لا مفاجأة في فوز أحزاب اليمين الشعبوي بأكثرية الأصوات في الانتخابات الأوروبية الأسبوع الماضي. أما فوز «المشير بإصبعه إلى بعيد»، كما يسميه أحد التويتريين، بالانتخابات الرئاسية في مصر، فقد أحدث المفاجأة الكبرى حقا. من كان يتصور؟ لقد كانت المواجهة حامية بين متنافسين كثر ليس بينهم أحد إلا وهو أكثر من المشير مالا سياسيا وأعز نفرا دعائيا. وما يزيد من وقع المفأجأة أمران: أولا، أن الإعلام المصري بقي متمسكا بثوابت الحياد المهني بين الفرقاء السياسيين والانحياز الأخلاقي لقيم الحرية والإنصاف. ثانيا، أننا لم نعد نستطيع تذكر مفاجأة الانتخابات التي فاز بها «رجل الجزائر المريض» الذي تقول حاشيته إنه ما كان ليتجشم كل هذا العناء لولا شعوره بواجب «النزول عند رغبة» المناشدين (الذي يتفرع عنه شعور الحاشية بواجب إثبات أنه لا يزال حيا يرزق).
مفاجأتان سوفييتيتان من نخبتين عسكريتين انطلقتا من نقطتين مختلفتين، ولكنهما وصلتا إلى الإنجاز ذاته: إفقار الشعب إفقارا والرجوع به إلى عدمية انعدام الخيارات.
فما هو الجديد في لا-مفاجأة الانتخابات الأوروبية؟ أولا، أنها أثبتت قابلية الحالة الفرنسية للتعميم على معظم الدول الأوروبية. ذلك أن اليمين الشعبوي عنصر ثابت في السياسة الفرنسية منذ أكثر من ثلاثة عقود: ينحصر في حدود 10 إلى 12 بالمائة من التأييد الشعبي في الظروف الاعتيادية، ويبلغ حدود 20 إلى 25 بالمائة في الأزمات. ثانيا، أنها أثبتت أن العنصرية في أوروبا حقيقة سوسيولوجية تظل قابعة في الخلفية، مثل «الخلايا النائمة»، ولكنها تنشط سياسيا حالما تتاح لها الفرصة.
وليس من الصدف أن استطلاعا للرأي نشرت نتائجه بعد الانتخابات أظهر أن ما لا يقل عن 30 بالمائة من البريطانيين يعترفون أن لديهم تحيزات عنصرية. عام 1983 كانت النسبة 36 بالمائة، وعام ألفين 26 بالمائة. ولكن هناك تنوعا حسب الموقع الديمغرافي والجغرافي. ديمغرافيا، ترتفع العنصرية إلى 36 بالمائة لدى من يتجاوزون سن 55 وتنخفض إلى 25 بالمائة لدى الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و34 سنة. وهذا ما أكده استطلاع آخر، حيث أظهر أن 74 بالمائة من الشباب المتراوحة أعمارهم بين 17 و21 سنة (أي الذين سيصوتون لأول مرة في انتخابات العام القادم) متقبلون لحقيقة التنوع العرقي والثقافي الذي طرأ على بريطانيا في العقدين الماضيين ومقتنعون بالنفع الذي يجلبه المهاجرون. أما جغرافيا، فإن نسبة المتحيزين عنصريا ترتفع إلى 35 بالمائة في وسط انكلترا وغربها ولكنها تنخفض إلى 16 بالمائة في لندن.
ولهذا حصل «حزب الاستقلال البريطاني» الشعبوي على أقل من 17 بالمائة من الأصوات في لندن في الانتخابات الأوروبية، بينما حصل على 27 بالمائة في بقية البلاد. ولم يحصل إلا على 7 بالمائة من الأصوات في لندن في الانتخابات المحلية، بينما حصل على 17 بالمائة في بقية البلاد. ما تفسير ذلك؟ أن الناخبين في لندن معظمهم «شباب متعلمون مثقفون». من القائل؟ سوزان أيفنز: سياسية بارزة في الحزب الشعبوي ذاته، زل لسانها بالحقيقة في مقابلة مع البي بي سي. ولما انتبهت المسكينة لزلتها الفرويدية حاولت جاهدة تدارك الأمر على تويتر بتغريدات غزلية، كان أعذبها: كل ناخبي حزبنا «أذكياء».
مالك التريكي
جوليا جيلارد – رئيسة وزراء أستراليا مخاطبة أحد المتشددين الإسلاميين فى استراليا : لماذا أنت متعصب لا تسكن في السعودية… أو إيران؟ ولماذا غادرت دولتك الإسلامية أصلاً؟ انتم تتركون دولاً تقولون عنها ان الله باركها بنعمة الإسلام وتهاجرون إلى دولٍ تقولون ان الله أخزاها بالكفر من أجل الحرية.. العدل.. الترف… الضمان الصحي… الحماية الإجتماعية…المساواة أمام القانون… فرص العمل عادلة … مستقبل أطفالكم… حرية التعبير، إذن لا تتحدثوا معنا بتعصب وكره …. فقد اعطيناكم ما تفتقدونه…احترمونا أو غادروا ..