أوتشا: تزايد اعتداءات المستوطنين على مزارعي الزيتون بالضفة

حجم الخط
0

في موسم قطف الزيتون الحالي في الضفة الغربية حدث ارتفاع بنحو 50 في المئة في عدد الأحداث ضد المزارعين الفلسطينيين مقارنة مع السنة الماضية. هذا حسب معطيات مكتب التنسيق الإنساني للأمم المتحدة “أوتشا”. في كل سنة موسم قطف الزيتون يتميز بارتفاع عدد أحداث العنف ضد الفلسطينيين وقطع الأشجار وشكاوى عن سرقة أدوات القطف الزيتون. وصول الفلسطينيين إلى عدد من أشجار الزيتون في الضفة، لا سيما القريبة من المستوطنات، يحتاج إلى تنسيق مسبق مع الجيش. وقائمة القسائم التي تحتاج إلى التنسيق يتم تحديثها كل سنة. في عدد من الحالات تعطى أوامر منطقة عسكرية مغلقة على قسائم بأثر رجعي أو أثناء موسم قطف الزيتون.
حسب معطيات “اوتشا”، ففي موسم قطف الزيتون الحالي كانت هناك 47 مواجهة اعتبرت استثنائية، منها 9 أحداث عنف ضد الفلسطينيين، و47 حادثة من سرقة الزيتون أو المعدات و11 حادثة لقطع الأشجار. وهذا لا يشمل 30 شجرة زيتون قطعت في قرية الساوية في يوم الجمعة الماضي. حسب المعطيات، تضررت في هذه الأحداث 437 شجرة، معظمها في منطقتي نابلس ورام الله.
“في كل سنة هناك أحداث كثيرة أثناء قطف الزيتون. ولكن الأحداث في هذه السنة كانت قاسية بشكل خاص”، قال للصحيفة رئيس المجلس القروي في ياسوف، خالد اعبية. والمزارع راجح محمود من ياسوف قال إن 16 شجرة زيتون عمرها مئات السنين تم قطعها في تموز الماضي. وفي أيلول الماضي عندما وصل إلى أرضه اكتشف أن هناك 38 شجرة جرى قطفها. وفي الأسبوع الماضي تم قطف زيتون من 47 شجرة أخرى. “هذا يؤثر علينا اقتصادياً. فنحن نفلح الأرض وننتظر ثمرتها”، قال محمود، وأضاف: “حسب تقديري، في السنتين الأخيرتين سرق مني 300 كغم من الزيت”.
عصام عبد الله، من سكان ياسوف، اكتشف في 19 تشرين الثاني بأن 45 شجرة زيتون من الأشجار التي يتعهدها تم قطعها. وقبل يوم من ذلك كان موجوداً في الحقل حتى السادسة مساء مع زوجته. وحسب قوله، رغم أنه شاهد عدداً من المستوطنين يتجهون نحو أرضه، إلا أنه لم يخف بسبب وجود شارع يفصل بين قسيمة أرضه والمستوطنة. وفي اليوم التالي عندما جاء إلى الأرض في السابعة صباحاً، اكتشف أن الأشجار قطعت. “عندما شاهدت أشجار الزيتون بهذه الصورة بدأت أبكي”، قال. “هذه خسارة اقتصادية، لكن هذا أيضاً يؤثر نفسياً، أن نشاهد الأشجار بهذه الصورة”.
جاء إلى أرضه المسؤول عن التنسيق في الارتباط الفلسطيني والإسرائيلي، وقال إن الشرطة لم تحضر إلى المكان. “أنا شخص أحافظ على القانون، وأريد تقديم شكوى”، قال، وأضاف: “لا أفهم ذلك. إذا اقترب أحد السكان الفلسطينيين من جدار المستوطنة فخلال لحظة يأتي إليهم أحد من الجيش. توجد هنا كاميرات في كل مكان، فلماذا عندما يقوم شخص ما بالسرقة أو المس بالأشجار لا أحد يفعل شيئاً؟”. وقال عبد الله إن الأشجار بحاجة إلى 4 – 5 سنوات من أجل إعادة تأهيلها واجتياز هذه الأضرار. وبعد بضعة أيام على الحادثة حضر متطوعون إسرائيليون لمساعدته ولونوا باللون الأسود قلب الشجرة الذي انكشف بعد قطع الأغصان حتى لا تدخله الدودة. في كل سنة ترافق منظمة “يوجد حكم” الفلسطينيين المعنيين بتقديم شكاوى في الشرطة. معطيات السنة الحالية لم تحدّث بعد، لكن تجربة السنوات السابقة يمكن أن تدل على مصير الشكاوى: في موسم قطف الزيتون في العام 2017 رافقت المنظمة القانونية تقديم ست شكاوى. أربعة ملفات تحقيق منها أغلقت بذريعة “مجرم مجهول”. في أحد الملفات تم تقديم التماس على إغلاق الملف، وما زال ينتظر القرار. والأخير ما زال قيد التحقيق. في العام 2018 رافقت المنظمة خمس شكاوى، منها أربعة أغلقت بذريعة أن الفاعل “مجهول”. وملف واحد أغلق بذريعة “عدم اهتمام الجمهور بالأمر”.
متطوعون إسرائيليون جاؤوا أيضاً لمساعدة محمد عصعوص (29 سنة) من قرية بورين المجاورة لمستوطنة يتسهار. ثمة أشجار يقوم بقطفها خلف الشارع الذي يفصل بين قرية بورين ومستوطنة يتسهار على بعد عشرات الأمتار عن المستوطنة. أشجار أخرى توجد قرب مستوطنة هار براخا، لكن لأن الوصول إليها مشروط بتنسيق أمني مع الجيش، توقف عن قطفها. “في السنوات الخمس الأخيرة يرافقني متطوعون إسرائيليون في عملية القطف”، قال عصعوص. “لقد بدأت في استدعائهم لأنني شعرت بأن الذهاب وحيداً يعرضني جداً للخطر”. وقال إنه في موسم القطف الأخير تم رشق الحجارة عليه مرات عدة.
في أحد أيام القطف جاء متطوعون من منظمة “حاخامات من أجل حقوق الإنسان” لمساعدته. وأثناء العمل، حسب المنظمة، جاء عدد من المستوطنين وبدأوا يرشقون الحجارة على المتطوعين وهاجموهم بالعصي. في اليوم التالي عندما جاء عصعوص إلى أرضه مع المتطوعين قيل له بأن الموقع تم إغلاقه بموجب أمر، وأنه هو وحده فقط يمكنه قطف الزيتون، دون وجود المتطوعين. وفي اليوم التالي تم إصدار أمر آخر. وعندما رفض إخلاء المكان قام جنود حرس الحدود بإخلائه بالقوة من أرضه. “لماذا يسمحون للمستوطنين بالمجيء إلى الأرض ولا يسمحون لنا؟ أريد أخذ زيتوني ثم أغادر”، قال.
ورداً على ذلك، جاء من الشرطة: “قوات الأمن مستعدة وتنتشر في المنطقة طوال الوقت، خاصة في موسم قطف الزيتون، من أجل منع الإخلال بالنظام والاحتكاك والجريمة بين مجموعات السكان المختلفة، وذلك بهدف الحفاظ على أمن السكان وتمكين الفلسطينيين من قطف الزيتون في أراضيهم التي بملكيتهم”.

بقلم: هاغر شيزاف
هآرتس 3/12/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية