتؤكد من جانب آخر أن هناك آمالا كبيرة في العودة لاتفاق 2015، رغم أجواء التشاؤم التي تحيط بالمفاوضات الحالية. أوضح الكاتب أن مخاوف الدول العربية ـ وبالأخص الخليجية ـ من قدرات وطموحات إيران النووية مشروعة ومبررة، لكن ردود أفعالها ورهاناتها السياسية على إسرائيل لحمايتها من «الخطر الإيراني» تثير الكثير من التساؤلات حول ترهل وضعف النظام الإقليمي العربي، الذي لا يرى في إسرائيل التي تمتلك أكثر من 200 رأس نووي، أي تهديد حقيقي، في حين يعتقد أن إيران «شبه النووية» خطر داهم ينبغي مواجهته بمنتهى العنف والحسم. المخاوف الخليجية تأتى تحسبا من هيمنة إيران السياسية والعقائدية المفترضة على دولها، وهو أمر سيظل يخيم على جميع أرجاء المنطقة، طالما ظل الخلاف محتدما بين السنة والشيعة، وطالما ظل الإصلاح الديني حلما بعيد المنال، وطالما ظل الاعتقاد السائد بين الطرفين أن خلافاتهما قدر سماوي، لا يمكن تغييره. كل شعوب المنطقة ستظل تدفع فاتورة باهظة الثمن لهذه الخلافات العقائدية، بانتظار أن يأتي يوم تخرج فيه كل دول المنطقة من قيود التاريخ، وأطماع الآخرين وتدخلهم في تحديد مصائرنا.. قد يكون هذا اليوم بعيدا، لكنه بالتأكيد سيأتي في زمن ما.
ربما تنتصر
مع استئناف مفاوضات القوى الكبرى وإيران تبدو آفاق التسوية من وجهة نظر عبدالله عبدالسلام في “الأهرام” متدنية والأجواء كئيبة. الإيرانيون يرفعون سقف مطالبهم، والأمريكيون يحذرون من إمكانية انسحابهم كلية من الصفقة، بينما إسرائيل تهدد بضربة عسكرية مميتة للبرنامج النووي الإيراني. هل سياسات حافة الهاوية تلك تؤشر إلى إمكانية وجود فرصة للنجاح؟ إيران تدخل المفاوضات وهدفها إلغاء عقوبات كاسحة فرضها ترامب (إعلامها يطلق عليها مفاوضات رفع العقوبات غير القانونية)، والحصول على ضمانات أمريكية، بعدم تراجع أي إدارة مقبلة عما يتم الاتفاق عليه. أمريكا، التي لا تشارك مباشرة في المحادثات، ليست بوارد تنفيذ المطلبين، وتعتقد أن المفاوضين الإيرانيين جاءوا لإظهار القوة والعناد، وأن رفع العقوبات مجرد ذريعة، فحتى لو جرى إنهاؤها، فلن تؤدي لتحسين الاقتصاد، لذلك فإن حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تريد إقناع مواطنيها بأنها تتمسك بحقوق بلادهم أكثر من حكومة المعتدلين السابقة. كما أن واشنطن لن تعرض على طهران اتفاقا مؤقتا يرفع بعض العقوبات مقابل تجميد جزئي لأنشطتها النووية، لأن الكونغرس لن يوافق. ما الحل إذن من وجهة نظر واشنطن؟ هناك، كما ذكر مسؤول أمريكي سابق لموقع بوليتيكو، الخطة «ب»، التي تعتمد على تكثيف الضغوط الدبلوماسية والعقوبات على إيران، لإجبارها على العودة للتفاوض وتقديم تنازلات. الخطة تتضمن أيضا غض الطرف أو مساعدة إسرائيل على شن هجمات إلكترونية ومخابراتية على مواقع إيران النووية. المسؤول قال: «هدفنا كسب الوقت وإطالة عمر القضية، وسندع الإيرانيين ينغمسون في هذه الورطة». المماطلة الأمريكية مرجعها أيضا تزايد الاستياء الدولي من تحدي طهران لمفتشي الوكالة الذرية، كما أن واشنطن تتوقع اندلاع احتجاجات شعبية نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي. إيران، من جانبها، تعتقد أن جبروت عقوبات ترامب فشل في إجبارها على التسليم والتنازل، فلماذا التراجع الآن، وقد أحرزت تقدما نوويا ملحوظا؟
لقاح للجميع
منظمة الصحة العالمية تعلمت، كما يرى جلال عارف في “الأخبار” من أخطاء بداية ظهور فيروس كورونا، حين تأخرت كثيرا في تحذير العالم من أنه يواجه وباء أو جائحة.. هذه المرة لا تتردد المنظمة في التنبيه للخطر الذي وصفته بالأمس بأنه «مرتفع للغاية» بعد ما ظهر- حتى الآن – من خطورة المتحور الجديد «أوميكرون». ولا شك في أن الشفافية التي تعاملت بها سلطات جنوب افريقيا حيث ظهرت السلالة الجديدة لأول مرة، والسرعة التي تم فيها الكشف عن الحالات المصابة ودراسة المتغيرات في الفيروس.. كل ذلك يختلف عن المناخ الذي كانت فيه المعلومات تحجب عن المنظمة العالمية، حين ظهر الفيروس الأصلي في الصين، وما نتج عن ذلك من تأخر العالم في المواجهة لأسابيع تمدد فيها الفيروس وانتشر في كل أنحاء الدنيا. المعركة مع الفيروس كانت وما زالت معركة وقت. ففي النهاية سيكون هناك لقاح وعلاج ناجع، وسيختفى الفيروس تماما أو يتحول إلى ما يشبه الأنفلونزا الموسمية التي لا توقف الحياة العامة. ولا تدمر الاقتصاد، ولا تغلق المطارات والموانئ، كما فعلت كورونا منذ ظهرت سلالتها الأولى، التنبه مبكرا لخطورة السلالة الجديدة يمنح العالم فرصة أكبر للاستعداد والمواجهة. السباق الآن بين قدرة «أوميكرون»، على الانتشار ومحاولات حصاره وإبطاء انتشاره حتى يتم الكشف عن كل الحقائق المتعلقة بتطورات السلالة الجديدة، ومن ثم تطوير اللقاحات لتكون أكثر فاعلية، ومضاعفة الجهد ليصل اللقاح للجميع.. الوضع حتى الآن في العالم كله لا يدعو للفزع، لكنه لا يسمح بالاستهانة، الأيام المقبلة حاسمة في المعركة ضد كورونا. الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية مع أخذ اللقاح يجنبنا الكثير من المخاطر. أسوأ ما في السلالة الجديدة «أوميكرون»، هو سرعة الانتشار. الكمامة التي كادت تختفي يجب أن تعود.
فليرحمها ربها
انتقد الدكتور أسامة الغزالي حرب وصف فنانة مصر العظيمة الراحلة شادية بأنها دلوعة السينما المصرية وتابع في “الأهرام”: أقول هذا بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيلها التي حلت مؤخرا. وأعتقد أنها نقطة تستحق الإشارة إليها، خاصة لدى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر واحدة من أهم فناني مصر في القرن العشرين. كيف تكون دلوعة تلك التي لعبت أدوار البطولة أو شاركت في مئة وخمسة عشر فيلما، منها ستة أفلام من أهم مئة فيلم في السينما المصرية، وغيرها من العلامات الفارقة في تاريخها مثل «اللص والكلاب» و«شيء من الخوف» و«ميرامار» و«مراتي مدير عام»، إلخ. كيف تكون دلوعة تلك التي شدت بنحو 400 أغنية أغلبها يعرفها جيدا جيلي؟ ربما كانت بعض أوائل أغنياتها الخفيفة كانت هي السبب في إطلاق هذه التسمية القاصرة على شادية، ولكن تراثها الكبير والخصب من الأغانى العاطفية أسهم في تشكيل الوجدان العاطفي والإنساني لجيلنا، بشكل عميق ومؤثر، وعلى نحو يستحيل معه تحديد أولوية لهذه الأغنية أو تلك. وهل يمكن أن تتم خطوبة في منزل مصري دون أن تصدح فيه دبلة الخطوبة لشادية؟ ولكنني هنا أحب بالذات أن أسجل التاريخ المشرف لهذه الفنانة العظيمة الذي تجسد بالذات في أغنياتها الوطنية الرائعة، فهل ننسى “أمانة عليك أمانة يا مسافر بور سعيد، لتبوس لي كل إيد حاربت في بورسعيد”، عقب اندحار العدوان الثلاثى عام 1956؟ هل ننسى أغنية يا حبيتى يا مصر التي غنتها في وسط الإعداد لحرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1970 من كلمات محمد حمزة وتلحين بليغ حمدي؟ التي بلورت عواطف جيلنا الجياشة في حب بلدنا الذي جرحت الهزيمة كبرياءه وهزت مشاعره، هل ينسى جيلنا، الذي اقشعرت أبدانه تأثرا بنصر أكتوبر العظيم حماس شادية في شدوها لأغنيتها الرائعة عبرنا الهزيمة لمؤلفها عبد الرحيم منصور وملحنها بليغ حمدي؟ إذا كانت تلك هي الدلوعة، فمن تكون الفنانة العظيمة التي تستحق احتفالا يليق بذكراها العطرة؟
ولد وبنت
مارس/آذار 1990 ذهب كرم جبر كما قال في “الأخبار” إلى المنيا لعمل تحقيق صحافي، كانت تحترق هي وأبو قرقاص بسبب شائعة كاذبة عن علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وطالبة مسلمة، لا أساس لها من الصحة. قابلت التلميذة الصغيرة ثالثة إعدادي، وكانت مذعورة، وقالت لي «يا بيه عايزني أقول إيه وأضافت «ناس بيمسكوني ويقولوا قولي كذا إحنا جماعات، وبعد شوية ناس تاني غيرهم يقولوا قولي كذا».. أنت عايزني أقول إيه؟ الحقيقة أن التلميذة الصغيرة يتيمة الأب والأم، كانت منبهرة بفوازير شريهان وفساتينها وحكاياتها في فوازير رمضان، فقصت على زميلتها في الفصل حكاية وهمية، عن الشاب المسيحي الذي يركب سيارة حمراء وأبوه يمتلك «مغلق» أخشاب، وزعمت كذبا أنه على علاقة بها، وكانت إحدى زميلاتها في الفصل شقيقة أحد قادة الجماعة الإسلامية. وانتقلت الحكاية إلى أعضاء الجماعة، وصدقوا أن التلميذة الصغيرة تذهب إلى شقة سحرية يمتلكها صاحب السيارة الحمراء ويشربون المخدرات، وكانت كلها من محض الخيال. اشتعلت الحرائق في أبو قرقاص، المحلات والأسواق، وامتدت النار إلى المنيا نفسها، وحدثت حالة احتقان عنيفة بسبب أكذوبة لا أساس لها من الصحة. في مثل هذه الأحوال كان المتعارف عليه هو أن يظهر شيخ وقسيس في مقر الحزب الوطني، فيتعانقان ويتصافحان أمام الكاميرات، دون النفاذ إلى الجذور الحقيقية للمشكلة.
دولة قوية
إذا أردت أن تثير فتنة والكلام ما زال لكرم جبر في “الأخبار” أطلق شائعة، وأخطر الشائعات إما تتعلق بالعقيدة، والمواجهة كانت تتطلب ثلاثة أشياء.. الأول هو ضرب الشائعات فورا، والثاني تفعيل القانون، ثم تأتي بعد ذلك الجهود الشعبية والمصالحات الودية. البوابة الواسعة للفتن هي المساس بالأديان، سواء كان فعلا أم رد فعل، وتتسع رقعة النار لتهدد ببوادر مواجهة، تجد من يؤججها وينفخ فيها، وحاولت الجماعة الإرهابية في عام حكمها الأسود، أن تفعِّل الفتن والصراعات، ولكن تصدى لها العقلاء من الجانبين. أمن مصر وسلامتها في العلاقات الطيبة بين عنصرى الأمة، على قاعدة المواطنة والمساواة والعدالة القانونية الحازمة، التي لا تفرق بين هذا وذاك.. العدالة معصوبة العينين. وأفضل شيء بعد أحداث السنوات الأخيرة، إيمان الطرفين بأن الاستقواء بمصر هو الحل، فهي الملاذ الآمن الذي يستطيع أن يحمي الجميع ويحقق العدالة المنشودة، ولا يفضل طرفا على آخر. ويذكر للرئيس السيسي أنه يرعى الكنيسة بدرجة رعايته نفسها للمسجد، ويحوز ثقة الجميع كرئيس لكل المصريين، ويحتفل بأعيادهم ويهنئهم ويصلي العيد في الفتاح العليم. انتهى الكاتب إلى أن الدولة العادلة هي صمام الأمان، وعلاقة المسلمين والأقباط هي سر تميز هذا الوطن وسماحته وعلو شأنه.. وأدام الله الأمن والسلام للجميع.
