بيروت- “القدس العربي”:
من المفترض أن يمثل الصحافي رضوان مرتضى الإثنين أمام المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات للاستماع إليه في قضية الإساءة إلى الجيش وقيادته بعد سحب مذكرة الاستدعاء الصادرة عن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية والتي حاولت دورية من مخابرات الجيش تنفيذها واعتقال مرتضى من داخل قناة “الجديد”.
وبدا المشهد حيال هذه القضية منقسما بين معسكرين: الأول مدافع عن حرية التعبير والإعلام وقوامه وزيرة الإعلام منال عبد الصمد ونقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي اللذان رفضا مثول الصحافي أمام جهاز أمني والثاني مدافع عن كرامة الجيش وعدم جواز التعرض إليه تحت ستار حرية التعبير.
وبدا لافتا أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي خصص الشق الأكبر من عظته للتمني على رئيس الجمهورية ميشال عون دعوة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى لقاء والاتفاق على تقديم أفضل الشخصيات في التشكيلة الحكومية لا من يتمتع فقط بالولاء للحزب أو بالخضوع للزعيم، تطرق إلى ضرورة “حماية مؤسسة الجيش في كرامتها وهيبتها وكامل حقوقها”، مؤكدا أن “كرامة اللبنانيين من كرامة الجيش”.
ويأتي موقف البطريرك الداعي إلى حماية كرامة الجيش انطلاقا من اعتبار بكركي أن المؤسسة العسكرية هي الملاذ الأخير لوحدة البلد، ولحماية لبنان من هيمنة السلاح غير الشرعي، في وقت رأى خصوم حزب الله أن الحملة السياسية التي شنتها صحيفة “الأخبار” على قائد الجيش العماد جوزف عون جاءت بعد إطلالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي حمل الجيش مسؤولية الكشف عن التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. ويتهم هؤلاء نصر الله بأنه يريد من الجيش إصدار تحقيق مركب لإبعاد أي شبهة عن حزب الله وتبرئته من الاتهامات التي تطاله والنظام السوري باستقدام نيترات الأمونيوم واستخدامها.
وكانت مواقف صدرت في الأيام القليلة الماضية من أحد رجال الدين الشيعة عباس زغيب دعا فيها قائد الجيش إلى عدم التعاطي بطائفية مع أبناء بلاد جبيل على خلفية النزاع العقاري على الأملاك بين الكنيسة المارونية وبعض أبناء مجدل العاقورة من جهة ومواطنين شيعة في لاسا وأفقا من جهة أخرى.
وعلى خط مواز، تعرضت دورية من الجيش اللبناني إلى هجوم بالعصي والأدوات من شبان من عشيرة آل جعفر أثناء قيامها بواجبها في مكافحة تهريب المحروقات إلى سوريا وأثناء توقيف شاحنة بيك أب تستخدم لهذا السبب في منطقة المنصورة الواقعة بين القصر الحدودية ومدينة الهرمل. وحاول هؤلاء منع عناصر الجيش من مصادرة الشاحنة مما أدى إلى عراك وتضارب إلى أن تمكنت الدورية من السيطرة على الآلية وسحبها من المكان ومصادرتها.
كذلك، تعرضت دورية للجيش اللبناني لإطلاق نار من قبل مطلوبين، خلال عمليات دهم في حي الشراونة، بعد مصادرة سيارات مسروقة.