واشنطن ـ «القدس العربي» ـ من رائد صالحة: انتهت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة باعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما انتهاء المهمة القتالية في افغانستان في بيان اكد فيه على ان امريكا هي أكثر امنا بعد 13 سنة من الصراع .
وجادل اوباما بان الجنود ورجال الاستخبارات قد تمكنوا من تدمير القيادة المركزية لتنظيم « القاعدة « ومعاقبة اسامة بن لادن وتعطيل الكثير من المؤامرات الارهابية وانقاذ حياة المواطنين الامريكين كما قال بانهم ساعدوا الافغان على استعادة مجتمعهم واخذ زمام المبادرة بشأن امنهم وعقد الانتخابات التاريخية واستكمال عملية النقل الديمقراطي للسلطة وهي الاولى في تاريخ بلادهم
وقد انتهت المهمة القتالية الامريكية رسميا في افغانستان، الاحد الماضي ،رغم بقاء ما يزيد عن 10 الاف جندي أمريكي في البلاد بهدف دعم القوات الافغانية، ومن غير الواضح ما مدى الاستقرار الذي ستعيشه افغانستان بعد مغادرة القوات الامريكية ولكن اوباما كان مهتما اكثر بالتاكيد على انها لن تكون مصدرا لهجمات ارهابية في المستقبل ضد الولايات المتحدة
وانتقد الجمهوريون استراتيجية اوباما في افغانستان، وقال السيناتور جون ماكين بان البلاد قد تنزلق إلى حالة من عدم الاستقرار من دون الوجود الثقيل للولايات المتحدة، واضاف بان افغانستان يمكن ان تتحول إلى عراق اخر بعد رحيل القوات الامريكية واننا :» ذاهبون إلى رؤية نفس الفيلم الذي رأيناه في العراق « ولكن الرأى العام الامريكي كان ضد حرب افغانستان حيث اكدت معظم الاستطلاعات ان الامريكيين سئموا من الحرب الطويلة .
ورفض اوباما المقولات التى تشير إلى ان افغانستان ستبقى قضية جدلية حول ارث عهده مؤكدا بانه زاد من الوجود الامريكي في افغانستان عندما تولى منصبه، ولكن اوباما بدأ في سحب القوات الامريكية في فترة ولايته الثانية وتعهد بخروج جميع القوات الامريكية من البلاد بحلول نهاية عام 2016 .
وطوى الجنرال جون كامبل، قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية، في احتفال رسمي علم البعثة القديمة ورفع علما اخر يشير إلى البدء في عملية جديدة تدعى « الدعم الحازم « حيث ستبقى قوات أمريكية في افغانستان بموجب الاتفاقية الأمنية الثنائية التى وقعها الرئيس الافغاني الجديد أشرف غاني .
وكان وزير الدفاع الامريكي المنتهية ولايته، تشاك هاغل، قد اعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن زيادة عدد القوات الامريكية التى ستبقى في افغانستان مقارنة بالخطة السابقة، وفسر هاغل هذا الاجراء إلى تقليل شركاء الولايات المتحدة من نسبة مشاركتهم في القوات وليس بسبب الهجمات الشرسة الاخيرة لطالبان في البلاد .
ولم يقابل الاحتفال الرسمي بانتهاء المهمات القتالية الامريكية في افغانستان بجعجعة من المسؤولين الامريكيين ولكن ينس شتولتنبرج، الامين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي، قال بان دول المنطقة اصبحت اكثر امانا من خلال رفض توفير الملاذ الأمن للجماعات الارهابية مؤكدا بان الأمن في افغانستان سيكون بيد اكثر من 350 الف جندى وشرطي افغاني مع مساعدة من القوات الامريكية وقوات الناتو .