هاجس كوني
من الواضح والكلام لسليمان جودة في “مصراوي”، أن قضية التغيرات في المناخ سوف تتحول إلى هاجس عالمي كبير، وسوف تكون على رأس موضوعات كل محفل دولي ينعقد من اليوم إلى ما شاء الله، وقد بدأنا نرى ونتابع دلائل كثيرة تقول هذا يوماً بعد يوم وتؤيده.. وكان حجم التغطية الإعلامية التي حظيت بها قمة المناخ المنعقدة في مدينة غلاسكو البريطانية أول شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من بين المؤشرات القوية في هذا الاتجاه.. وما كادت قمة غلاسكو تنفض في الثالث عشر من نوفمبر، حتى بدأ الكلام عن القمة التالية، التي ستنعقد في شرم الشيخ في مثل هذا الشهر من السنة المقبلة! وعندما جاء الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في زيارته الأخيرة إلى القاهرة، فإن قضية التغير المناخي كانت على رأس الموضوعات التي ناقشها مع الرئيس السيسي، خلال الزيارة، ولكن الفيصل في هذا الملف كما أوضح الكاتب سيكون ما تحدثت عنه ناشطة البيئة السويدية غريتا ثونبيرغ، التي نذرت حياتها رغم صغر سنها للعمل من أجل بيئة نظيفة في العالم كله وليس في السويد وحدها.. ومما قالته إن العمل الحقيقي في سبيل بيئة أنظف يجب أن يكون خارج قاعات المؤتمرات لا داخلها. وما قالت به غريتا هو الصحيح تماماً، لأن مشكلات العالم الكبرى، وفي المقدمة منها قضية البيئة التي صارت حديثاً على كل لسان ليست في حاجة إلى كلام، بقدر حاجتها إلى فعل يترجم ما يقال إلى عمل حي على الأرض، يلمسه الناس ويراه كل إنسان. ولن يحدث ما تدعو إليه الناشطة غريتا، إلا إذا أقرت الدول الصناعية الكبرى بأن مشكلات المناخ في العالم وتغيراته، ترجع إليها هي كسبب أول للتلوث، أكثر مما ترجع إلى الدول النامية.. وهذا ما تشير إليه بوضوح كل الدراسات التي جرت حول الموضوع مؤخراً، فالأرقام التي لا تكذب تقول إن الولايات المتحدة الأمريكية، هي أعلى دول العالم إنتاجاً للملوثات الصناعية، وإنها تستأثر وحدها بما يزيد على عشرين في المئة من هذه الملوثات، ومن بعدها تأتي أوروبا ثم الصين، وفي آخر القائمة تأتي القارة السمراء التي لا يزيد نصيبها على ثلاثة في المئة.
