بيروت ـ «القدس العربي»: صممت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية أن تبقى الشعلة مضاءة، رغم العتمة المحيطة بنا، وأن يبقى للحوار الثقافي دوره، رداً على العنف اللا محدود، الذي تعيشه فلسطين ولبنان. مهرجانات بعلبك لهذا العام تحمل رمزيتها، سواء في اختيار من سيتولّى زمام الأمسية الوحيدة، ونوعية مضمونها.
فبين لبنان وفلسطين سيكون العود نجماً دون منازع. من لبنان الفنان شربل روحانا وفرقته السداسية نجوم القسم الأول من الحفل الذي سيحتضنه مسرح كركلا في 29 الشهر الجاري. فيما يحلّ تريو جبران من فلسطين نجوماً على القسم الثاني من الحفل. يجمع بين تريو جبران وروحانا العود والإصرار على المقاومة كل حسب ما يمتلكه من مهارات وقناعات.
«القدس العربي» سألت عضو اللجنة التنفيذية لمهرجانات بعلبك اعتدال حيدر عن الحوافز التي حتّمت ألا تغيب مهرجانات بعلبك الدولية رغم الظروف؟
فقالت: منذ انطلاقها تشكل مهرجانات بعلبك صورة عن الثقافة والحضارة في لبنان. وكي تبقى شعلة هذه المهرجانات مضاءة، قررنا ونظراً للظروف القاهرة تقديم حفل رمزي وحيد في بيروت. حفل موعده الخميس المقبل في 29 الشهر الجاري على مسرح كركلا، وعنوانه «أوتار بعلبك».
□ لماذا هذا العنوان؟
■ عنوان يمثّل مضمون العمل الذي سيتابعه الجمهور. كان مقرراً تقديم «أوتار بعلبك « في معبد باخوس في بعلبك، ولهذا أطلقنا عليه هذا الإسم. كذلك يحمل هذا العنوان تماثلاً مع ضيفي الحفل شربل روحانا المعروف بعوده، وتريو جبران كذلك.
□ اختيار مسرح كركلا بديلاً لمعبد باخوس هل يحمل رمزية ما؟
■ بالتأكيد. وقع الاختيار على مسرح كركلا لكونه مجهّز بأحدث التقنيات الحديثة. وفي الوقت عينه بات مركزاً ثقافياً عالمياً. كما أن المايسترو عبد الحليم كركلا هو ابن بعلبك، وابن مهرجاناتها.
□ أن تجمع الليلة الوحيدة من مهرجانات بعلبك بين العود اللبناني والعود الفلسطيني كم يحمل من دلالات؟
■ كما تعرفين اللجنة المنظمة لمهرجانات بعلبك تجتمع على مدار العام مرّة في الأسبوع. نتدارس خلال هذه الاجتماعات كافة الإمكانات المتاحة ليأتي المهرجان الذي نستعد له بمستوى عالي وعالمي. نجمع في اختياراتنا بين اللبناني والعربي والعالمي. وبما أن البرنامج لهذا العام مختصر اخترناه موسيقياً، كون الموسيقى تعبّر عن حضارة الشعوب. ونحن كعرب لنا مع العود تراث مديد، ولهذا وقع الاختيار على الفنان شربل روحانا وفرقته. لشربل صوت معبّر، ووتر عوده ذهبي، وهو فخر للبنان. وكان الخيار أيضاً لتريو جبران من فلسطين، وهم متميزون بمستوى فني راقي جداً. كما أن تريو جبران لعبوا على أكبر مسارح العالم. بالنسبة لنا شربل روحانا وتريو جبران سيجسدون عظمة العود في ليلة 29 الجاري.
□ هل أعدّ كل من الفنان شربل روحانا وتريو جبران جديداً لمهرجانات بعلبك؟
■ بالتأكيد. سيقدم كل منهما ريبرتواراً جميلاً وجديداً. ونأمل حضوراً كبيراً وجميلا من الجمهور. يُفتتح الحفل مع شربل روحانا وفرقته، وفي الجزء الثاني سيكون الجمهور مع تريو جبران.
□ ما هي سعة مسرح كركلا مقارنة بمعبد باخوس في بعلبك؟
■ يتسع معبد باخوس لـ850 مقعد، وفي حال حُشرَت المقاعد قد يزيد العدد إلى 950، فيما يضم مسرح كركلا بحدود 450 كرسي.
□ يمكن القول إن البطاقات قد بيعت؟
■ بالتأكيد، بقي القليل. وعبركم نشكر الداعمين والراعين للمهرجانات.
□ أهالي بعلبك غير راضين عن نقل المهرجان إلى بيروت؟
■ نحن كلجنة منظمة للمهرجان اضطررنا لتأجيل المهرجان إلى أواخر شهر آب بقرار من الدولة اللبنانية وليس منا، وكذلك نقل الليلة الوحيدة إلى بيروت. بكل محبة واحترام نتوجه إلى اهلنا في بعلبك بالاعتذار لأن الظروف التي يعيشها لبنان حتّمت إلغاء هذا النشاط الفني، ونقل حفله الرمزي إلى بيروت. ونأمل في الصيف المقبل أن نعيد لبعلبك فرحتها، وأن يعود السلام إلى منطقتنا وبلدنا.