القدس: حذر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أيهود أولمرت، الجمعة، من أن تل أبيب ستُحاكم في نهاية المطاف وسيصدر مذكرات اعتقال بحق قادتها السياسيين والعسكريين، على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.
وقال في مقال نشره بصحيفة “هآرتس” العبرية، إن إسرائيل لن تحظى بأي دفاع عندما تُتهم بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين بالضفة.
وبسبب الحرب على غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 126 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وأضاف أولمرت في مقاله: “أوجه هذا التحذير لأنه إذا واصلنا التسامح مع الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فسيتم فرض عقوبات جدية ومؤلمة على إسرائيل، ولن يكون لدينا دفاع جيد”.
وأضاف: “الجميع يعرف التقارير عن المستوطنين الذين يهاجمون وينهبون ويدمرون ويحرقون ويقتلون الأبرياء، ويهاجمون أيضا الجنود الإسرائيليين غير المستعدين لتقديم المساعدة لجرائمهم”.
وتابع: “غالبا ما يتواجد في أعمال الشغب بهذه الأماكن ضباط من شرطة حرس الحدود، ومن المستحيل طمس الحقائق التي تجعل الكثير منهم يغمضون عينا واحدة، وأحيانا حتى اثنتين، عندما تحدث أعمال إجرامية من قبل مثيري الشغب اليهود بجوارهم”.
وتساءل أولمرت: “كم عدد هؤلاء مثيري الشغب الذين تم اعتقالهم؟ وكم منهم يقدم للمحاكمة؟ وكم منهم يعاقبون حسب خطورة أفعالهم؟ رقم هامشي”.
وقال: “لم يكن لأي من هذا أن يحدث لولا الإلهام والمساندة والدعم الذي قدمه كبار قادة البلاد، وعلى رأسهم (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير، وزير تيك توك الذي يسيطر على الحكومة مثل المتنمر العنيف، ومعه (وزير المالية) بتسلئيل سموتريش”.
وأضاف: “يدعم سموتريتش وبن غفير استيطان المستوطنين اليهود في قطاع غزة وجنوب لبنان، ومن أجل هذا الهدف الوهمي، فإنهم يشجعون على حرب شاملة في الشمال، وهي حرب غير ضرورية وغير مبررة”.
وتابع: “هذه الحكومة تريد حربا في الشمال لتحقيق حلمها الكبير: حرب الجميع ضد الجميع، وتدمير متبادل، وطرد الفلسطينيين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل”.
وزاد أولمرت: “أحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: يقترب اليوم الذي ستصدر فيه مذكرات اعتقال بحقك بسبب الجرائم التي ترتكبها إسرائيل كل يوم في الضفة الغربية، بدعم من حكومتها، بينما تغض الطرف عمدا عنها”.
وقال إنه في الضفة “ترتكب الجرائم بشكل يومي من قبل مثيري الشغب وهم مواطنون إسرائيليون، كارهون للعرب، بنيّة واضحة لطردهم من منازلهم والقرى التي عاشوا فيها طوال حياتهم”.
وأضاف موجها كلامه إلى نتنياهو: “عندما توجه هذه الاتهامات إليك، سيدي رئيس الوزراء، لن نجد بيننا، أو في الساحة الدولية الداعمة لنا، شخصاً واحداً ذا ضمير، يستطيع أن يدافع عنك”.
وتابع: “كما أحذر وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي ستصدر بحقه مذكرة اعتقال أيضا. إنه مسؤول عن الأمن، يمكنه التحرك والنضال ضد السياسات المتهورة لنتنياهو وسموتريتش”.
وأردف: “إنني أحذر بن غفير، وزير التهديد والتحريض ودعم شباب التلال، من أنك لن تتجنب أوامر الاعتقال ستحصل على أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بسبب المسؤولية التي تتحملها والتي تفتخر بها”.
