أوباما يواجه الجمهوريين.. والأسد ضمن بقاءه في الحكم

حجم الخط
4

لندن ـ ‘القدس العربي’: طلبت الحكومة الأمريكية من صحافيين كشفوا عن محادثات سرية موازية مع الرسمية التي كانت تعقدها مجموع الدول (5+1) في جنيف مع إيران لحل الأزمة النووية معها، عدم الكشف عنها حتى إعلان واشنطن وحلفائها إتفاقا ‘تاريخياً’ تقوم من خلاله إيران بتخفيض مستويات تخصيب اليورانيوم مقابل رفع متواضع للعقوبات التي فرضتها أمريكا بمساعدة من حلفائها على إيران خلال العقود الماضية، وقامت وكالة أنباء ‘اسوسيتد برس’ وموقع ‘المونيتور’ بنشر تفاصيل اللقاءات يوم الأحد بعد توقيع الإتفاق.
وفي الوقت الذي رحبت فيه عواصم دولية وعربية بالإتفاق واستقبل المفاوضون الإيرانيون استقبال الفاتحين في مطار مهرباد في طهران ساد صمت في الرياض وإسرائيل حيث حذرت الأخيرة من عواقب ما أسمته ‘الإتفاق السيىء’، على الرغم من محادثة باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

محطة عُمان

وبحسب الوكالة الأمريكية وموقع ‘المونيتور’ فقد عقد مسؤولون أمريكيون في منصب مساعدين لوزير الخارجية ولنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدين خمسة لقاءات مع مسؤولين إيرانيين في عُمان منذ آذار (مارس) الماضي مما يقترح أن بعضها عقد قبل الأنتخابات الإيرانية الاخيرة التي فاز بها فيها الإصلاحي حسن روحاني.
وذكرت أن جيك سوليفان المساعد لبايدين، وويليام بارنز من الخارجية، وبونيت تولر من مجلس الأمن القومي. وهذه تفسر الطريقة السريعة التي تم فيها التوصل لاتفاق بين البلدين كما تفسر السبب الذي أغضب الفرنسيين عندما قدم الأمريكيون اتفاقا جاهزا لهم لتوقيعه وذلك في الجولة الأولى من المحادثات.

إتفاق سيىء

ويظل الإتفاق مرحليا يفسره كل طرف بالطريقة التي يريدها، ورأت فيه صحيفة ‘تايمز’ البريطانية اتفاقاً ‘سيئاً’ مستخدمة في افتتاحيتها التعبيرات الإسرائيلية حيث علقت على ما قاله محمد جواد ظريف، وزير الخارجي الإيراني ورئيس وفد المفاوضات الإيراني إن الإتفاق يعبر بطريقة لا ترقى للشك عن اعتراف المجتمع الدولي بالمشروع النووي السلمي الأغراض.
وقالت ان إتفاقاً يوافق على المطالب الإيرانية كما عبر عنها ظريف لا يخدم السلم العالمي فما أدى إلى هذا الإتفاق المرحلي هي ‘الضغوط الدبلوماسية والعقوبات التي أجبرت إيران للجلوس على طاولة المفاوضات، وقد أعطيت في صفقة جنيف شروطا كريمة لا تستحقها’.
وبناء ‘على التصرفات الإيرانية السابقة فستقوم طهران بوضع هذه التنازلات في الخزانة ومواصلة ما كانت تقوم به بدون معوقات’.
وبعد تقديم بعض بنود الصفقة تقول الصحيفة إن ما تم الإتفاق عليه كان سيحمل معنى لو تم ‘مع دولة أظهرت استعداداً حقيقياً للوفاء بالتزاماتها ضمن ما تقره معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، وعندها سيكون هذا أول خطوة نحو التوصل لاتفاق شامل وأعاد إيران لحضن العائلة الدولية وضمن لها مصادرها من الطاقة’.
وعلى خلاف هذه النظرة فإيران دولة ليس لها سجل جيد، فهي معروفة كما تقول الصحيفة بالخداع والعداء للأجنبي، ولم تنس في هذا السياق الحديث عن علاقة إيران بإسرائيل حيث قالت إن الجمهورية الإسلامية تهدد إسرائيل بالإبادة، ومنذ الكشف عن نشاطات إيران النووية كشف عن سلسلة من الأكاذيب.
وتختم بالقول إن إيران التي تزعم بأنها تقوم بانتاج الطاقة النووية لأغراض سلمية لا تحتاج كي تخصب اليورانيوم وبناء مفاعلات نووية للمياه الثقيلة في ‘آراك’ و’ناتنز’، وبدلاً من تخصيبه فيمكن لإيران شراء اليورانيوم من السوق العالمي وبأسعار مخفضة.
وتعتقد الصحيفة أن إصرار الحكومة الإيرانية على السيطرة على العملية الإنتاجية تقترح أنها تريد إنتاج القنبلة النووية.
وترى الصحيفة ان التنازلات القليلة التي قدمتها إيران في المفاوضات تكشف أن الضغوط هي الوسيلة الفعالة كي تقدم تنازلات أكبر. ولكنها تقول ان مجرد منح القوى التقليدية فسحة لإيران كي تتنفس منها فستجد صعوبة في العودة للمسار الذي تعمل عليه منذ 15 عاماً.
إنجاز كبير