مشعلو الفتنة
دعا عبد القادر شهيب في “فيتو” الإعلاميين إلى التمسك بأعراف وتقاليد المهنة، والبحث عما يخدم الوطن وتجاوز الخلافات العائلية قائلاً: الخلاف الذي حدث داخل عائلة الفنان الكبير رشوان توفيق ليس أول خلاف من نوعه نشهده أو نسمعه.. يوميا تحدث خلافات مشابهة له في مجتمعنا، ومنها ما اقترن بالعنف أيضا، لذلك لا أرتاح لهذا الاهتمام الخاص والمبالغ فيه الذي منحه إعلامنا لخلاف أسرة رشوان توفيق، ولا أعتقد أن الفنان الكبير هو الآخر مرتاح لذلك، وكان يود أن يبقى الأمر بعيدا عن الإعلام والإعلاميين. نعم رشوان توفيق فنان مشهور، ومن المفهوم متابعة أخباره وكذلك أخبار بناته وأحفاده من قبل الصحافة والإعلام، لكن المبالغة في هذه المتابعة وتحويل المشكلة العائلية التي يعاني منها هو وأسرته، من قبل الصحافة والإعلام لا يريح ويسهم في زيادة حدة تلكَ المشكلة، بدلا من احتوائها وحلها. كما أن لدى الصحافة والإعلام في بلادي من الأمور والقضايا التي تستحق أن تنال الاهتمام، لأنها لا تخص شخصا واحدا أو أسرة واحدة فقط، وإنما تخص الشعب المصري كله، ابتداء من مشكلة المتحور الجديد لفيروس كورونا وكيف سنواجهه، وتأثير ذلك في الاقتصاد العالمي وتداعياته على اقتصادنا، وحتى ما يحدث في إثيوبيا الآن من اقتتال داخلي، وتداعيات ذلك على أزمة السد الإثيوبي، التي استعصت على الحل بسبب تعنت إثيوبيا وسعيها للسيطرة على النيل الأزرق والتحكم في تدفق مياهه إلينا. وطالب الكاتب الزملاء في الصحافة والإعلام أن يكفوا عن الاسترسال في تناول تلك المشكلة العائلية في بيت الفنان الكبير، خاصة أنه يوجد منها يوميا آلاف المشاكل المشابهة في مجتمعنا.. وبالمناسبة المهنية تحضنا على ذلك.
لا تدعوه يهرب
من معارك أمس الثلاثاء الهجوم على آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي الذي لا تخلو منه صحيفة، ومن بين المطالبين بمحاكمته على الجرائم التي ارتكبها خالد إمام في “الجمهورية”: بعد أن فشل السفاح آبي أحمد الحاصل على جائزة نوبل للسلام، زوراً وبهتاناً في إقناع مجلس الأمن أكثر من مرة بعدم إدانة الحرب الإثيوبية التي أشعلها.. استغاث كالنساء بالعالم والدول الافريقية وحثهم على التدخل لإنقاذ بلاده التي وصفها بأنها تشهد لحظاتها الأخيرة، وأنها على وشك السقوط في أيدي قوات تيغراي (الإثيوبية) التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من العاصمة أديس أبابا.. ولأن أحداً لم يستجب له.. قام بتسليم مهام منصبه لنائبه ديميكي ميكوتين.. وأعلن أنه سوف ينضم لجنوده على جبهة القتال، خاصة بعد أسر 11 ألف جندي تابعين لسفاح نوبل، وإعلان مسلحي تيغراي أنهم أصبحوا أقرب ما يكون من حسم المعركة. وأكد الكاتب أن قرار السفاح تسليم مهام منصبه لنائبه ليس له سوى أحد أمرين: الأول.. أن يفلح ديميكي في ما فشل هو فيه بأن يتفاوض مع جبهة تيغراي ويتم انسحاب قواتها. والثاني.. أن تكون فرصة هروبه أكبر وأضمن وهو خارج السلطة.. فاضل على السفاح (تكه).
جريمة عائلية
وقائع جريمة عائلية اهتم بها بهجت أبو ضيف في “اليوم السابع”: لقي موظف مصرعه بعدما ألقى بنفسه من شرفة عقار في الوراق عقب تعديه على زوجته ونجليه بسلاح أبيض، وتم نقل المتوفى إلى مستشفى إمبابة العام، بينما جرى نقل المصابين إلى مستشفى آخرى، وتحرر محضر بالواقعة. تلقت غرف عملية النجدة، بلاغا بوصول معلمة 34 سنة، للمستشفى مصابة بطعنة شبه نافذة في الصدر، وبصحبتها ابناها مصابان بطعنات وكسور، حيث أسفرت التحريات عن أن الزوج وراء ارتكاب الواقعة، وانتقل رجال المباحث إلى المكان لكشف ملابسات الواقعة، وتبين أن وراء الحادث زوج المجني عليها، وعقب ارتكابه الواقعة قفز من شرفة العقار وتوفي ونقل إلى المشرحة، في ما تم نقل زوجته ونجليه المصابين إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية. ونصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه “يحكم على فاعل هذه الجناية (أي جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى”. وأوضحت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجاني قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدي، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعني أن هناك تعدداً في الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.