الأمم المتحدة ـ نيويورك ‘القدس العربي’من بعد فشل مجلس الأمن في التصوريت على مشروع القرار المتعلق بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها (A/68/L39)جاء تصويت الجمعية العامة صباح اليوم على مشروع القرار مخيبا لآمال الدول الغربية الثلاث الأساسية، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فقد صوت لصالحة 100 دولة فقط وصوت ضده 11 دولة وامتنعنت 58 دولة وهو عدد كبير قياسا للتوقعات ولم يستطع مشروع القرار الحصول على ثلثي الأصوات (129) ليحمل وزنا أكبريشير إلى أن ثلثي دول العالم ضد الموقف الروسي وإجراءاتها في القرم. وكانت الجمعية العامة قد بدأت صباح أمس جلسة خاصة لمناقشة الوضع في أوكرانيا تحت بند ‘حظر الصراعات المسلحة وتعزيز دور الوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية ومنع الصراعات وحلها’. وقد وضع أمام الوفود مشروع قرار يؤكد على إستقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها وحدودها المعترف بها دوليا. وقد تعاقب على منبر الجمعية الكثير من المتكلمين لعرض مواقف دولهم حول الاستفتاء الذي جرى في جزيرة القرم يوم 16 آذار/مارس وما تبعه من ضم البرلمان الروسي رسميا للقرم للاتحاد الروسي وحول مشروع القرار المطروح للتصويت. ومن متابعة للخطابات التي ألقيت في الجلسة تكررت ثلاث مسائل في كلمات الدول المعارضة للاستفتاء والضم:
– عدم الإعتراف بالاستفتاء ولا بضم روسيا للقرم.
– التأكيد على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها وقد تكررت هذه الفكرة حتى في كلمة الوفد الصيني الذي امتنع عن التصويت.
– حل الأزمة لا يتم بالقوة بل بالحوار بين جميع الأطراف.
المندوب التركي ذكر الحاضرين بأن سكان الجزيرة أصلا من التتار وأنهم أيضا قلقون لما يجري في بلدهم.
أما الدول المتعاطفة مع الموقف الروسي مثل نيكاراغوا وسوريا وكوبا وبوليفيا فقد أكدوا على النقاط التالية:
– إن في أوكرانيا رئيسا شرعيا وصل إلى السلطة بالانتخابات الحروة والإطاحة به كان نتيجة تدخل خارجي
– إن هناك حالات مشابهة تم الاطاحة بحكومات منتخبة من قبل الدول القوية عندما كان ذلك يناسب مصالحهم. وقد ضرب ممثل نيكاراغوا مثالا عن موقف هذه الدول من الانقلاب على رئيس هندوراس المنتخب (2009) مانويل زيلايا. كما أن هذه الدول لا تتورع من استخدام السلاح كوسيلة للإطاحة بقيادات منتخبة.
جلسة الجمعية العامة الخاصة بالأزمة الأوكرانية تسير على نفس خطى الأزمة السورية- تتقدم الدول الغربية بمشروع قرار يدين ويشجب ويهدد بالعقوبات يصطدم بالفيتو الروسي الصيني في الحالة السورية وبالفيتو الروسي والامتناع الصيني في الأزمة الأوكرانية. لقد حاولت الدول الثلاث أن تمرر رؤيتها عبر المجلس في الأزمتين وفشلت لانها ما زالت لا تعترف بأن العالم لم يعد أحادي القطب تتصرف الولايات المتحدة فيه وكأنها الحاكم المطلق الذي لا يعصى له قرار ولا ترد له رغبة يساعده شركاء صغار لإضفاء صورة من التعددية غير السليمة فحسب.
لقد كانت القرارت المتعلقة بسوريا تحظى بدعــم نحــــو 138 دولة أما عدد الدول التي كانت تصوت ضدها فكان 11 دولة وهو نفس العدد الذي صوت ضد قرار امس.
ما يشهده العالم العربي تحديدا من حراك ثوري، في غير بلد، قد غير المعطيات وقلب المعادلات، بقدر ما فتح آفاقاً غير مسبوقة للتفكير والتعبير وللتخيل. ولا عودة إلى الوراء، إذ لا شيء، بعد الحدث، يعود كما كان قبله. تحاول الولايات المتحدة المحافظة على اظهرها نفسها على انها مازلت تمارس الحامي والشرطي الاوحد للعالم كنعامة التي تدفن راسها في الوحل مش الرمل لانها اغفلت بان القوى العالمية الصاعدة بدات تبحث لها عن فرصة وحصص داخل مركب المصالح ومنطق الجيوبوليتك والاختبار الحقيقي لها بدأ من افغنستان وانتهى في 11 سبتمبر