وعلى خلاف تشاؤم ولهجة ‘تايمز’ الرافضة لما حدث صباح الأحد في جنيف ترى ‘غارديان’ فيه أكبر إنجاز لباراك أوباما في مجال السياسة الخارجية منذ توليه السلطة، وأهم اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وفي حالة نجاح الدولتين في التوصل لاتفاق دائم فسيترك أثره على منطقة الشرق الأوسط وشكله، حيث ستقوم واشنطن بإعادة تشكيل علاقاتها مع أصدقائها التقليديين في المنطقة.
ولكن الطريق لا يزال طويلا، فقد قال أوباما أن جنيف ليس إلا البداية.
وترى أن صفقة جنيف تحققت بعد تقديم كل طرف تنازلات، فإيران وافقت على تخفيض عمليات تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو وآراك بنسبة 20′ ووافقت على تفتيش دولي صارم على مفاعلاتها، مما يعني تخفيض مخزونها من اليورانيوم، ولن تكون إيران قادرة على بناء القنبلة النووية بدون بناء عملية تخصيب مستقلة، وهي مهمة صعبة في ظل التفتيش الدولي، وبالنسبة للدول الخمس + واحد فقد قدمت تنازلات على شكل اعتراف بحق إيران بالطاقة النووية السلمية أياً كان الخلاف حول طبيعة التخصيب الذي سيستمر وإن بكميات قليلة.
وتعتقد الصحيفة أن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على عرابي الإتفاق وهم جون كيري وكاثرين آشتون، مفوضية الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، ومحمد ظريف وزير الخارجية الإيراني للمواصلة.
وتقول الصحيفة إن النقاش ألأقوى ضد الرافضين – صقور الكونغرس، إسرائيل ودول الخليج وفي داخل إيران أيضاً يتعلق بالبديل الذي يطرحونه غير دفع المنطقة إلى حرب جديدة، وتضيف ‘سواء وافقت أم لم توافق فإن تخليص سورية من الأسلحة الكيماوية كان أكثر فعالية من صوت صواريخ ‘كروز’ التي كانت ستنطلق من البوارج الأمريكية، مع أن الحكومة السعودية نظرت باحتقار لحلفائها الأمريكيين لأنهم لم يقوموا بضرب سورية.
يضاف إلى هذا فمجرد وجود المفتشين الدوليين سيجعل من الصعوبة بمكان أمام إيران تطوير قنبلتها النووية. وترى الصحيفة أن استخدام الخيار العسكري وإن كان سيؤخر حصول إيران على السلاح النووي لكنه لن يمنع المحتوم.
وتعتقد الصحيفة أن قيام الكونغرس بفرض جولة جديدة من العقوبات على إيران او تنفيذ نتنياهو تهديداته التي أطلقها الأحد تعني نهاية الحكومة المعتدلة في طهران، والتي ستكون ضحية خيار العسكرة.
فلم يكن باستطاعة ظريف تحقيق الإتفاق بدون دعم من مرشد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي للرئيس روحاني، وهذا قابل للتغير خاصة عندما يتم استحضار مثال الزعيم الليبي معمر القذافي الذي فتح نفسه للغرب عندما تخلى عن برامجه النووية.

