بيروت- “القدس العربي”:
يتجه رئيس الجمهورية ميشال عون هذا الأسبوع لحسم قراره من الدعوة إلى الحوار الوطني بعد بروز اعتراضات من قوى سياسية بارزة على الساحة اللبنانية في طليعتها رئيس “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اللذان يرفضان تعويم العهد في نهاية ولايته أو إعطاء حيثية لصهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالجلوس على طاولة الحوار قبل الانتخابات النيابية والرئاسية. وبعدما تشاور مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موضوع الحوار ومدى مشاركة الأطراف فيه، سيجري الرئيس عون لقاءات ثنائية مع عدد من الأقطاب ورؤساء الأحزاب والكتل ليستخلص بنتيجتها الاستمرار في هذا الحوار من عدمه.
ولفت أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بات غير متحمس للحوار في بعبدا، وهو غرد عبر “تويتر” مفضلا الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، وقال: “للخروج من دوامة التعطيل المدمرة فإن أفضل طريقة هي في أن يجتمع مجلس الوزراء من دون أي شروط مسبقة، وتبدأ ورشة العمل وفي مقدمها التفاوض مع صندوق النقد الدولي. هذا هو الحوار الأساس ولا بديل عنه”.
وكان موضوع فتح الدورة الاستثنائية فتح بابا جديدا للخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية حول الصلاحيات في تحديد برنامج الدورة بين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، بدلا من أن يفتح صفحة جديدة بين الطرفين. فيما لا تزال الشكوك تحوم حول نجاح دعوة الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء إلى الانعقاد لدرس الموازنة وإقرارها فور إنجازها في وزارة المال. وسيجري رئيس الحكومة مزيدا من الاتصالات في الكواليس لتأمين حضور وزير المال يوسف خليل بصفته الوزير المختص والحؤول دون أي مقاطعة شاملة من الثنائي الشيعي.
تزامنا، وجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسائل ضمنية إلى حزب الله ترفض مشروعه والتعطيل، وقال في عظة الأحد “إن انتماء لبنان العربي هو للانسجام مع محيطِه الطبيعي وتفاعلِ الحضارتين اللبنانية والعربيةِ عبر التاريخ، وتبقى حضارته الضاربةَ في العصورِ هي التي تُحدد وجودَه وليست صراعات الـمِنطقةِ، ولا أي مشروعٍ مذهبي، ومُخططٍ إثني يرتكز على قاعدة الأكثريات والأقليات”. وأكد أن “لبنان موجود هنا بخصوصيته الوطنية التاريخية ليشهد للحضارة والتعايش والكرامة والحرية ولعَلاقاتِه العربيةِ والعالمية. وإذا كانت قوى لبنانية معينة تُزمع أن تربط ماهية وجود لبنان بالصراعات الإقليمية وولاءاتها الخارجية، فإنها تخرج عن الإجماع وتُصيب وحدة لبنان في الصميم. جريمةٌ هي أن نقضي عليه ونشوهه في هويته”.
ومن هذا المنطلق، دعا الراعي إلى “أن تسترجع الشرعية اللبنانية قرارَها الحرَ الواضحَ والقويم، ووِحدةَ سلطتِها العسكرية، وأن تنسحب من لعبة المحاور المدمرة، وتحافظ على مؤسساتها الدستورية بإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها”، مضيفا “ليس من المقبول إطلاقا أن يواصل عدد من القوى السياسية خلق أجواء تشنج وتحد وخصام واستعداء واستقواء تثير الشكوك حيال الاستحقاقين. ومن غير المقبول بقاء مجلس الوزراء في حالة وقف التنفيذ، خصوصا أن أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي يستلزم موافقة مجلس الوزراء مجتمعا”، وختم “إنها جريمة أن يستمر تجميد الحكومة لأسباب باتت واضحة”.
على صعيد آخر، وفي تحضير للانتخابات النيابية، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “التعبئة الحزبية الشاملة من أجل خوض المعركة الانتخابية” وذلك في لقاء مع الكوادر الحزبية ضمن إطار “المجلس المركزي”، واعتبر “أن هذه المعركة هي معركة إنقاذ لبنان من محاولة تغيير هويته وتاريخه، كما أنها معركة اللبنانيين للتخلص من الواقع المزري الذي أوصلهم إليه تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر ومن معهما”.