كما حذر أولمرت وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من إصدار مذكرة اعتقال بحقه.
وقال: “أنا أحذر قادة الشرطة وحرس الحدود والجيش. لن تتمكنوا من التنصل من المسؤولية عن الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين في المناطق (الأراضي الفلسطينية) سيتم أيضا إصدار أوامر اعتقال ضدكم، ولن يكون لديكم أي رد حقيقي”.
وأضاف: “بالفعل، سيتم إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء والقادة والوزراء والقادة شخصيا، لكن دولة إسرائيل هي التي ستُحاكم في النهاية”.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، الجمعة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يقود إسرائيل إلى الدمار”، محذرا من أنه “إذا استمرت الحكومة الحالية حتى العام 2026 فلن تكون هناك دولة”.
وفي تصريحات لصحيفة “معاريف”، قال ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المعارض: “إذا استمر هذا الكنيست مع الائتلاف (الحكومة) الحالي حتى عام 2026، فلن تكون هناك دولة إسرائيل”.
وأضاف: “لا شك أننا في خضم أخطر أزمة منذ قيام الدولة، أزمة ذات أبعاد كبيرة، سياسية وأمنية واقتصادية، ولكن كل أزمة هي أيضا فرصة، ويجب أن نستغلها”.
وتنتهي ولاية الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو في عام 2026، بعد تشكيلها نهاية 2022.
وإذا لم تُجرَ انتخابات مبكرة في إسرائيل، خاصة مع تصاعد المطالب الشعبية بذلك، فإن الحكومة ستبقى حتى نهاية ولايتها، بموجب القانون الإسرائيلي.
وهاجم ليبرمان رئيسَ الوزراء قائلا: “نتنياهو لا يعرف كيف يدير أي شيء، إنه حقا شخص موهوب للغاية، وواحد من أفضل المسوقين، إن لم يكن الأفضل، في السياسة العالمية وليس فقط في إسرائيل”.
وأضاف: “نتنياهو لديه أيضا قدرة خطابية، لكن قدرته على الإدارة ضعيفة وتصل إلى الصفر”.
وتابع: “كل ما يحفز نتنياهو هو الرغبة في البقاء بالسلطة، يوم آخر وأسبوع آخر وشهر آخر، هذا كل شيء”.
ورأى ليبرمان أن “النظام السياسي بأكمله (في إسرائيل) مريض، حيث استولت جماعات المصالح ببساطة على الحكم، وهذه الظاهرة آخذة في الازدياد”.
وقال إن “نتنياهو يقود البلاد إلى الدمار”، واعتبر أن “إسرائيل تواجه تحديا أمنيا غير مسبوق”.
وأوضح أن “التهديدات التي نواجهها هي تهديدات وجودية، وهذا يحفزني لرؤية البلاد تخرج من هذه الأزمة”.
وأكد أن “الأولوية الآن هي للأمن، وبدونه لن يعود أحد لا إلى الشمال (قرب حدود لبنان) ولا إلى الجنوب (المستوطنات المحاذية لقطاع غزة)”.
وتابع ليبرمان: “إذا لم نستعد للردع، فلن يكون لهذا البلد الحق في الوجود. منطقتنا غابة، وعندما تبدأ الوحوش الجارحة في شم رائحة الدم، حتى أولئك الذين لم ينووا مهاجمتك في المقام الأول سينقضون عليك أيضا”، وفق زعمه.
وزاد: “الآن نحن نقطر دما، نحن نسفك الدماء كل يوم، ولا نتوصل إلى قرار، هذا هو أخطر شيء”.
وأردف: “النصر ليس بالتصريحات، في حرب الأيام الستة (1967)، لم يسأل أحد من فاز ومن خسر. حتى بالنسبة للولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، لم يسأل أحد من فاز يجب أن ننهي الحرب، وبمجرد أن تبدأ في شرح أنك فزت، فقد خسرت بالفعل”.
(الأناضول)