الجمهوريون وقرع الطبول

وترى صحيفة ‘إندبندنت’ أن المخاطر على الإتفاق تنبع من الكونغرس واليمين الذي سيقرع نفس الطبول التي قرعتها إسرائيل ضد القرار ، وقالت إن على أوباما أن يحضر نفسه لمعركة مع الجمهوريين. وتقول إنه عندما سنحت الفرصة لحصول تقدم في مسار الشرق الأوسط كان من المتوقع أن يرقص الناس فرحاً لكن ليس هذا هو حال ما حصل في جنيف، مشيرة إلى موقف إسرائيل، التي شجب رئيس وزرائها الإتفاق وقال وزير اقتصادها نفتالي بينيت إن النتيجة الوحيدة له ستكون قنبلة نووية إيرانية في غضون أسابيع. وترى أنه لو كانت إسرائيل وحدها المعارضة للإتفاق لهان الأمر لكن عندما تعارض إسرائيل يتبعها اليمين المتطرف في أمريكا، وهناك السعودية التي تخشى هذه الأيام من منافستها الإقليمية – إيران بصورة أكثر من العدو الصهيوني، لدرجة أصبحت فيها إسرائيل والسعودية تغنيان نفس الأغنية. وتشكلان معاً كتلة تريد فشل جنيف.
والصحيفة وإن اتفقت على أن دعاة القيامة لديهم بعض المنطق من ناحية عدم تخلي إيران عن مشاريعها النووية بشكل كامل، لكن الإتفاق ‘بالنسبة لنا يمثل علامة يجب الترحيب بها تؤشر لنهاية حرب باردة طويلة بين الغرب وإيران، فالكثيرون في الغرب وإيران يتساءلون عن السبب الذي أدى إلى استمرار حالة الحرب، خاصة ان إيران قد انتخبت الآن رئيسا كرس نفسه لإنهاء سياسة المواجهة مع الغرب، وحتى في أمريكا فقد أظهر استطلاع أخير أن 60 بالمئة من الأمريكيين يريدون نهاية حالة انسداد الأفق’. وترى الصحيفة أن نتائج الإتفاق ستكون لها آثار أبعد من منعها حرباً جديدة في الشرق الأوسط، فهي ستؤدي إلى تعاون جديد لإنهاء الحرب في سورية. ففي الوقت الحالي تشعر إيران انها محاصرة من الدول السنية وإسرائيل وعليه ستعمل ما بوسعها لحماية النظام العلوي في سورية، ولكنها إن شعرت كما تقول الصحيفة إنها أقل حصاراً فالغرب وإيران قد يتوصلان إلى أرضية مشتركة.

انتصار شيعي

وفي السياق نفسه يعتقد روبرت فيسك أن الإتفاق في جنيف يمثل انتصاراً للشيعة في الصراع المتزايد مع السنة في منطقة الشرق الأوسط، ويعطي الإتفاق أملاً للرئيس الأسد بأنه باق في السلطة، وفي الوقت نفسه عزل الإتفاق إسرائيل وأغضب السعودية وحلفاءها من دول الخليج والتي آملت أن تؤدي المفاوضات في جنيف لإهانة إيران وتوسيع الدعم الدولي لهم في جهودهم للاطاحة بنظام الأسد. ويعتقد فيسك أن السياسة في المنطقة قاسية ولأنها كذلك فقد أثبتت أن الغرب لن يذهب إلى حرب مع إيران وليست لديه النية لعمل هذا.
وكان هذا واضحاً من الطريقة التي تعاملت فيها الدول الغربية مع الأزمة السورية، فبعد وصفها للأسد بأنه هتلر إلا أنها تراجعت عن تهديداتها بضرب النظام والإطاحة به. ويعتقد أن السبب هو عدم رغبة بريطانيا وأمريكا بشن حرب جديدة في المنطقة على غرار العراق، لان هاتين الدولتين هما اللتان ستدفعان الثمن.

