غزة – “القدس العربي”: رصد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، قيام الاحتلال بهدم ومصادرة 59 مبنى فلسطينيًا في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية، والقدس المحتلة خلال الثلاثة أسابيع الماضية ، بما يدلل على تصعيد سلطات الاحتلال حملات هدم المنازل الفلسطينية، بهدف تطبيق خطط الضم وتوسيع رقعة المستوطنات وترحيل السكان الفلسطينيين قسرا عن أراضيهم.
ويقول التقرير الذي رصد اعتداءات الاحتلال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أن السلطات الإسرائيلية هدمت أو صادرت 59 مبنًى يملكه فلسطينيون في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، بحجة الافتقار إلى رخص البناء، مما أدى إلى تهجير 37 شخصًا وإلحاق الأضرار بأكثر من 260 آخرين.
ويوضح التقرير أنه في المنطقة (ج)، هُدم 45 مبنًى في 16 تجمعًا سكانيًا، حيث هدم سبعة من هذه المباني على أساس الأمر العسكري رقم 1797، الذي ينص على الاستعجال في إزالة المباني غير المرخصة التي تُعَدّ “حديثة”.
وكان نصف المباني الأربعة عشر التي هُدمت في القدس الشرقية في قرية الولجة، التي تقع على “جانب القدس” من الجدار.
وسجلت عملية الهدم هذه كأول عمليات الهدم التي تنفذها السلطات الإسرائيلية وتسجَّل داخل حدود بلدية القدس منذ يوم الرابع من مارس.
ورصد التقرير قيام سلطات الاحتلال خلال شهر رمضان، الذي انقضى في يوم 23مايو، هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 42 مبنًى، بالمقارنة مع 13 مبنًى هُدم في شهر رمضان في العام 2019 ومبنى واحد في رمضان العام 2018، في حين لم يسجَّل هدم أي مبنًى في شهر رمضان في العام 2017.
في يوم 25 مايو، قبلت محكمة العدل العليا الإسرائيلية التماسًا لمنع هدم شقة في قرية بيت كاحل في الخليل على أساس عقابي. حيث يعود المنزل الذي تسكن فيه امرأة مع أطفالها الثلاثة لأسرة رجل فلسطيني اتُّهم بقتل إسرائيلي بالقرب من تجمّع مستوطنات “غوش عتصيون” في شهر أغسطس 2019. ويُعد قرار المحكمة الأول في نوعه منذ العام 2016.
واشتمل التقرير على بيان الهجمات الإسرائيلية التي نفذت ضد الفلسطينيين، وقال إنه في يوم 30 مايو، أطلقت قوة من شرطة حرس الحدود الإسرائيلية النار باتجاه رجل فلسطيني يبلغ من العمر 31 عامًا والذي كان يعاني من مرض التوحد وقتلته، عندما هرب بعدما أمروه بالتوقف في البلدة القديمة في القدس. وفتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقًا، لافتا إلى أنه منذ مطلع هذا العام، استشهد 15 فلسطينيًا وجندي إسرائيلي واحد في حوادث مختلفة في الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة فلسطينيين آخرين وجندي إسرائيلي بجروح في أربع هجمات فلسطينية منفصلة ضد القوات الإسرائيلية، لافتا إلى أن الاثنين الذين استشهدا، في يوميْ 14 و29 مايو، منفذين لهجمات دهس ضد جنود إسرائيليين في أثناء خدمتهم على حواجز بالقرب من قريتيْ بيت عوّا (الخليل) والنبي صالح (رام الله)، حيث أصيبَ جندي إسرائيلي بجروح في حادثة بيت عوّا. وأُصيب فلسطينيان بجروح بالرصاص في حادثتين منفصلتين في القدس الشرقية، بعدما حاولا طعن جنود إسرائيليين بالقرب من برج عسكري في حي جبل المكبّر وعلى حاجز قلنديا. ولم تَرِد التقارير التي تفيد بوقوع إصابات بين الإسرائيليين.
وأشار التقرير إلى استشهاد فلسطيني ومقتل جندي إسرائيلي خلال عمليتين منفصلتين من عمليات التفتيش والاعتقال، وأصيبَ 18 فلسطينيًا آخرين بجروح، لافتا إلى أنه في يوم 12 مايو، قُتل جندي إسرائيلي خلال عملية تفتيش واعتقال في قرية يعبَد التابعة لمدينة (جنين)، بعدما ألقى فلسطينيون حجرًا أصابه في رأسه عن أحد أسطح المنازل، وأصيبَ 14 فلسطينيًا آخرين في اشتباكات اندلعت في القرية نفسها خلال عدة عمليات تلت هذه الحادثة.
وقد أصيبَ 45 فلسطينيًا آخرين بجروح في حوادث واشتباكات متعددة مع القوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث أصيبَ 23 فلسطينيًا بجروح خلال مظاهرة في قرية الساوية (نابلس) ضد مصادرة الأراضي لتوسيع مستوطنة رحاليم القريبة من القرية، فيما أصيبَ خمسة فلسطينيين في قرية ترمسعيّا خلال اشتباكات اندلعت بعدما أجبر مستوطن إسرائيلي مزارعين كانوا يعملون في أراضيهم على مغادرة المنطقة.
كما أصيبَ ثلاثة فلسطينيين بالذخيرة الحية في بلدة أبو ديس (القدس) وثلاثة آخرون نتيجة للاعتداء الجسدي عليهم في حوارة (نابلس) خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وقال التقرير الصادر عن أحد مؤسسات الأمم المتحدة، أنه في الإجمال، نفّذت القوات الإسرائيلية 145 عملية تفتيش واعتقال في مختلف أنحاء الضفة الغربية خلال فترة الأسابيع الثلاثة التي يغطيها التقرير، فيما اعتقلت قوات الاحتلال نحو 199 فلسطينيا. وسجلت 44 عملية من هذه العمليات في أحياء القدس الشرقية، و28 عملية في الخليل، و19 عملية في رام الله و15 عملية في جنين، ولا سيما في قرية يعبَد.
وفي قطاع غزة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار في 59 مناسبة على الأقل في المناطق المحاذية للسياج الحدودي مع إسرائيل وقبالة ساحل غزة في سياق فرض القيود على الوصول، وأنه نتيجةً لذلك، أصيبَ صيادان بجروح في حادثتين منفصلتين ولحقت الأضرار بقارب وبمعدات للصيد، وقد رصد التقرير زيادة ملحوظة على عدد حوادث إطلاق النار في عرض البحر منذ شهر أبريل. وأنه في أربع مناسبات، دخلت القوات الإسرائيلية غزة ونفذت عمليات تجريف وحفر قرب السياج الحدودي شرق غزة وبيت حانون ومخيم البريج.
ويشير التقرير إلى ان تعليق السلطة الفلسطينية لجميع إجراءات التنسيق مع السلطات الإسرائيلية قد أثّر تأثيرًا كبيرًا على خروج الفلسطينيين من غزة، حيث يواجه حملة التصاريح صعوبات في مغادرة غزة عبر معبر بيت حانون “إيرز”، بينما لا تتلقّى السلطة الفلسطينية أي طلبات جديدة، حيث اعتمد هذا الإجراء ردًا على إعلان الحكومة الإسرائيلية عن نيتها ضم أجزاء من الضفة الغربية.