اتفاق تاريخي ولكن..

وترى صحيفة ‘دايلي تلغراف’ أن ‘طموحات إيران النووية انتهت صباح الأحد عندما حقق الأمريكيون اتفاقاً تاريخياً عدوتها التاريخية، وبسبب هذه الدبلوماسية المتنورة فالعالم بات أكثر أماناً وأكثر مشاكل فمن حق حلفاء أمريكا التعبير عن مخاوفهم’.
فإذا أخذنا بعين الإعتبار أن المشروع النووي الإيراني لا منطق له سوى إعطاء قادة إيران القساة الخيار لبناء القنبلة النووية فمن حقنا التعبير عن شكنا، ويجب أن لا ينسى أحد أن إيران بنت مفاعلات تخصيب اليورانيوم بسرية ولم تفتحهما للتفتيش إلا بعد اكتشافهما’. وقالت إن جون كيري كان محقاً عندما قال إن الإتفاق سيضع قيوداً على إيران، وان الـ 9.500 جهاز طرد مركزي التي توقفت عن العمل يجب أن تظل كذلك، فيما ستواصل الـ 10 آلاف للعمل لمدة ستة أشهر ولن تكون قادرة على إنتاج أي شيء إلا بنسبة 5 بالمئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح // الامارات:

    سأكتفي بالتعليق ع نقطة واحدة .
    * الطاغية ( بشار الأسد ) …ربما ضمن ( الكرسي ) لبعض الوقت
    ولكن …( بإذن الله ) لن يطول هذا الوقت …وسوف تصل الثورة والثوار البواسل
    الى قصره وتقلعه من جذوره …والى جهنم وبئس المصير .
    شكرا …والشكر موصول للأخ الكاتب .

  2. يقول joe wayne:

    To Mr. Darwish
    Mr.Assad has no future inside mainland Syria, both him and his father betrayed the trust of the majority of its people on their hands heavy blood, Bashar may or can declare Alawyte mini state on the cost but majority of syrians suffered heavily to allow him to stay in power they lost many lives they will take him down eventually he can`t resist their determination and perseverence
    it is far from over

    it aint not over until the fat lady sings

  3. يقول ابومحمد العربي:

    اذا كان نظام الأسد يستطيع العيش على انقاض بلد مدمر واقتصاد منهار و وحرب استنزاف طويلة فنحن ثوار سورية نرحب بذالك لأنه يعطينا فرصة اكبر لكي نستطيع النيل من قتلة اطفالنا ومعتقلي شبابنا ولكن تجارب التاريخ علمتنا من خلال هزائم امريكا في العراق وافغانستان وكذالك هزيمة السوفيات وانهيارهم في افغانستان ان الكلمة الفصل ستكون بيد الثوار في الداخل وبالأخص بيد المجاهدين فهم قادرين على افشال كل المشاريع الصهيوصليبية

  4. يقول احمد العربي-سوريا:

    لقد انتصرت ايران الاسلاميه وانتصر محور المقاومه وانتصر الاسد واما الخائفين المرتبكين الخائبين بدءا من نتنياهو ووصولا الى أخر تائه فاقد بوصلته او مغسول دماغه ..نقول لهم لقد تبخرت احلامكم وكل الرهانات قد سقطت تحت اقدام رجال الجيش العربي السوري وهم يصنعون تباشير الشرق الاوسط الجديد بعكس ماكان يشتهي الامريكان والصهاينه واتباعهم وعبيدهم الصغار !!

إشترك في قائمتنا البريدية